توفي الايطالي داريو فو الحائز جائزة نوبل للاداب العام 1997 عن تسعين عاما، فتدفقت الاشادات بهذا الكاتب المفعم حيوية الذي طبع الحياة الثقافية والسياسية في ايطاليا.
وقضى الكاتب والممثل جراء قصور في الجهاز التنفسي بسبب مرض في الرئتين يعاني منه منذ سنوات عدة على ما اوضح طبيبه ديلفينو لينياني في مؤتمر صحافي.
وقال رئيس الوزراء ماتيو رينزي "خسرت ايطاليا بوفاة داريو فو احد ابرز اعلام المسرح والثقافة والحياة المدنية في بلادنا".
واضاف "اعماله الساخرة وابحاثه وعمله المسرحي ونشاطاته الفنية المتعددة الاوجه هي ارث ايطالي كبير له بعد عالمي".
وكان فو كاتبا وممثلا وقد اشتهر عالميا العام 1969 بفضل كتابه "ميستيرو بوفو" (ألغاز الكوميديا) وهو ملحمة عن المضطهدين مستوحاة من ثقافة القرون الوسطى يعلم فيها البطل وهو بهلواني الثورة من خلال الضحك.
وكان فو صاحب القلم المبدع، يدعو الى التمرد على المتسلطين والمنافقين.
وتوالت ردود الفعل على وفاته في ايطاليا من المسؤولين السياسيين الى مقدمي البرامج التلفزيونية مرورا بالكتاب.
وكتب الاديب إيري دي لوكا في تغريدة "توفي اليوم حائز جائزة نوبل الاسعد في التاريخ. بدلا من ان نذرف دمعة عليه يجب ان نبتسم".
وكان حس الفكاهة يلازم داريو فو كظله مع بسمة في كل اطلالاته العلنية.
وقال فو قبل فترة قصيرة على ما ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، "انا لا اخشى الموت الا اني لا اتودد اليه كذلك. ان عشت حياتك جيدا فهذه خاتمة الحياة المناسبة".
- نضال سياسي -
وتوفي داريو فو وهو اخر كاتب ايطالي فاز بجائزة نوبل، في اليوم الذي تكشف فيها الاكاديمية السويدية اسم الفائز في نوبل الاداب للعام 2016. وترد اسماء كتاب ايطاليين للفوز بها هذه السنة ولا سيما ايلينا فيرانتي وكلاوديو ماغريس.
ولد داريو فو في 24 اذار/مارس 1926 في منطقة لومبادريا (شمال) في اوساط عمالية مناهضة للفاشية وترعرع على تماس مع مسرح الشارع ومسرح الحكواتي قبل ان يخوض غمار المسرح اعتبارا من مطلع الخمسينات بعد متابعته دروسا في الهندسة المعمارية.
وكتب اولا مونولوجات ومشاهد مسرحية قصيرة مطبوعة بالنقد الاجتماعي ومن ثم مسرحيات فيها حيز واسع من الارتجال.
وكان يشكل ثنائيا شهيرا مع زوجته الممثلة فرانكا رامه التي اقترن بها العام 1954 وتوفيت العام 2013 عن 83 عاما. وقد شاركته كل مغامراته المسرحية.
كان فوضويا في الفكر مجاهدا وناقدا وقد اعتنق في السنوات الاخيرة نضال "حركة 5 نجوم" الشعبوية ضد الطبقة السياسية الايطالية الكلاسيكية.
وقالت الكتلة البرلمانية للحركة في بيان "موت داريو فو يحرم البلاد من صوت ناقد كبير ومرشد روحي بذهن مدني. لكنها تحرم حركة 5 نجوم من مرجع اساسي ورفيق درب مرح رائع وعميق".
بسبب هذا الالتزام السياسي المطلق شذت بعض الاصوات عن ردود الفعل المشيدة بالكاتب بعد وفاته.
فقال ريناتو بورنيتا وهو مسؤول في فورتسا ايطاليا بزعامة سيلفيو برلوكسوني "لا نفاق. لم يعجبني داريو فو يوما ولطالما اعتبرته رجلا يأخذ مواقف جذرية" مشيرا "بمرارة والم" الى اشارات داريو فو الكثيرة الى قصر قامته.
وكان تصريح ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال (مناهضة للبيرو وللمهاجرين) اقل مرارة "كان فنانا عظيما. كنت بالنسبة له عنصريا وانانيا وجاهلا. لكن عفا الله عما مضى. ولا اشعر باي حقد تجاهه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر