مراكش - ثورية ايشرم
لا يمكن فصل ذاكرة مراكش الحمراء عن بلبلها المطرب الشعبي حميد الزاهر، الذي يُعد بعد الحسين السلاوي رائد الأغنيّة الشعبيّة المراكشية وعازف العود المتميز في النصف الثاني من القرن الماضي.
واستطاع بلبل البهجة، كما يطلق عليه سكان المدينة الحمراء، التجديد في الأغنيّة الشعبيّة، حيث دمج فيها الإيقاعات الفلكلوريّة والدقة المراكشيّة بعدما كون "كورالاً" من بنات وأبناء الحومة وتوفق في امتلاك قلوب المغاربة، انطلاقًا من أغنيته الشهيرة الوطنيّة "مراكش يا سيدي كله يهتف بيك"، ومرورًا إلى "للافاطمة"، وانتهاءً بأغنيّة "أشداك تمشي للزين". ووصلت أغانيه إلى المشرق والخليج عبر محطات إذاعيّة شهيرة مثل راديو لندن وراديو القاهرة، بل استطاع من خلال زيارته إلى بلدان أوروبيّة وأسيويّة أنّ يجلب اهتمام ذواقي الفن، وخصوصًا من حيث إيقاعات أغانيه المتميزة بالمرح والأصالة و"كوراله" المتحرك.
وبعد رصيد غني لا يفنى وفي الوقت الذي مازالت أغانيه تتردد على كل لسان ويعيد أداءها مطربون آخرون وتفيض بعبق الماضي، إنزوى ابن المدينة الحمراء، صاحب الابتسامة الفنية العريضة جانبًا بعدما ظل دون حراك لمدة 3 أعوام إصابته بمرض، وأصبح همه هو الاعتناء بأسرته والتمتع بمجالسة حفدته، ولا يفوته ممارسة هوايته المفضلة المتمثلة في متابعة مباريات فريقه المفضل "الكوكب المراكشي"، والاستماع إلى "الفولكلور" المغربي والمثابرة على أداء الصلوات في أوقاتها. وورث أبناؤه عنه الفن الشعبي المراكشي وقاموا بإعادة أغانيه الخالدة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر