الرباط - وكالات
علم لدى المركز الوطني للنقوش الصخرية أن موقع "بوتاريكت" (إقليم تيزنيت) تعرض مؤخرا لعملية تكسير إحدى الصخور الكبيرة التي تحمل مجموعة من النقوش التي تعود إلى الفترة الأمازيغية (ألفي سنة قبل الميلاد.
وذكر بلاغ للمركز أن عملية تكسير واقتلاع جوانب إحدى الصخور الكبيرة بهذا الموقع تم باستعمال آلات حادة وكبيرة "وهي في ما يبدو محاولة للالتفاف بهذه الصخرة الكبيرة واقتلاعها أو البحث عن أشياء مدفونة تحتها، الشيء الذي لم يتم التأكد منه في عين المكان لغياب الشهود ولا من أهداف هذا العمل التخريبي".وأوضح البلاغ أن النقوش التي تحملها هذه الصخرة ترجع إلى الفترة الأمازيغية (2000 سنة قبل الميلاد على الأقل)، حسب التصنيف المتداول في التوزيع الكرونولوجي للفن الصخري بالمغرب وبشمال إفريقيا، وهي عبارة عن خيليات وفرسان صغيرة الحجم منقوشة بواسطة تقنية النقر.وأكد المصدر ذاته أن موقع "بوتاريكت"، الذي تعرض لعملية التخريب، يشكل جزء من مجموعة مواقع كثيرة أخرى للفن الصخري بالقرب من المكان (الكعدة، تيمزداون) وبإقليم تزنيت، منها ما يرجع إلى فترات أقدم (أي العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث)، ومنها ما يرجع إلى فترات تاريخية متأخرة.ويبلغ عدد هذه المواقع أكثر من 13 موقعا أشهرها موقع "أوكاس" بجماعة أفلا إغير، وكلها تشكل عنصرا أساسيا من التراث الأثري المحلي والوطني الغني والمتجذر.وعلى إثر أعمال التخريب التي تعرض لها هذا الموقع، قامت لجنة مكونة من أطر المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكادير، بمعية أطر الوزارة على مستوى المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بتيزنيت، والمنتخبين المحليين وفعاليات من المجتمع المدني، بتنظيم زيارة إلى عين المكان يوم الجمعة 26 يوليوز الماضي للوقوف على حجم الأضرار والأعمال التخريبية التي تعرض لها هذا الموقع.وإثر هذه المعاينة، قامت اللجنة بتحرير محضر في الموضوع يتضمن دعوة للسلطات المحلية والإقليمية من أجل فتح تحقيق في النازلة والكشف عن ملابساتها وعن المسؤول عن هذه الأعمال التخريبية.كما قامت اللجنة برفع توصية للمصالح المختصة بوزارة الثقافة من أجل إثارة الانتباه إلى استفحال ظاهرة التدمير والتخريب الممنهج الذي تتعرض له مواقع الفن الصخري بمجموعة من المناطق بالإقليم وبالجهة، ملتمسة منها إيلاء العناية اللازمة لهذا التراث الوطني، عبر توفير الإمكانيات الضرورية للمصالح المختصة لإجراء الأبحاث اللازمة واستكمال عملية الجرد الشامل لموقع الفن الصخري واتخاذ التدابير الكفيلة بالمحافظة على هذا التراث الوطني ورد الاعتبار إليه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر