القاهرة - علي رجب
اختتم "بيت العائلة"، الأربعاء، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ "الأزهر" الدكتور أحمد الطيب، ومستشار شيخ "الأزهر" لحوار الأديان الدكتور محمود عزب، الدورة التدريبية الأولى، التي بدأت فعالياتها، الاثنين الماضي، وذلك بحضور عدد من الأئمة والقساوسة، من ممثلي الكنيسة المصرية.
وقد اتفق الحضور على التأكيد على تدعيم وثائق "الأزهر"، ونبذ الفرقة والىنقسام, وحرمة إراقة الدماء، والحفاظ على الممتلكات الوطنية العامة والخاصة، والعمل على حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية، ونبذ كل من يهدد سلامة الوطن، وشدد الأئمة والقساوسة كذلك على الدعوة إلى تدعيم المواطنة، واحترام الأخر، وتقدير كل مواطن مصري يعيش على أرض الوطن .
كما ناشد "الأزهر" والكنيسة وسائل الإعلام المختلفة لتبني فكرة عمل ورسالة هذا الملتقى الفكري، وتقديم النماذج الإيجابية، ونشر الحقائق المثمرة، التي تصب في المصلحة العليا للوطن.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر على أن دور "الأزهر" دعوي وتوجيهي, ولا مجال لدخولة المعترك السياسي، قائلاً "الأزهر لو دخل الحياة السياسية لزم عليه الالتزام بعباءة حزب معين، وهو ما لم يحدث أبدًا"، مضيفًا خلال ختام فعاليات الدورة التدريبية للأئمة والقساوسة، تحت رعاية "بيت العائلة"، "إن المجتمع المصري يزيد على 85 مليون نسمة، فلم يعد غريبًا وجود بعض الآراء الشاذة، ولكن الشاذ هو أن نرى المؤسسات الدينية لا تقوم بواجبها في مواجهة الفتاوى والتصريحات الشاذة".
وشدد شيخ "الأزهر" على ضرورة أن يكون الحوار دائمًا بشأن الأخلاق والمعاملات والقواسم المشتركة، بعيدًا عن العقائد الدينية، لافتًا إلى أن "بيت العائلة" يؤدي دوره بشكل كبير، في دعم الأخوة بين المصريين، ونبذ العنف.
كما أعلن فضيلة الإمام الأكبر استمرار العمل لانطلاق أول قناة فضائية للأزهر، فى موعد أقصاه شهرين، تدعيمًا لنقل صوت المؤسسة الأزهرية إلى جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أكد الدكتور محمود عزب على أن "بيت العائلة" ليس بالجهة التي تنتظر وقوع الكارثة حتى تتدخل لحلها، قائلاً "دورنا في المؤسسى الأزهرية أن نسعى دائمًا لتجنب وقوع الكوارث أو المشاكل بين قطبي الشعب المصري، المسلم والمسيحي".
وأضاف عزب خلال كلمته في ختام فعاليات الدورة التدريبية لافتًا إلى شعوره بالسعادة البالغة، حينما سمع أحد الأئمة يؤكد أنها المرة الأولى في حياته، التي يجلس فيها مع قسيس، و يراه اليوم بعد نهاية الدورة يودع القسيس بالدموع، مطالبًا رجال الإعلام بإبراز الجوانب الإيجابية، في تحسين علاقة عنصري الأمة، التي دامت أكثر من 14 قرنًا، وأن الفضل في ذلك بعد الله يرجع إلى "بيت العائلة"، تحت قيادة شيخ "الأزهر"، الذي حرص على التقارب بين الأئمة والقساوسة.
وشدد عزب على أن المؤسسة الأزهرية تقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والائتلافات السياسية، ولا تدعم فصيلاً ضد الآخر، كما لفت إلى أن ارتداء "الأزهر" عباءة السياسة سيفسد كل ما يقوم به من محاولات لتقريب وجهات النظر.
كذلك تحدث وزير الأوقاف الأسبق وأمين عام "بيت العائلة" الدكتور حمدي زقزوق، قائلاً "إن الدورة التدريبية التي أقامها الأزهر تختص بالتوعية الدينية، وكيفية الحوار مع الآخر، والتقارب بين كل رجال الدين المسيحي والإسلامي"،مضيفًا "إن ما يحدث في الشارع المصري والميادين خلال الفترة الحالية من مشاحنات بين القوى والأحزاب أمر سياسي بحت"، مؤكدًا على أن "الساسة مطالبون بتهدئة الوضع أكثر من رجال الدين".
أما رئيس الطائفة الأسقفية في مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي المطران منير حنا فقد أكد التزام الكنيسة بدعم الحوار الإسلامي المسيحي، متمنيًا أن تشهد الفترة المقبلة استقرارًا سياسيًا في مصر، وأن يسود مناخ من الحوار الهادئ البناء بين كل طوائف المجتمع، مضيفًا "إن بيت العائلة المصرية يلعب دورًا كبيرًا في نشر المحبة والسلام بين المصريين جميعًا، مما ينهي الكثير من المشاكل والفتن الطائفية، التي تواجه مصر".
وأشاد حنا في تصريح إلى "مصر اليوم" بالدور الكبير الذي يلعبه "الأزهر" الشريف في لم شمل الأمة المصرية، والحفاظ عليها من الانقسامات والفتن التي تهددها، مؤكدًا على أن "مصر ستظل محفوظة من الله، وما تشهده حاليًا هي لحظات صعبة، ستعبرها بفضل ترابط وتلاحم أبنائها".
هذا، وقد اتفق الجميع على مواصلة العمل بعد انتهاء الدورة، وحتي بداية الدورة المقبلة، والخروج بخطة للعمل المشترك، والطلب من "الأزهر" والكنيسة و"بيت العائلة" متابعة نشاط المشاركين، لتحسين الأداء في الدورات المقبلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر