الرباط ـ المغرب اليوم
حمّل الفنان التشكيلي نوفل راوي، همَّ تجديد مفهوم الفن وتعليم الفنون، لذا أحاط نفسه بمجموعة من الفنانين التشكيلين منهم الراحل سعيد أمين، مصطفى الكنوني، عزيز عكي، الويداني عبد الرحمان، عزيز عبدوس عزيز جوادي، المحجوب النجماوي وآخرون. واهتم أكثر بالبحث لنفسه عن خصوصية فنية وعن تقنية تميزه عن الآخرين وخلق شيء ترتاح له العين ويجذب انتباة المشاهدين.
ولد نوفل في مدينة فاس العريقة، وتأثر بوالده الذي عمل نحاتًا ليرتبط بالفن التشكيلي ويعمق ارتباطه انتقاله مبكرًا، إلى مدينة خنيفرة عاصمة الأطلس المتوسط ومدينة الفن بكل أنواعه، حيث رسم أول بورتريهاته بالألوان وهو في سن الـ15 لتكون مرحلة ما سيسميه في ما بعد "مرحلته التعبيرية"، ليشتغل بعذ ذلك على التصوير الصباغي، ويبرز اهتمامه العميق بذاكرة الإنسان ومساره من خلال تراثه، الذي ما فتئ يتزايد ويتسع، وانتقل من الصباغة على القماش، بحيث أخذ عمله وجهة أخرى، وبدأ رحلة طويلة في صلب المادة.
وأكد نوفل راوي في تصريح خص به "المغرب اليوم"، أن الرسم والتصوير هما مجالان تشكيليان منفصلان، ولكنهما وسيلتان تعبيريتان قويتان يستطيع الفرد التعبير عن طريقهما ببساطة ويسر، وبشكل سريع عما يريد، "ويتغلب الرسم التشكيلي على التصوير التشكيلي في إعطاء الرسام طريقة تعبيرية أسهل من التصوير لبساطة خاماته، وسهولة التعامل مع أدواته وتوافرها في الوقت المناسب للتعبير عن النفس أكثر من التصوير التشكيلي، الذي يحتاج فيه الرسام إلى ظروف أكثر خصوصية ومناسبة ومهارات فنية أعلى، لكي يصبح قادرًا على التعبير عن طريقه".
أعمال راوي، تعتمد على عنصر الظل باعتباره قرينًا لازمًا، فنجده يزاوج بين الرسم الجانبي للشخوص والرسم الجبهي، مما يجعل أعماله تنهل من مدارس كلاسيكية لفنانين كبار أمثال رامبراند، وكورو الذين ركزوا في أعمالهم على متلازمة الضوء والظل، على غرار تابعيهم من الانطباعيين والتكعيبيين والطبيعيين.
يستعد راوي، الذي اشتغل سابقًا في مجال الاستقبال والتنظيم في فنادق مصنفة في المغرب، إلى إنجاز منحوتة للمايسترو "موحى أو الحسين أشيبان" على علو 12 مترًا باعتماد تقنية النحت الحركي وتركيب الألومنيوم واستعمال دهانات خاصة، فيما ستسهر على تركيب الإضاءة شركة متخصصة، تجدر الإشارة أن نوفل راوي المنتمي لجمعيات مدنية تهتم بالفنون التشكيلية، شارك في معارض وطنية ودولية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر