على الرغم من الظروف التي يشهدها العالم أجمع بسبب تداعيات انتشار فايروس «كورونا»، والتي من أهمها (التباعد الاجتماعي)، غبر أن ذلك لم يمنع ديوان الهريس الثقافي، ومقره في عمان، من إقامة أمسية قراءات أدبية عن بعد من خلال «الفيسبوك»، حيث اجتمع عدد من المبدعين، كل من منزله، في (غرفة محادثة)، وقرأوا عددا من قصائدهم، ونصوصهم، الأمر الذي من شأنه تعزيز دور الثقافة والمثقفين حتى في الظروف الصعبة والاستثنائية كما هو الحال مع جائحة انتشار «كورونا».
وقد بدأت الأمسية بقصيدة للشاعر نايف الهريس، رئيس الديوان، حملت عنوان «الأرض لمن يزرع»، قرأتها الأديبة شيرين العشي، وجاء فيها:
«نحن أرض زرعها يسقي الإبا/ كن لها ابنا وفيا أو أبا/ جدّنا كدّ النما في زرعه/ فالتقمنا الزرع خيرا يحتبى»أوّلونا عمدوا أركاننا/ حقّ أن نبقي لآتٍ مخصبا/ قل رياض الأرض جلاب النما/ كانف الأكناف يكسي المأربا/ في جزاء لو تأتى جهره/ ليس إلا شحنة مستقطبا/ ربّ جهل سامر الواشي بنا/ في حديث سعيه أن يَغلِبا/ أمّنا ثدي الرضا في أرضنا/ قد شربنا حبها مستعذبا/ يا إلهي كم يواسينا الحمى/ في عطاء قد حبانا ما حبا/ نحو آمال بطيات الرجا/ غِرْدها في الحل شقّ الغيهبا..».
وقرأ الشاعر الفلسطيني خليل عمرو قصيدة بعنوان «فِلَسطِينُ أَرضِي» جاء فيها:
«أَأَبطَالَ قَومِي أَزُفُّ السَّلاَمَا/ وَدُمتُم عِزَازاً أُبَاةً كِرَامَا/ حُمَاةَ البِلاَدِ وَأَحرَارَ قَومِي/ وَدِرعاً مَنِيعاً عَلَوتُم مَقَامَا/ إِلَى اللهِ سِرتُم سِرَاعاً ثُبَاتاً/ بِوَقعِ خُطَاكُم أَحَلتُم حُطَامَا/ وَرَغمَ سِلاَحٍ جَبَانٍ وَفِيرٍ/ يَفرُّ سرِيعاً وَيَجرِي انهِزَامَا/ فَنَصلٌ حَمَلتُم وَمُوسٌ صَغِيرٌ/ تَفُوقُ سِلاَحاً كَثِيراً رُكَامَا/ فِلَسطِينُ أَرضِي لأَشجَعُ أَرضٍ/ ثَرَاكِ وَلُودٌ جُنُوداً عِظَامَا/ إِلَى النَّائِبَاتِ يَنُطُّونَ قَحماً/ فَلاَ يَرهَبُونَ عُدَاةً لِئَامَا/ أُسُوداً تَرَبَّوا شِدَادَ المِرَاسِ/ وَلَمَّا يَهَابُوا لِقَاءَ الزُّؤَامَا/ يُدَارُ القِتَالُ كَمَا يَسطُرُونَ/ بِإِذنِ الإِلَهِ لَنَصرٌ خِتَامَا..».
ومن فلسطين كذلك كانت القراءة التالية للشاعر ناصر عمرو، عير قصيدة قال فيها:
«أشتاق أحياء الخليل وأهلها/ أشتاقها شوق التصحّر للمطر/ منها القلوب تعلمت كيف الهوى/ وتعلمت عيناي ما معنى البصر/ ضمن الدماء محبتي أخليلنا/ يا موطنا للخير ما بين البشر/ مهما يهود تطاولت في غيها/ تبقى الخليل منارة بين الصور/ تبقين جوهرة الزمان حبيبتي/ وكأجمل التيجان ما بين الدرر/ حبي كحب النحل يرشف زهرة/ حبي لأرض الطهر أشبه بالقدر/ ما خطت حبر الشعر غيرك درتي/ لا غير حبك ضمن شعري قد خطر».
الأديب محمود جابر قرأ مجموعة من قصائد (الهايكو) جاء فيها:
يوم الأرض/ سقط الشهداء واقفين/ أزهرت الورود».
«يوم الأرض/ سقطت كل الحلول/ الرصاص يعلو».
«يوم الأرض/ طيور تحلق في السماء/ أرواح الشهداء».
«يوم الأرض/ كل شيء محجور/ يرفرف علم فلسطين».
«يوم الأرض/ يخلعن الكمامات ويزغردن/ أمهات الشهداء».
«في يوم الأرض/ القدس رئة فلسطين/ أنفاس حبيسة».
«يوم الأرض/ كلنا نحمل نفس الاسم/ (فدائيون».
الأديبة منى طه، مديرة ديوان الهريس الثقافي، قرأت نصا قالت فيه:
«أسافر في ذاكرة أبي/ أتجول في القدس القديمة/ أتنفس هواها/ هنا في باب العمود/ أشاركه حلما عذبا/ «حي على الصلاة»/ في الأقصى نلبي النداء/ الأقصى قاب وعد/ وبين الحلم والوعد/ أرسم خيوط الفجر لصبح يأتي/ والصبح قريب..».
الأديبة ميسر أبو غزة قرأ مجموعة من قصائد «الهايكو» قالت فيها:
«أسلاك شائكة/ مشطورة نصفين/ أرض الوطن».
«أسلاك شائكة/ أكثر بكثير/ هموم الوطن».
«طالع المدينة/ على ورق الزيتون/ ملامح وطني».
«عند الأسلاك الشائكة/ لغة الإشارة مفهومة/ الأذن صماء».
«قوارب الموت/ للمهجرين دمعة/ لمن يغني القمر».
وقرأ الأديب صلاح الدين حمزة جرار مجموعة من النصوص قال فيها:
«بكل فخر/ تتصدر المشهد/ رايات الوطن».
«حفظ السرّ/ فقد العمر/ (سنّمار)».
«دخان مسموم/ عندما يخالط الهواء العليل/ لا بد من إغلاق النافذة».
الأديب منذر اللالا قرأ مجموعة قصائد «هايكو»، قال فيها:
«رماح ذهبية/ جيش مترامي الأطراف/ حقول القمح!».
«تترك على الغصن/ خطوات من حرير/ فراشة!».
«حمامة برتقالية/ أمام نبع الماء/ يحمر خد الماء!».
وقد يهمك ايضا:
"الأعلى للثقافة" يستضيف فعاليات اليوم الثاني لـ"المنتدى العلمي الدولي"الثلاثاء
جمهور الشارقة يرفع راية دولة الأمارات احتفاءً بيوم العلم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر