مسقط - المغرب اليوم
تفتتح أوبرا / روميو وجولييت / للمؤلف الموسيقي الفرنسي شارل جونو عروض الموسم الخامس لدار الأوبرا السلطانية مسقط وهو موسم ملئ بالعديد من العروض المذهلة والأسماء المعروفة .
تقدم العمل فرقة أوبرا و أوركسترا /مونت كارلو/ ويؤدي دور البطولة نجما الغناء الأوبرالي الفذّان التينور جان فرنسوا بورا والسوبرانو نينو ماتشايدزيه ويتواصل العرض ثلاث أيام في 29 و 30 سبتمبر الجاري وأول أكتوبر المقبل.
يذكر أن أوبرا / روميو وجولييت/ مستوحاة من المسرحية التي تحمل نفس الاسم للكاتب الانجليزي الشهير وليم شكسبير الذي يحتفي العالم أجمع هذا العالم بالذكرى الأربعمئة لوفاته (توفي في 23 إبريل 1616م).
ويأتي اختيار هذه الأوبرا لتكون عرض الافتتاح للموسم الخامس للدار مشاركة من الدار في هذه الاحتفالات العالمية بواحد من أهم الشعراء وكتاب المسرح عبر العصور .. كما يأتي اختيار أوبرا روميو وجولييت (نسخة المؤلف الموسيقي شارل جونو الشهيرة) إيماءة إلى موسم قوي حافل بالعروض الفخمة المنتقاة إذ أنه الموسم الذي يجسد السنة الخامسة لدار الأوبرا السلطانية مسقط التي قدمت منذ افتتاحها أعمالا مذهلة في فنون الأوبرا والباليه والموسيقى الكلاسيكية والغناء الفردي والفنون الشعبية من بلدان عدة مؤكدة على دورها كمنارة لحوار الحضارات والتبادل الثقافي ومركزا للفنون الرفيعة.
وكتب شكسبير مسرحية /روميو وجولييت/ عام 1597 ملخص قصتها حول الحب المستحيل بين شاب وفتاة من عائلتين بينهما تاريخ من العداوة.
وجاء تكليف جونو بكتابة موسيقى أوبرا روميو وجولييت (التي أنجزها عام 1867) عقب النجاح الذي حققته أوبرا "فاوست" (1859) حيث قدم جونو بين العملين العديد من الأعمال غير الناجحة لكن سرعان ما أصبحت "روميو وجولييت" أعظم أعماله وواحدة من أصدق الأعمال الأوبرالية المأخوذة عن مسرحية شكسبير التراجيدية وعرضًا أساسيًا لا غنى عنه على مسارح الأوبرا الفرنسية.
وتتميز موسيقى جونو بالانسيابية والطابع الدرامي لتعكس أهم سمات الحركة الرومانسية الفرنسية غير أن مهارة جونو الدرامية الحقيقية تنبع من موسيقاه الغنائية فهو حريص جيدًا على العلاقة بين النص والموسيقى ويكتب مقاطع موسيقية تصف النص بوضوح تام بعيدًا عن مبالغات الأسلوب الإيطالي.
وبصمة جونو المميزة مزيج من الموسيقى الغنائية والعاطفة مع إشارات واضحة إلى فكرة الاستسلام وهو الأسلوب الذي اكتسبه مبكرًا أثناء دراسته في معهد موسيقى باريس.
وتتألف أوبرا "روميو وجولييت" لجونو من خمسة فصول، وتعتبر –إلى جانب أوبرا " عطيل" لفيردي (1887)– إحدى أعظم الأعمال الأوبرالية المستوحاة من مسرحيات شكسبير.
وقد افتتن المؤلفون الموسيقيون منذ القرن الثامن عشر بالقصة المأساوية لهذين العاشقين اللذين وقعا فريسة الخلافات والصراعات العائلية.
ولا شك أن استمرار القصة على مدار القرون يثبت قدرة الأوبرا الخالدة على تجسيد أقوى مشاعرنا وأحاسيسنا وأحلامنا وطموحاتنا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر