بيروت - شينخوا
يقضي الشاب اللبناني لؤي كاسب من بلدة "راشيا" في البقاع الغربي اللبناني ساعات طويلة في مشغله الصغير المجهز بمعدات الحفر اليدوية المتنوعة يعمل بدقة لإنجاز منحوتات منمقة وبألوان متعددة على بيض الدجاج وأحيانا على بيض الأوز.
ويتجاوز كاسب في مشكلة القشرة الرقيقة في عمله الفني الباهر الذي تغدو بعده البيضة تحفة تحمل أشكالا ورسوما جذابة.
كاسب الذي لم يتجاوز 23 عاما كان بدأت هوايته في النحت على البيض قبل 12 عاما دون أية مساعدة ليبرع بها بعد فترة قصيرة بجهد شخصي خوله المشاركة في معارض فنية محلية وعربية وصولا إلى الهند.
ويقول كاسب لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن منحوتاته تلقى إعجاب المشرفين والمشاركين والزوار في المعارض.
من جهته، يشير رئيس محترف الفن التشكيلي في راشيا شوقي دلال إلى أن عمل كاسب صعب ومميز، فيستحق لقب الفنان المبدع.
ويوضح أن النحت على البيض هو فن معقد وصعب يلزمه حرفية فائقة ونفس طويل وهو من الفنون النادرة لكن كاسب تمكن من اجتياز كل العقبات في هذا المجال وبات من كبار الفنانين القلائل العاملين في هذا الاتجاه.
ويوضح كاسب انه في بداياته قام بمحاولات صعبة تحطمت وتكسرت خلالها عشرات سلال البيض إلى أن نجح العمل لاحقا.
وعن آلية النقش والنحت يقول إن العمل ينطلق أولا من خلال إحداث ثقب صغير في أعلى البيضة وثقب آخر في أسفلها بشكل تقابلي بهدف إفراغها من محتواها ثم تعرض لأشعة الشمس لفترة ساعتين حتى تجف وتصبح صلبة وقادرة على تحمل معدات النحت الحديدية والفولاذية.
ويوضح كاسب أن "مشروع النقش أو النحت يبدأ فكرة في المخيلة لأنفذها لاحقا على البيض بقلم رصاص ثم انتقل إلى الحفر مستعملا عدة بدائية وبسيطة منها السكين والإبرة والشفرة ولجأت أخيرا إلى آلة حفر تعمل على الطاقة الكهربائية ساعدني تخصصي الجامعي في مجال الكهرباء على اعدادها ".
ويشير إلى أن عدد منحوتاته تجاوز المائة حتى الآن ولكل منها اسما خاصا بينها "الأمل" و"التحدي"و"الربيع"...
ويضيف أن مدة انجاز كل عمل تتراوح بين 15 و 30 ساعة، لافتا إلى أنه يعمل نهارا فقط ولمدة لا تتجاوز 4 ساعات لأن النحت في البيض دقيق ويلزمه تركيز يتعب الفكر والنظر في آن معا.
ويتحدث عن "طلب متزايد على المنحوتات والتي تبدأ بسعر 70 دولارا أمريكيا إلى 200 و 300 دولار وفقا للمنحوتة علما أن البعض يحدد بنفسه موضوع المنحوتة التي يريدها ويترك لي فكرة تنفيذها.
ويؤكد أن "هذه الهواية باتت جزءا من حياتي وأشعر براحة نفسية كبيرة عندما أنحت والهدف الأسمى هو أن أحفز أقراني على استغلال طاقاتهم وأوقاتهم واكتشاف مكنونات ذواتهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر