عندما هاجم “كوفيد 19” العالم في الشتاء الماضي، ملأ الدنيا وشغل الناس، تراجعت كل القضايا والأولويات في أجندة النقاش، ولم يعد هنالك صوت يعلو على صوت الداء اللعين الذي أصبح حديث الصباح والمساء.بعد أن ظل المتحدثون ممن يملؤون الفضاء العام هم الأطباء وعلماء الأوبئة والاقتصاديون وعلماء الاجتماع والنفس، جاء الدور على الفلاسفة. في هذا السياق وفي ذروة الوباء صدر للكاتب والفيلسوف والمراسل الصحفي والمخرج برنار هنري ليفي كتاب “هذا الفيروس الذي يصيب بالجنون”، عن دار كراسيي.
الكتاب الذي يقع في 112 صفحة من حجم كٌتيب الجيب الشعبي، طرِح في المكتبات الفرنسية في يونيو الماضي، وهو عبارة عن تأملات صاغها المؤلف خلال اعتكافه في فترة الإغلاق الكلي في شكل إدانة للطريقة التي تعامل بها العالم مع هذا الفيروس.
في تقديم فيروس الخوف
يبدأ المؤلف مقدمة كتابه باعتراف مفاده أنه “صٌعِقَ مثل الآخرين”، إلا أن الذي صَعقه أكثر ليس الوباء في ذاته، وإنما الطريقة الغريبة التي تفاعل بها العالم معه.
يَنفي المقولة القائلة إن هذا الوباء غير مسبوق، مذكرا بأن الأنفلونزا الإسبانية أوقعت منذ قرن أكثر مما ستوقعه قطعا جائحة كوفيد، وفي زمن غير بعيد في الذاكرة، يسوق ما عايشه شخصيا سنة 1968 حين أودت أنفلونزا هونغ كونغ بما يقارب مليون إنسان، وقبلها بعشر سنوات أتت الأنفلونزا الأسيوية على ما يزيد من مليوني شخص؛ يومها يحكي من عايشوا الحدث أن الجثث كانت تتراكم في قاعات الإنعاش بالمستشفيات الفرنسية دون أن تجد من يُجلِيهَا.
لم تنزل جائحة كوفيد وحدها، وإنما صاحبها خوف رهيب خيم على العالم. لقد هال المؤلف سماع مثقفين عايشوا حروب ومآسي كبيرة يتحدثون عن العدو الخفي، عن مقاتلين في الصفوف الأمامية ومقاتلين في الصفوف التي تليها، عن الحرب الصحية الشاملة.
وشاهد العالم حواضر كبيرة كانت تعج بالحركة والحياة، وقد أضحت خاوية على عروشها إلا من قلة من المارة الذين لم يكونوا يظهرون إلا للتذكير بوجود كائن بشري، لكن سرعان ما يغيرون الرصيف مطأطئي الرؤوس عندما يظهر شخص قبالتهم. لقد قبل الناس في جميع أطراف الكوكب أن يستكينوا في بيوتهم ولو بالهراوات كما تحتمي الطرائد بأوكارها.
انخرطت الدول الغنية منها والفقيرة؛ القادرة على الصمود، والتي على وشك الانهيار، في هذا الهروب نحو فكرة الوباء غير المسبوق الذي يمكنه أن يقضي على الكائن البشري. ولم تكن العدوى في الفيروس نفسه، وإنما في فيروس الفيروس الذي لم يكن سوى خطاب الفيروس.
ينطلق برنار هنري ليفي من مقولة شهيرة للطبيب الألماني “رودولف فيرشو”، الذي عاش في القرن التاسع عشر، مفادها: “إن الوباء ظاهرة اجتماعية تتضمن بعض الجوانب الطبية”، ليقترح على القارئ وصفا لبعض الظواهر غير الطبية التي ستؤرخ دون شك لهذه الجائحة، فقد آن الأوان على حد تعبيره لتحديد الآثار التي تركتها الجائحة في مجتمعاتنا وفي عقولنا.
يعترف المؤلف لهذه الجائحة ببعض الجوانب الايجابية؛ منها أننا شهدنا لحظات صادقة من المواطنة والتضامن، وانتبهنا أخيرا إلى جيش من الهامشين الذين يعملون بكرامة وإباء، واكتشفنا أهمية أدوارهم عندما طفوا فجأة على السطح كالمسعفين وعمال القمامة والسائقين والمزارعين والصرافين ورجال التوصيل…لكن بالمقابل برزت ظواهر سلبية كثيرة، فهو يرى أن كثير من القيم التي كان يعتنقها والتي كانت أفضل ما في المجتمعات الغربية هوجمت من طرف هذا الفيروس ومن طرف ما أسماه فيروس الفيروس.
تنامي “سلطة الأطباء”
في الفصل الأول الذي عنونه بـ”عُد يا ميشيل فوكو”، ينطلق الكاتب من تحذير طالما أطلقه أستاذه البارز عن الرغبة المستميتة للسلطة الطبية في الهيمنة على المجتمعات عن طريق سلطة المعرفة عبر احتكار تقديم العلاج، ويرى أن هذه الجائحة كادت أن تمكنها من تحقيق هذا الحلم القديم، فلم يسبق أن حضر الأطباء في وسائل الإعلام مثلما حضروا في هذه الجائحة، فقد ظلوا في أوج تفشي الوباء في بلاتوهات التلفزيون يعلقون على التطورات أو يحصون أعداد الموتى. ولم يسبق أن كان السياسيون في أوربا في أي وقت مضى محاطين بلجنة أو عدة لجان علمية من الأطباء، لم يكونوا يتخذون أي قرار دون أن يعودوا إليها للمشورة، في ما يشي بخضوع السلطة السياسية للسلطة الطبية.
لقد ساهم أطباء القنوات التلفزيونية الذين احتكروا النقاش العمومي مع أطباء اللجان العلمية في نشر مناخ غير صحي من الخوف والذعر داخل المجتمع.
على أن الغريب أن هؤلاء الأطباء كانوا يمارسون تعسفا بينا في هذه السلطة بتناقضاتهم وتباين مواقفهم بصدد كثير من الحقائق، والكثير من الجادين منهم كانوا متضايقين من هذه السلطة التي حُمِلُوها؛ وقد كان على الذين كانوا يحتكرون منهم النقاش العمومي أن يأخذوا بعين الاعتبار أن الطب علم غير دقيق إلا بشكل نسبي، وأن الحقيقة العلمية كما يقول باشلار “مجرد خطأ وقع تصحيحه”، وأنه في الآن ذاته التي ينقذ فيه طبيب حياة، يمكنه بخطئه أو سوء تقديره أن يذهب بأخرى، لذا نجد المؤلف يستحضر عقيدته اليهودية ليتوقف طويلا عند شروح مقولة مثيرة للجدل وردت في التلمود تقول إن “أفضل الأطباء سيذهب إلى الجحيم”.
ومن تداعيات هذه الهيمنة الطبية تنامي الهوس بالوقاية الصحية l’hygiénisme التي عادت بقوة مع الجائحة، لتستعيد أمجادها القديمة كوسيلة للضبط وكآلية للتخطيط.
وبموازاة موقفه السلبي ممن أسماهم أطباء القنوات التلفزيونية، لا يتوانى الكاتب عن إبداء تعاطفه مع أطباء الميدان الذين كانوا يخاطرون بأرواحهم لإنقاذ أرواح الآخرين.
الفيروس لا يحمل خطابا
مما رٌوِجَ إبان الجائحة أن فيروس كورونا المستجد لم يكن كله وبالا، فقد أتى محملا في طياته بِنِعم كثيرة، أولها تأثيره الإيجابي على البيئة. وامتلأت أحاديث الأصدقاء والصحف بمديح عن صفاء الجو ونقاء الهواء والهدوء والسكينة التي عمت بعد طول هرج ومرج وعظيم تلوث، وهو ما لم يشاطره الكاتب الذي يرى أن المسكوت عنه في مثل هذا الخطاب هو أن العالم جميل دون وجود الكائن البشري الذي هو أصل كل الشرور.
وتحدث آخرون عن وجوب الإنصات للجائحة التي جاءت لتٌحذرنا من عالم لم يعد بإمكانه أن يستمر على المنوال نفسه، لأنه أصبح يتجه رأسا صوب الحائط، رأي طالما ردده غلاة اليسار وأنصار البيئة الذين رأوا في الفيروس رد فعل من الطبيعة على ما اقترفه الإنسان تجاهها، داعين إلى تغيير السلوك في عالم ينبغي ألا يعود أبدا إلى الوضعية التي كان عليها قبل الجائحة.
ورأى آخرون في الجائحة عقابا إلهيا سلِطَ على البشر نتيجة كل ما اقترفوه من ذنوب وخطايا؛ رأي انتصر له غلاة اليمين، وسمِعَ حتى في أوساط الكنسية ذاتها التي تحدث بعض رجالها عن أن هذا الفيروس سلط على بعض الدول نتيجة ما اقترفته من شرعنة للخطايا، كالإجهاض وزواج المثليين وما في حكمهما.
ويرفض المؤلف كل الاستعمالات الموجهة للفيروس حسب الأهواء والإيديولوجيات، وينفي كل ما علق بالجائحة من أنها جاءت لتحدثنا ولتحمل إلينا خطابا معينا، كأن الفيروس يفكر ويفقه ويقرر، فالأوبئة موجودة منذ فجر التاريخ، والفيروس لم يحمل ولن يحمل أبدا خطابا للبشرية.
الحجر اللذيذ
لا شك في أن الحجر الصحي الشامل الذي فرضته معظم الدول كان ضرورة صحية لكبح جماح الوباء واحتوائه، وأغلب القادة الغربيين اضطروا لركوب مطيته مخافة أن يتهموا يوما بأنهم أساؤوا التدبير، وأنهم لم يتصرفوا بحكمة، خصوصا أمام توقعات الأطباء التي كانت تتحدث عن ضحايا بمئات الآلاف، إلا أن الذي ساء الكاتب هي الطريقة التي تقبل بها الجميع الحجر في استكانة واضحة وانقياد تام لإملاءات السلطة، ما جعله يعيد التذكير بأطاريح إتيان دو لا بويتي حول الانقياد، والتي ضمنها في كتابه الشهير “خطاب العبودية الطوعية”.
لا يتعرض برنار هنري ليفي لمن أرغموا على الحجر، وإنما يرمي بسهام نقده من أسماهم “السعداء بالحجر”، فقد كثر الاستشهاد من طرفهم بمقولة لباسكال يقول فيها: “إن كل تعاسة البشر في عدم القدرة على البقاء داخل غرفة للراحة والاسترخاء”، فهو يرى أن هذه المقولة ابتذلت وأخرجت عن سياقها الصحيح، ذلك أن باسكال لم يقصد مفهوم هؤلاء بجعل الحجر مناسبة للترفيه أو مشاطرة الأطباق التي يتم إعدادها على الأنستغرام أو لصنع مكعبات الحلوى، ولكن الانعزال داخل غرفة حسب مقصوده تجربة تأملية قاسية مقرونة بزهد حقيقي.
ويَقصد في هذا السياق بسعداء الحجر طائفة المٌرَفهين الذين اختزلوا العالم في الكحول المٌطهِر ونتفليكس وبعدهم الطوفان، وقد ذهب بعضهم إلى وصف تجربة الحجر بالنسبة إليهم بأنها كانت “ناعمة” و”لطيفة”، وبلغ الأمر ببعضهم حد تبادل الأماني بمواصلة سلسة للحجر، ولعل ما يفسر سلوكهم هذا هي الرغبة في التحلل من عبء كل مسؤولية والتحرر من أعباء الحياة اليومية العادية.
إن كل من عايشوا تجربة الحجر لم يعايشوها كتجربة سعيدة، فالذين كانوا يعيشون في مساكن ضيقة في أسر ممتدة عاشوا الحجر كابوسا حقيقيا، دون الحديث عمن كانوا محرومين أصلا من مسكن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
إن أبرز ما شهده الحجر الصحي الشامل هي ظاهرة الانكفاء على الذات. ولا يُشاطر المؤلف ما كان يردده السعداء بالحجر من أنه كان فرصة للعودة إلى الذات واكتشاف الكائن لحقيقته، فهو يرى أن كل الأفكار الفلسفية الكبرى تحث على الذهاب نحو الآخر؛ فليس المبتغى هو الرجوع إلى الذات واكتشاف حقيقتها، وإنما المطلوب هو الذهاب إلى الآخرين للتعرف على حقيقتهم.
لتسويق الحجر، عمدت جٌل الدول إلى تقديمه حلا في مفاضلة بين الصحة والاقتصاد، بيد أن هذه المقابلة تبقى في نظر المؤلف مقابلة خاطئة، إذ كيف نأمل أن نضمن الصحة في ظل الفقر والبؤس؟.
ظواهر سلبية يمكن أن يطول مقامها بيننا
أدى خطاب الفيروس الذي انتشر كالنار في الهشيم إلى بروز مجموعة من الظواهر التي توقف عندها المؤلف منتقدا تارة ومستهجنا أطورا أخرى. ولقد حبل الكتاب برصد لكثير من هذه الظواهر التي سنقتصر في ما سيأتي عقبه على أبرزها:
قاد الاهتمام المتزايد بالمواد الأساسية، خاصة الغذائية منها بداعي أنها تغذي الجسم وتقويه، إلى الاهتمام بالجسم على حساب العقل. وعوض تخزين الكتب نجد الناس تخزن الطعام. وكان الكتاب طيلة فترة الإغلاق التام بحق من أبرز ما حرم منه هواة القراءة.
أٌغلقت أيضا كل ما وصفه المؤلف بالمرجعيات الحضارية من دور العبادة والمتاحف والحدائق وكل نقط التأمل التي اعتادت الإنسانية أن تروي فيها عطشها الروحي…
قٌلِصت أيضا طقوس الدفن التي ظلت على مر التاريخ أحد الطقوس الرديفة لإنسانية الكائن البشري، واختزلت في جثت تلف في أكياس بلاستيكية وفي جنائز فارغة وتأبينات تتم على تطبيق الواتساب.
عانى المسنون من تمييز بين، بتفضيل اليافعين عليهم في أقسام الإنعاش وآليات التنفس الاصطناعي، وترِك الكثير من الأهل والأحبة في دور المسنين يواجهون الموت وحدهم، تقتلهم الوحدة قبل أن ينال منهم الفيروس.
ساد الترويج لكل ما يتم عن بُعد، فظهر العمل عن ُبعد والدراسة عن بُعد والتجارة عن بُعد، والتناظر عن بُعد، والفحص الطبي عن بُعد…وسائل ساهمت كلها في القضاء على التواصل الإنساني المباشر، وأبدلته بتواصل يتم من وراء شاشات الحواسب والهواتف الذكية، وكأنه تواصل الموتى- الأحياء.
روج أيضا لمجموعة من التطبيقات الإلكترونية على الهواتف الذكية التي تستهدف محاصرة الوباء عن طريق تتبع المخالطين، ما أفضى إلى تكوين كنز ثمين من المعلومات أصبح بيد الشركات والدولة، ويعلم الله وحده كيف سيستعمل في المستقبل.
من أخطر ما ولدته الجائحة التراجع عن الحريات التي هي من صميم الحضارة الغربية لفائدة نظام الدولة المراقبة، الذي استعير من تجربة الدول الأسيوية التي وفقت في الحد من تفشي الفيروس، ووقع تحول في طبيعة العقد الذي يجمع الدولة بالأفراد، فقد تحول العقد الاجتماعي الذي كان الفرد في نطاقه يتنازل عن جزء من حريته لينعم بباقي حرياته إلى عقد-حياة يتخلى فيه عن مجمل حريته مقابل حمايته ضد الفيروس، وأصبح الناس مستعدين للتضحية بحريتهم للبقاء على قيد الحياة.
ولد الهوس بالأمن الصحي سلوكيات اجتماعية شاذة، إذ تحول الناس إلى خائفين متوجسين من الآخرين، وتحول كثيرون منهم إلى وشاة، وأصبح مألوفا أن يتصل الجيران بالأمن للوشاية بالجار الذي خرج أكثر من مرة للتسوق، أو بالعجوز المجاور الذي خرج من بيته لشراء الورق الصحي لا غير.
على أهمية ما سٌميت قواعد التباعد الاجتماعي، إلا أن المؤلف يرى أنها مست الكثير من الطقوس الجمهورية التي ترمز إلى قيم جميلة، منها تمثيلا المصافحة باليد، حيث يخشى أن تجد وقتا طويلا قبل أن تعود كطقس جمهوري يرمز للتضامن والإخاء.
وشكل النسق الذي اتخذته الحياة في ظل الجائحة قطيعة مع الأفكار الحكيمة في الفلسفة والفكر التي تعتبر أن الحياة لا تستحق أن توصف بهذا الوصف إن لم تكن تؤمن الحياة الحقيقية، وتلك أيضا رسالة الفنون والآداب.
سار العالم طيلة الجائحة على وتيرة واحدة، وتوارت كل قضاياه الحارقة، فلم يعد يسمع شيء عن التغير المناخي وعن حرائق غابة الأمازون وعن النزاعات المسلحة واضطهاد الأقليات هنا وهناك، وضعية استفاد منها في نظر المؤلف من أسماهم دعاة الموت والطغاة من جميع المعتقدات الذين استفادوا من حالة الطوارئ الصحية لإحكام قبضتهم وتبرير أفعالهم.
قُدِمَت أغلب التدابير المتخذة لمجابهة الفيروس على أنها مؤقتة ومرحلية، في حين يتخوف الكاتب أن تصير دائمة ومستمرة، ويستشهد بقوانين مكافحة الإرهاب، فمن السهل دائما تعليق العمل بحرية من الحريات، لكن يصعب دوما إعادة العمل بها. من هنا يمكننا تلخيص رسالة الكتاب في أنه دعوة من الكاتب لمعاصريه من أجل اليقظة.
الكتاب مليء بالاستشهادات من الفكر الفلسفي قديمه وحديثه، من أرسطو وأفلاطون إلى باسكال وليفيناس وفوكو، وعلى قصر محتواه، فقد تميز بكثافة شديدة في أفكاره، غير أن ما يمكن أن نؤاخذه عليه أنه لم يأخذ مسافة زمنية معتبرة عن الفيروس حتى تتحقق له النظرة الموضوعية الشاملة، إذ رصد ردة الفعل الأولى للعالم تجاه الفيروس، التي تجسدت في سياسات الإغلاق الشامل، ولئن خيم على العالم خوف رهيب أدى كما وصف ذلك إلى ما أسماها عولمة الخوف، إلا أن أغلب الخبراء أجمعوا أن ردة الفعل هاته كانت الحل الوحيد حينها لمجابهة عدو كان العالم يجهل عنه كل شيء.
قد يهمك ايضا
تعرَّف على مميزات "فيفاء" السعودية وأسرار الطبيعة الخلابة والتراث المعماري الفريد
أفضل مناطق سياحة المغامرات في نيوزيلندا أرض المناطق الطبيعية الخلّابة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر