المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة
آخر تحديث GMT 06:28:54
المغرب اليوم -

المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة

الأضرحة
الرباط_ المغرب اليوم

تتجاوز الحالة التي عاش عليها المسلمون واليهود في المغرب لسنوات طويلة مفهوم التعايش، إلى التثاقف أو التداخل الثقافي والروحي، مُشكلة بذلك نموذجًا فريدًا في العالم. هذه الظاهرة التي خفتت اليوم بعد تراجع الوجود اليهودي في المغرب، نحاول تلمسها في حلقات من خلال كتابين فريدين، غير مترجمين إلى العربية، للكولونيل الفرنسي لويس فوانو، والباحث المغربي الفرنسي أسشار بن عمي، حول موضوع "المزارات المشتركة بين اليهود والمسلمين في المغرب". وفي هذه الحلقات نقدم نموذجا على هذا التقاطع والتداخل الذي طال المستوى الديني العقدي، متمثلا في الاعتقاد المشترك في قدسية نفس الأولياء والمزارات، وهي الظاهرة التي رافقت التاريخ اليهودي الإسلامي المشترك في المغرب.

مولا تاصبرانت:

يوجد ضريح مولا تاصبرانت على مبعدة حوالي كيلومترين من ملاح فم أجماع الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب شرق بزو. وضريحه عبارة عن كوخ طيني كبير تتقدمه باحة واسعة محاطة بسور وجنبها سقيفة تأوي زوار الضريح الذي لا يضم قبرا بارزا وشجرة تين. وفيما يعتقد البعض أن مولا تاصبرانت مدفون داخل الكوخ الطيني، يقول البعض الآخر إن جثمانه دفن تحت شجرة التين الوحيدة بالباحة.

وحسب المعتقد اليهودي، فإن مولا تاصبرانت هو الحبر يهودا بن إسرائيل ليفي، وأخ داوود درعة، كما يعتقدون بأنه أحد الربيين العشرة المبشرين، الذين وفدوا قديما على المغرب من أرض فلسطين لإدخال المغاربة إلى الدين اليهودي.

ويتم اللجوء إلى مولا تاصبرانت في حالة الإصابة بأمراض الحمى والسعال الديكي وأمراض العيون والمس بالجن والعقم، كما تتردد على ضريحه الفتيات الراغبات في الزواج واللواتي يعلقن خيوطا من أحزمتهن بشجرة التين ثم يغتسلن داخل الضريح، وإذا ما شملتهن بركة مولا تاصبرانت وحصلن على زوج فإنهن يكن ملزمات بالعودة إلى الضريح لتقديم الشكر إلى مولا تاصبرانت، وهذا يسري حتى على النساء الراغبات في الإنجاب، حيث توجد منهن من تقضي أسبوعا كاملا بالضريح. ينظم الموسم الكبير لمولا تاصبرانت يوم 25 ديسمبر/كانون الأول من كل سنة، حيث تذبح الأضاحي التي يوزع لحمها على فقراء المنطقة.

ويتناوب على حراسة الضريح يهود ومسلمون. ورغم أن مسلمي منطقة نتيفة لا يشككون في يهودية مولا تاصبرانت، فإنهم يحرصون على زيارته علنا ويلتمسون، مثل اليهود، بركته، كما يستقبل الضريح مسلمين من مناطق مختلفة خصوصا من النساء الراغبات في الإنجاب وأيضا اللواتي يعانين من تساقط الشعر، حيث يقمن بمشط شعورهن بالضريح فينبت لهن شعر جديد.

ويوجد ضريحه بقبيلة نتيفة، على بعد حوالي 30 كيلومترا من من بزو. ويجهل اليهود كل شيء عن هذا الولي، مع قول بعضهم إنه جاء في زمان غابر من القدس. يزار مول أزاد في حالة الإصابة بالحمى وأمراض العيون والمس بالجنون وعقم النساء. كما يتردد عليه التجار الذين يعانون من كساد بضاعتهم. ويحكي المعتقدون في بركة مول أزاد، أن هذا الأخير ظهر لبعض المرضى جالسا على ربوة ورفقته ثلاثة رجال، وفجأة زحف باتجاههم ورماهم بأوراق فأغمي عليهم، وعندما استفاقوا وجدوا أنفسهم وقد شفوا من المرض. وينظم لضريح مول أزاد موسمان في السنة في شهري مارس/آذار وسبتمبر/ايلول.

أما المسلمون فيترددون على ضريح مول أزاد في نهاية كل شهر، رغم معرفتهم بأصوله اليهودية، ويزورونه أساسا مصحوبين بدوابهم ومواشيهم حتى يتضاعف نسلها. كما يتناقل المسلمون أن مول أزاد صاحب كرامات، منها أن أحدهم رأى ذات ليلة ضريحه مضاءً وكان مول أزاد يتناول عشاءه رفقة بعض زواره. كما يحكون أن مول أزاد ظهر في إحدى المرات لأحد الفلاحين وهو يمتطي صهوة حصان أبيض، ووبخه على سوقه مواشيه إلى قرب الضريح.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib