الرباط - المغرب اليوم
تحدث الكاتب محمد عوني حجازي، عن إشكالية تحقيق السلم في المجتمعات الإسلامية، وهي القضية التي بدأت تتداولها صالونات فكرية وتناقشها ملتقيات إسلامية، بدأت تتوخى التعايش الإنساني وتعميق المشتركات الإنسانية، لأنها تعتبر السلم ضرورة إنسانية في هذا الزمن الذي يموج بالخلافات والتناقضات والحروب.
وأكد حجازي الذي صدر له حديثا كتاب “السلام العالمي في الإسلام”، أن الإسلام لا يفرض نفسه على أحد، فمن شاء أن يؤمن به فله ذلك ومن لم يشأ فله ذلك أيضًا، دون أن يمس ذلك أي حق من حقوقه في الإيمان أو العبادات. فالإسلام يتعامل مع من وافقه أو خالفه بمبدأ واحد هو العدل والمساواة، بعيدًا عن كل أشكال التمييز على أساس الجنس أو اللون أو الدين، فالجميع في الإسلام عبيد الله ومتساوون في الحقوق والواجبات.
أما الدكتور يوسف حميتو، رئيس اللجنة العلمية بمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بأبو ظبي، وهو يجيب عن سؤال ما هي الحاجة إلى السلم في المجتمعات المسلمة؟ فأوضح أن جسد هذه المجتمعات ارتفعت حرارته ولأسباب متعددة، وقد وصلت إلى مستوى الضغط الذي يولد الانفجار على جميع المستويات، وهو ما يعني أن السلم الذي نريده هو الذي يخفض من مستوى هذه الحرارة بعيدا عن التجاذبات السياسية والاصطفافات المذهبية والطائفية والإيديولوجية، وقد وصلت المجتمعات إلى حد غير مسبوق من العنف والعنف المتبادل في سياق دولي محتقن سياسيا واقتصاديا وإيديولوجيا، وهو ما أدخل المجتمعات المسلمة في نفق مظلم سيطول الوقت لظهور بصيص أمل نجاة فيه، وليس هذا يأسا بقدر ما هو وصف للواقع.
وشدّد الباحث حميتو على أنه ليس هناك من الناحية الشرعية ما يحول دون استتباب السلم، بل كل أحكام الشرع غايتها سيادة السلم في المجتمعات في ظل قيم الشرع الـ4: الرحمة والعدل والحكمة والمصلحة، وإذا جاز لنا الحديث عن عوائق فهي عوائق مرجعها إلى نقيض هذه القيم: أي القسوة والجور والعبث والمفسدة.
وتأسّف رئيس اللجنة العلمية بمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن هذه الأبعاد الأربعة المضادة هي صاحبة السيادة اليوم في علاقات الناس بعضهم ببعض على جميع المستويات، وعلى جميع الفئات والطبقات، وفي جميع الميادين، وهي عوائق في جزء منها قد تكون أسبابها موضوعية لكنها غير مقبولة على مستوى النتائج، وأما أغلبها فأسبابها تأويلات دينية فاسدة، أو تطرف لا ديني مأزوم، أو استبداد سياسي، أو سعي إلى السلطة لا يبالي بما يسحق تحته، أو ديكتاتورية مظلوم، وهي من أكثر أنواع الديكتاتوريات سوءا، لأنها تستبيح كل الأدوات في ردود الأفعال تحت غطاء شرعي، فتعتبرك عدوا لمجرد المخالفة وعدم الموافقة في المنطلق والوسيلة، والأشد من هذا كله قتل منطق الحوار، وإشاعة منطق الكراهية والعنف والتمييز الديني والعرقي .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر