تأهب وككل عام محبو القراءة في الجزائر, اليوم الخميس, للحدث السنوي الأكبر في البلاد وهو الصالون الدولي للكتاب في طبعته الثانية والعشرين بمشاركة 970 عارضًا من 50, اشرف على افتتاحه الأربعاء رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي رفقة وفد من طاقمه الحكومي, فهذه المناسبة لا تعتبر فقط بالنسبة للجزائر لممارسة الحق في الثقافة ولكنها تعد أيضا فرصة للانفتاح على ثقافة القريب والبعيد, وتطمح أيضا لتصدير وتوزيع الكتاب الجزائري في الخارج من أجل الترويج لصورتها.
لم يكن من السهل على " العرب اليوم " التجول بسهولة تامة بين أروقة الصالون, بالنظر إلى التوافد الكبير لعشاق القراءة الراغبين في اقتناء ما يستهويهم من الكتب التي تتنوع على رفوف أجنحة دور النشر بتنوع تخصص الدور من كتب الدين وكتب ألأدب والتاريخ إلى الكتب العلمية وصولا إلى كتب الأطفال, فيما تشهد بعض دور النشر طوابير لا متناهية من الباحثين الذي يرغبون في اكتشاف ما جادت به هذه الأخيرة من كتب وبحوث جديدة.
وشهدت خلال الساعات الأولى من الافتتاح, الأروقة الخاصة بالكتب الدينية الكتب العلمية وشبه المدرسية أيضا توافدا كبيرا من الزوار, لاقتناء ما يبحثون عنه بأقل الأسعار مقارنة بما تعرضه المكتبات في الخارج, لكن وللأسف صدم بعضهم بارتفاع الأسعار هذا العام, وقال أحد الزوار لـ " العرب اليوم " إنه ورغم وجود عناوين جديدة المعرض, إلا أن أسعارها جد مرتفعة, ورغم هذا الارتفاع في الأسعار الذي برره الناشرون بانهيار سعر الدينار أمام العملات الصعبة وأيضا ارتفاع تكلفة إيجار المساحة داخل المعرض إلا أن هذا الأمر لم يمنع البعض من المتوافدين على المعرض, خاصة المثقفين والطلب الجزائريين من اقتناء ما يستهويهم من الكتب الفكرية والتاريخية والتي لها علاقة بالأدب وأيضا العلمية وحتى الأجنبية, كما شهدت الكتب الدينية المختصة في تفسير بعض المسائل الفقهية في الشريعة الإسلامية إقبالا واسعا من طرف الزوار خاصة تلك الصادرة عن وزارة التراث الثقافي لسلطنة عمان, التي شهدت إقبالا واسعا من طرف الطلبة والتجار المتخصصين في بيع الكتب الدينية. وغير بعيد عن الكتب الدينية والجامعية التي تعد المقصد الأول للطلاب, استطاعت الكتب التاريخية خصوصا المذكرات التي كتبها سياسيون وشخصيات جزائرية بارزة من استقطاب جمهور واسع من القراء خاصة وأن فترة افتتاح الصالون الدولي للكتاب تتزامن مع ذكرى نوفمبر / تشرين الثاني المخلد لعيد الثورة التحريرية المباركة من عام 1954.
ولم يستثن الصغار من هذا الصالون, حيث خصصت أجنحة كثيرة لصالحهم, واحتلت الكتب الشبه المدرسية الصدارة مع القصص وكل ما يتعلق بتعليم الأطفال, ومن المرتقب أن يشهد هذا الجناح إقبالا واسعا من طرف الزوار خلال عطلة نهاية الأسبوع, ومن جانب آخر حجزت دولة جنوب إفريقيا, لنفسها حيز كبير في الصالون الدولي للكتاب وفي أهم جناح عرض, وحضر ممثلو هذه الدولة بقوة وحاولوا استقطاب عدد أكبر من الجمهور الجزائري بطريقة عرضهم للكتب.
ومنعت الجزائر الإصدارات التي تمجد للإرهاب والتشيع من التداول داخل المعرض الذي يستمر حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وترعاه وزارة الثقافة، فإنه يشهد مشاركة 232 ألف عنوان، منها 77 ألف عنوان من الجزائر، فيما بلغ عدد العارضين 970، منهم 314 عارض من الجزائر.
وحسب التصريحات التي أدلى بها مدير مدير المعرض في مؤتمر صحفي انعقد الأحد, فقد تمنع منع 97 عنوانا من المشاركة في المعرض بعد تحفظ لجان قراءة بخصوصها". وقال في رده على أسئلة الصحفيين إن الكتب الممنوعة تمجد الإرهاب وتدعو للتطرف وتروج للفتنة والعنف والتشيع والمساس بالعقيدة الدينية للمجتمع الجزائري". ويشهد المعرض العديد من الأنشطة الثقافية منها ندوات ومحاضرات حول "تاريخ الأدب الجنوب إفريقي"، "اختراع الشخصية في الرواية"، "أفريقيا فضاءاتها وأسماؤها"، "ما فائدة الفلسفة؟"، "عودة القصة القصيرة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر