الرباط - المغرب اليوم
صدر حديثا عن منشورات جمعية «رباط الفتح للتنمية المستديمة» مؤلف جديد تحت عنوان «حمادي التونسي:ديوان الأغاني»، يرصد مكامن الإبداع في التجربة الشعرية للفنان المغربي الراحل الذي يعد أحد رواد السينما والمسرح المغربي وخاصة المسرح الإذاعي.ويتضمن هذا المؤلف الجديد، الذي أعده وقدم له الباحث مصفى الجوهري، 150 قصيدة غنائية باللغة العربية الفصحى والدارجة المغربية، لحنتها وأدتها أسماء فنية بارزة في الساحة الغنائية المغربية، أبرزها محمد فويتح، ابراهيم العلمي، عبد الوهاب الدكالي، بهيجة إدريس، عبد الهادي بلخياط، المعطي البيضاوي، عبد النبي الجراري، عباس الخياطي، عبد القادر الراشدي، محمود الإدريسي، عبد الواحد التطواني، إسماعيل أحمد، وأحمد الغرباوي، عبد المنعم الجامعي…
وكتب الباحث مصطفى الجوهري، في تقديمه لهذا المؤلف الذي يقع في 215 صفحة من القطع المتوسط، أن الشاعر حمادي التونسي يعتبر «من الشعراء القلائل الذين أبدعوا بحق القصيدة الغنائية بتلويناتها المختلفة، واعترف له كل الذين اطلعوا أو استمعوا إلى أعماله الطربية بالريادة الراقية؛ ويؤكد هذا الاعتراف تعامله مع العديد من الفنانين الكبار من ملحنين ومطربين ومطربات، وهي أسماء فنية لامعة ساهمت إلى جانب النصوص الشعرية في نهضة الأغنية المغربية الحديثة».
وأبرز أن التجربة الشعرية للراحل «جاءت متنوعة في هندستها وفي لغتها، فكشفت عن تعاطيه القصيدة الفصيحة، والقصيدة الحرة، والمسرحية الشعرية، وقصيدة الموشحات»، لافتا إلى أن تأمل قصائد هذا الديوان يبرز تنوع القضايا التي عالجها الشاعر « مما شغل فكره واشتغل به ذاتيا واجتماعيا وفنيا ولمست الانسان والمجتمع والرحلة والنزهة والعشق والغرام والوفاء والمناسبات الدينية والروحية والوطنية والقضايا العربية، ولاسيما قضية فلسطين».وأكد الباحث أن «من حسنات الأستاذ التونسي اهتمامه بالشعر، وخاصة القصيدة الزجلية التي تتميز بمعجمها اللساني المناسب ورقيه لغة وصوتا وإحساسا وموضوعا، وهو ما يظهر في نصوص ديوانه الجامع الذي حقق شعبية منسجمة في لغتها وأسلوبها، ومعانيها، وصورها، وتفاعلها لحنا ووجدانا وصوتا وآلة، حولها إلى قصيدة غنائية طربية تنفذ إلى القلوب، وتتردد على جميع الألسنة".
وأضاف أن حمادي التونسي عرف، بمهارته « كيف يحول قصيدة الذات ويجعلها تتنفس الجمال بنفس عال ولغة مختصرة، تعكس بهاء كلماتها، وبساطة صورها، ونبض مضمونها الذي يأسر القلوب ليتحول مستمعها بعفوية إلى تواصل إنساني إن لم أقل إلى جزء من الأغنية، مهما كان موضوعها ومضمونها لأنه شاعر يكتب بحب ومحبة، وهو يغوص في المعجم المجتمعي المتنوع، فيختار منه ما ينعش الذات، وتطرب له الروح وتتفاعل معه النفس وكأنه معجم ينتمي ؟إلى ما يعرف بالسهل الممتنع».ويعد الفنان حمادي التونسي المزداد بمدينة الرباط سنة 1934، والذي وافته المنية في 11 أكتوبر 2020، أحد العلامات المشرقة والمتوهجة لقصيدة الأغنية الطربية الحديثة والمعاصرة في المغرب. وبصم الراحل على مسيرة فنية متميزة رصعتها أعمال مسرحية راقية، وكتابات وقصائد غنائية لا زالت حاضرة في ذاكرة ووجدان جمهوره من مختلف الأجيال.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أبيات شعر لأمير الشعراء ولايليا أبو ماضي وغيرهما
أمير الشعراء يختتم المرحلة الأولى بمشاركة مغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر