الرباط - المغرب اليوم
لا حركة مجددا في جنبات المحطة الطرقية القامرة بعدما أغلقت الأبواب إلى غير رجعة، رامية عنها دور حاضنة المسافرين وأماني العاطلين عن العمل والطلبة الحالمين بمقعد الدراسة؛ دور تتذكره شهادات العديدين ممن تقذف بهم المدن البعيدة صوب العاصمة الرباط.ورسميا تغلق محطة المسافرين القامرة أبوابها منتصف ليلة اليوم 30 نونبر، وستبدأ المحطة الطرقية الجديدة مشوار استقبال الحافلات والمواطنين الراغبين في السفر، موفرة ظروفا أكثر جودة وسلاسة على مستوى التدبير والولوج.
ولكل مواطن مغربي زار العاصمة بواسطة الحافلة ذكريات على مستوى “القامرة”، لكنها تترسخ أكثر لدى فئات طلابية عديدة واصلت دراستها العليا بالرباط، فضلا عن فئات عريضة من المسافرين خلال مناسبات الأعياد، وفي مقدمتهم التجار الصغار.زارت المحطة في آخر يوم عمل لها، وعاينت حركية مستمرة داخل الحافلات وإقبال المسافرين؛ لكن أحاديث العاملين بها لم تخرج عن دائرة استعادة ذكريات من التحقوا شبابا بالفضاء، وآخرين قنعوا بمدخولها اليومي ليقرروا الاستقرار المهني بها.
وفي السياق ذاته، تصر العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، على تحويل محطة القامرة إلى فضاء متحفي يسترجع ذكريات المواطنين ومهنيي النقل، ويرصد تاريخ أحد أبرز محطات الربط بين مختلف مدن المغرب.واستعادت العديد من ذكريات أصحابها مع السفر عبر الحافلة، خصوصا صوب المدن الشرقية والجنوبية التي لا تتوفر على ربط بشبكة القطار، ساخرين من وضعيات خلقوها مع “الكورتيا” والسائقين وبائعي التذاكر وغيرهم من المشتغلين بالمحطة.
وإلى جانب المحطة يتمركز بائعو الوجبات السريعة والأطباق المغربية التقليدية، الذين لهم نصيبهم من استرجاعات المواطنين، إذ يتفرق من تقذف بهم الحافلات في الصباح الباكر أو الظهيرة أو المساء على محلات “البيصارة” و”اللوبيا” و”الطاجين” وغيرها من الأكلات المتوفرة بأثمان مناسبة.وعلى امتداد سنوات تقترب من نصف قرن شكلت القامرة مركزا ماليا لشركات النقل وكذلك البسطاء من الباعة المتجولين والنساء المكافحات في محلات مختلفة، وبائعي السجائر والتذاكر وغيرها من الأشياء التي يلتقطها المسافرون في سرعة مهرولين للحافلة أو للمنزل بعد سفر طويل.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر