روما ـ أ.ف.ب
أنجزت أعمال ترميم موقع كولوسيوم في روما بعد ورشة استغرقت ثلاث سنوات مولت بغالبيتها من هبات خاصة، في سياق مشروع تأمل الحكومة الإيطالية تطبيقه مجددا على معالم تاريخية أخرى متهالكة.
وكان الهدف من هذه الأعمال التي أطلقت قبل ثلاث سنوات ومولتها مجموعة "تودز" لصناعة الأحذية الفاخرة بقيمة 25 مليون يورو، وفق الصحافة، تدعيم القناطر وتنظيف الموقع من الغبار المتكدس فيه على مدى عقود.
وشارك في هذه الأعمال 70 شخصا وبالرغم من التأخر الحاصل في بداية الورشة، أنجزت عملية الترميم في الوقت المحدد لها ودشن الموقع المرمم الجمعة.
وكانت عملية التدعيم دقيقة جدا في المدرج الروماني البالغ علوه 40 مترا والذي يعود تأسيسه لحوالى ألفي سنة، على ما كشف المهندس أليكس أميرفايز مدير شركة "أسبيرا".
وأعرب دييغو ديلا فاله رئيس مجموعة "تودز" عن افتخاره بهذه المبادرة قائلا خلال حفل التدشين "إذا كانت السياسة تخدم مصالح البلاد، فرجال الأعمال مثلي يمارسون السياسة بوسائل شتى".
أما رئيس الوزراء ماتيو رينزي، فهو قال من أمام موقع الكولوسيوم المرمم "لا بد من وضع حد للنزاعات حول التراث الثقافي الإيطالي لأنه ليس فحسب أكبر مصدر فخر لنا وجزءا كبيرا من هويتنا بل لأنه أيضا يتمتع بطاقة كبيرة".
وهو أضاف "لم يعد من المقبول الاشتكاء من قلة الموارد المخصصة للمعالم الثقافية. فالأموال متوافرة أكان في القطاع العام أو الخاص".
وسمحت استراتيجية اللجوء إلى جهات راعية تتبرع بالأموال اللازمة هي في غالب الأحيان مجموعات تبيع منتجات فاخرة، بترميم معالم أخرى في روما، مثل نافورة تريفي التي جددت بفضل مبادرة مجموعة "فندي" وأدراج ساحة اسبانيا التي رممت بهبات من مجموعة "بولغاري" للمجوهرات.
غير أن إيطاليا لا تزال تضم الكثير من المواقع التاريخية المتداعية بسبب نقص الأموال، على رأسها موقع بومباي الشهير.
وأنجز الكولوسيوم في العام 80 بعد الميلاد في عهد الإمبراطور تيتوس وهو يعد المعلم الأكثر استقطابا للزوار في إيطاليا وقد استقبل 6,5
لايين زائر سنة 2015، بحسب وزارة الثقافة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر