نواكشوط ـ سكينة الطيب
عارض عالم موريتاني فتوى الشيخ محمد الحسن ولد الددو الذي يعتبر الزعيم الروحي للتيار الإسلامي في موريتانيا، وقدم أدلة وبراهين على عدم جواز فتواه عن المسعى في مسجد الحرام والتي أكد فيها أن السعي لا يشترط أن يكون بين الصفا والمروة.
وقال الشيخ محمد بن بتار إن فتوى العلامة ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين في نواكشوط، مخالفة للصواب، مشيرًا إلى أنّ "الفتوى في غاية الإشكال لكونها تضمّنت قولا يخالف إجماع المسلمين، لأن مقتضاها بل صريحها أن السعي لا يشترط أن يكون بين الصفا والمروة، وهذا ما لم يقل به أحد من علماء الإسلام لا قديما ولا حديثا فيما وقفت عليه" .
وأكد بن بتار المدرس في محظرة النباغية والأستاذ في جامعة شنقيط، أنه في القرون السالفة تواتر عمل المسلمين على السعي بين الصفا والمروة، وكان سعي النبي (ص) بينهما بيانًا لقوله تعالى (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) وقالت عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم (ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة)، أما في هذه العصور فإن الذين قاموا بتوسعة المسعى لا يدّعون أن السعي لا يشترط كونه بين الصفا والمروة، بل يحتجون بأن الجبلين ممتدان مع مجال التوسعة وأن التوسعة لم تخرج عن مجال ما بين الصفا والمروة.
واستغرب بن بتار قول الشيخ ولد الددو في هذه الفتوى أن أحدا لم يقل أن السعي لا يكون إلا بين الصفا والمروة، وقال ان الإمام الشافعي وأكابر أصحابه صرحوا بأن السعي لا يكون إلا في موضعه المعروف .وبحثوا في ترخيص الشافعي في الالتواء اليسير، ورجح بعضهم أن ذلك الالتواء إنما هو في داخل المسعى لا في خارجه.
وأكد ان جميع الأدلة الفقهية تفيد بعدم صحة الخروج عن مسامتة المسعى عرضا وعلى أن مكان السعي تعبدي لا يجوز تغييره، وهذه أول فتوى تثيرا جدلا بين فقهاء موريتانيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر