سيخصص قريبا معهد العالم العربي تكريما للمفكر والفيلسوف والاديب والمؤرخ المغربي ، عبد الله العروي،من طرف كرسي معهد العالم العربي، الذي ينظم هذا النشاط لاول مرة خارج مقاره بباريس.
وأشاد المدير العام لمعهد العالم العربي مجيب الزهراني، بالفكر الموسوعي لـ"عبد الله العروي" ، احد مؤسسي الخطاب التاريخي الحديث ،و الشخصية المعروفة بالمغرب والعالم العربي.
وقال السيد الزهراني ان “كرسي معهد العالم العربي يفخر ويتشرف بتكريم في 18 يناير الجاري بتعاون مع كلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط استاذنا جميعا عبد الله العروي” الذي سيكون الشخصية العربية الاولى التي تحظى بهذه الالتفاتة.
واكد السيد الزهراني ان عبد الله العروي الشخصية الغنية جدا يغرف من مختلف الروافد والمصادر كما هو الشأن في مجال التاريخ والفلسفة والاداب، مما يجعله مفكرا متفردا انتج العديد من الاعمال المتنوعة.
واشار السيد الزهراني انه كان يحرص على توجيه طلابه الى قراءة كتب بعض النماذج الفكرية العربية ومنها مؤلفات عبد الله العروي ،الذي يترك من خلال اسلوب المفارقات الساخرة ، والانضباط المنهجي القوي والاسلوب الشيق والممتع ، فراغات لذكاء القارىء، في واحترام تام له .
واعتبر ان تكريم هذه الشخصية البارزة يعد ايضا تكريما لمعهد العالم العربي، مذكرا بأن العروي ، تم تكريمه في عدة مناسبات في عدد من بلدان العالم العربي، حيث تم اختياره سنة 2017 الشخصية العربية للسنة في ابو ظبي.
واوضح الزهراني ان قرار معهد العالم العربي تنظيم هذه الفعالية بالمغرب ، مرده الى ان المشهد الثقافي المغربي يتميز عن الفضاءات الثقافية ببلدان عربية اخرى ، مؤكدا ان المملكة تنتج ” خطابات ثقافية مؤسسة منضبطة وتتميز بنوع من النضج ، وهو ما يميز المغرب عن الوضع الثقافي في المشرق ، هناك خطاب تاريخي وثقافي واجتماعي وفلسفي ، وبالتالي لا يستطيع فرد من الجيل الجديد ان ينزل عن مستوى الخطاب السائد” .
واضاف ان كل جيل يحاول ان يبني على ما انجزه الجيل السابق ،ثم يحاول ان يضيف شيئا جديدا ولو بسيطا ،وهكذا تتقدم الثقافة والخطابات المعرفية بشكل عام ، مبرزا ان المغرب وصل الى هذه المرحلة بشهادة عدد من الاساتذة والمفكرين.
وقال ان المملكة تتموقع اليوم في طليعة العديد من البلدان العربية في هذا المجال.
وسيتم بمناسبة حفل التكريم الذي سيقام بحضور هذا المؤرخ والسوسيولوجي البارز ندوة حول فكر عبد الله العروي، بمدرج الشريف الادريسي بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط.
وسيتم تنشيط الندوة من قبل مثقفين بارزين من المغرب والخارج ،وتختتم بحفل تسليم ميدالية شرفية من قبل كرسي معهد العالم العربي لهذا المثقف المغربي المتميز.
وكان معهد العالم العربي قد كرم في السابق عدة شخصيات ، من ضمنها الفيلسوف الفرنسي الكبير ادغار موران .
ويهدف كرسي معهد العالم العربي الى التعريف بالثقافات العربية الاسلامية ونشرها ،والى التئام المفكرين والفلاسفة ، والمهتمين بقضايا الاسلام ، من اجل مناقشة مشاريع تجديد الفكر العربي المعاصر.
يذكر ان كرسي المعهد العربي أنشىء سنة 1991 ، لكن توقفت انشطته لمدة ثلاثة سنوات ، قبل ان تستأنف فعليا سنة 2016 .
ونهج سنة 2017 تقليدا جديدا يتمثل في تكريم شخصية بارزة تميزت بالتزامها ومساهمتها في الحوار الثقافي.
يشار الى ان المدير العام لمعهد العالم العربي ، السعودي الجنسية ، هو استاذ متخصص في الاداب المقارن ، درس لعدة سنوات بجامعة الرياض، وله عدة مؤلفات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر