المنامة - بنا
دشّنت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة مساء هذا اليوم (الثّلاثاء، الموافق 16 سبتمبر 2014م) المعرض الفوتوغرافيّ (الهند عبر العدسة)، بحضور سعادة سفير جمهوريّة الهند لدى مملكة البحرين السّيّد موهان كومار، وعددٍ من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة والمثقّفين ومحبّي فنّ الفوتوغرافيا.
وقدّم معرض (الهند عبر العدسة) قراءة متمعّنةً في بلاد الهند، ممّا التقطه لها أربعة من الفوتوغرافيّين من الهند وخارجها.
وبهذه المناسبة، صرّحت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، قائلةً: (جميلٌ أنّ الفنّ هو ما يخيط المسافات بين بلادنا في القارّة الآسيويّة. عبر الصّورة التي هي فنُّ تسجيل الذّاكرة خارج وقتها أو مكانها نحن اليوم نحمل ملامح الهند في متحفنا الوطنيّ، ونقترن بتجربةٍ فنّيّة وحقيقيّة أيضًا تلامسُ هويّة هذا البلد الصّديق)، وأشارت: (مدينة السّياحة الآسيويّة تسعدُ بكونِ الثّقافةِ طريقها ما بين الشّعوب، وفي البحرين التي هي مرفأ الحضارات، نقترب اليوم من حضارةٍ عميقةٍ وأصيلةٍ لبلادِ الهند التي ارتبطت بها دلمون. كما أنّنا اليوم نلتقي في الفنّ بوسيطه الفوتوغرافيّ، في تأكيدٍ على استمراريّة الرّوابط ما بين هاتين الحضارتين اللّتين تجمعهما علاقات إنسانيّة واقتصاديّة وثقافيّة واجتماعيّة منذ زمنٍ بعيد).
ويستعرض المعرض أعمال تي.إس. ساتيان (1923 - 2009) وجيوتي بات (من مواليد 1934)، وهما مصوّران من الهند يأتيان من عالم التصوير الوثائقيّ، وأعمال كارين كنور (من مواليد 1954) وميمونة غيريسي (من مواليد 1951). وهما فنّانتان معاصرتان ليستا من الهند تعملان في مجال تعديل و إنشاء الصور.
ومن منطلق اعتبار التّصوير الفوتوغرافيّ وثيقةً صادقةً تسجّل وتحفظ للأجيال القادمة ما قد كان، كانت عقليّةُ ونهجُ كلٍّ من ساتيان وبات، بصورهما التي تتميّز باللّونين الأبيض والأسود، والتي التقطاها لفيلم 35 مليميترللـ"إنسان العادي" والحياة اليومية في المناطق الحضرية أو الريفية في الهند بعد قيامها كدولة مستقلة.
بالمقارنة مع ذلك، تستثمر وتوظّف كنور وغيريسي مختلف تقنيّات تعديل الصّور والكولاج وإنشاء أو ترتيب الصّور بطريقة متعمّدة كوسيلةٍ للتّعليق على مواضيع متعدّدة، حيث نجد في صور كنور أنّه قد تمّ إدخال الحيوانات بشكلٍ رقميٍّ في مساحاتٍ داخليةٍ لا تتواجد فيها في الواقع، أمّا في أعمال غيريسي فنرى تصوّراتٍ معدّلةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ للجسم عبر استخدام الأزياء والتركيب.
تَجاوُر أعمال هؤلاء الفنّانين لا يُبرز فقط التحوّل في نظريّة وممارسة التصوير من منظوره الواسع على مدى أكثر من قرنٍ من الزمن فحسب، وإنّما تقدّم مجتمعةً صورةً عن دولة الهند وهي في طور التحوّل والتغيّر. حيث تتمعّن صور ساتيان وبات في حالة القلق التي كانت سائدةّ في مرحلة ما بعد الاستعمار، وبحثها عن صورةٍ وطنيّةٍ لذاتها مُشكّلةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ من مجموعةٍ جامدةٍ وصارمةٍ من الأفكار"التقليديّة"، بينما تظهر أعمال كنور وغيريسي إعادة الترتيب المستمرة للهويّات والعلامات الثقافيّة في عالم ما بعد الحداثة والعالميّة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر