النزاع السوري يهدد الصناعات التقليدية والحرفية الدمشقية بالاندثار
آخر تحديث GMT 22:31:03
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

النزاع السوري يهدد الصناعات التقليدية والحرفية الدمشقية بالاندثار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النزاع السوري يهدد الصناعات التقليدية والحرفية الدمشقية بالاندثار

حرفي سوري يصنع اطارا خشبيا في دمشق
دمشق ـ المغرب اليوم

ينهمك محمد عبدالله بحفر اطار داخل احدى غرف مستودعه الصغير في دمشق القديمة، محاطا بالواح خشبية مختلفة الاشكال ومزينة بالصدف، بعدما دفعته الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات الى هجر ورشته الفسيحة على اطراف العاصمة. 

ويشكو محمد (43 عاما) "المصير الذي آلت اليه حرفة صناعة الصدف الدمشقي" التي يمارسها منذ اكثر من 25 عاما "بسبب قلة اليد العاملة وصعوبة تأمين المواد الاولية ونقل البضاعة".

وتعتمد صناعة الصدف على تزيين الخشب والعاج والعظم والصدف بزخارف عربية واسلامية لصنع قطع اثاث وصناديق ذات نقوش وقطع للديكور، ويتطلب ذلك "عددا كبيرا من العمال" للقيام بكافة مراحل الحرفة.

ويشعر محمد "بغصة كبيرة بسبب تقلص عدد ورش الصدف في دمشق وريفها من ثلاثين الى نحو ثلاث ورش أو أربع فقط"، معربا عن خشيته من "اندثار هذه الصناعة لعدم وجود من يعمل بها".

ويوضح هذا الحرفي الذي توارث عن عائلته هذه الصناعة التقليدية ان عدد عمال ورشته "تضاءل في السنوات الاخيرة بسبب الالتحاق بجبهات القتال او الهجرة" من سوريا.

وتنسحب المخاوف على مصير "صناعة الصدف" على صناعة النسيج العريقة في دمشق مثل "البروكار" والاغباني المطرز والصاية.

ويقول بهاء التكريتي، الذي يدير منذ عقود ورشا لصنع الاغباني ويملك متجرا في حي الحريقة التجاري، "انخفض انتاجي الاسبوعي من ستين غطاء الى ستة واحيانا ثلاثة فقط".

- الاغباني والبروكار-

وتمر صناعة الاغباني، وهو قماش من الكتان او الاورغانزا مطرز باشكال زخرفية متنوعة بالوان مختلفة وغالبا ما يستخدم كاغطية للطاولات، "بمراحل عدة قبل ان تصل الى المتجر وفي حال تعطلت مرحلة واحدة فان العمل يتوقف باكمله"، بحسب التكريتي.

ويحدد الطباع بواسطة قوالب خشبية الشكل الواجب تطريزه على النسيج بعد حياكته. ويوضح التكريتي "لم يتبق سوى شخصين من اصل ستة في دمشق يقومان بالطباعة" بالتزامن مع "نزوح عاملات التطريز اللواتي كن يتمركزن في ريف دمشق" الى مناطق متفرقة في البلاد.

وفي سوق المهن اليدوية في دمشق، والذي لطالما شكل مقصدا للسياح من انحاء العالم، تتصدر "ورشة احمد شكاكي للبروكار" واجهة السوق والى جانبها عدد من المحال الصغيرة.

وفي احدى زوايا الورشة التي لا تزيد مساحتها عن ثلاثين مترا، تم وضع نول خشبي وخلفه مقعد صغير من الخيزران الملون، بالاضافة الى رفوف ضيقة لعرض قطع قماش البروكار العريق.

ويقول شكاكي "ادت الحرب الى عزوف جيل عن تعلم المهنة. اخشى على هذا النول ان يتوقف عن الحياكة".

ويعد البروكار الدمشقي، الذي ينسج يدويا من الحرير الطبيعي وخيوط الذهب، من الاقمشة الذائعة الصيت في العالم، خصوصا بعدما اهدى الرئيس السوري الاسبق شكري القوتلي قطعة منه العام 1947 لملكة بريطانيا اليزابيث الثانية استخدمتها في صناعة ثوب زفافها.


ويشير ابراهيم الايوبي الذي يعمل في مجال البروكار منذ عقود الى صعوبة الحصول على الحرير الطبيعي لصناعة البروكار وارتفاع سعره "عشرة اضعاف".

وفي سوق الخياطين الواقع في سوق الحميدية الشهير، يقف سامر النقطة وسط متجره الذي يعود الى العام 1929 ليستعرض بفخر اوشحة ملونة من الحرير الطبيعي مصنعة يدويا، فيما يجهل مصير معمله الواقع في بلدة عين ترما في ريف دمشق بسبب المعارك.

ويشكو سامر "لم نصنع مترا واحدا منذ حوالى خمس سنوات، ونبيع حاليا مخزوننا من المستودع".

ويضيف بحسرة وهو يتأمل القماش المكدس فوق الرفوف الخشبية "سأبيع ما تبقى من مخزوني، وبعد ذلك قد اضطر لتغيير مهنتي التي نشأت عليها".

ومع اندلاع النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011، تضررت كافة القطاعات الانتاجية في سوريا ومن بينها المهن التقليدية، التي بات يحيط بها "خطر محدق".

- هجرة الحرفيين-

ويؤكد محمد فياض الفياض الباحث في التراث اللامادي، اي التراث الشفهي من اغان وشعر وامثال شعبية بالاضافة الى الحرف والتقاليد ان "الحرف كافة تضررت وبشكل كامل جراء الازمة".

ويقول لوكالة فرانس برس "اذا استمر الوضع على هذا المنوال فلن يبقى حرفيون" في سوريا.

وكان عدد الحرفيين في العام 2009 يقدر وفق الفياض، بحوالى 18 الف حرفي منظم (منتسب الى اتحاد الحرفيين) و39 الف غير منظم، لكنه يشير الى ان ما بين سبعين الى ثمانين في المئة خرجوا من دائرة الخدمة حتى اليوم، وتشكل المرأة ما نسبته ثلاثة الى اربعة في المئة منهم.

ويعزو سبب هذا التراجع الى "هجرة عدد كبير من الحرفيين بعدما تدمرت ورشهم خصوصا في منطقتي ريف دمشق وحلب (شمال)، اللتين تشكلان اساس الصناعة التقليدية" في البلاد.

ويدعو الفياض الجهات الرسمية الى "تبني خطط للمحافظة على الحرف التقليدية واعتبارها جزءا من التنمية المستدامة". ويضيف "كان لدى الدولة نية بانشاء قرية تراثية تتضمن ورشا للحرف التقليدية واسواقا دائمة ومعاهد تدريب (...) لكن ذلك لم يتعد اطار الاقوال".

وانعكس تدهور القطاع السياحي بشكل سلبي على الصناعات التقليدية. وكانت السياحة تشكل ما نسبته 12 في المئة من اجمالي الناتج المحلي قبل النزاع.

ويوضح الايوبي "اثرت الازمة علينا بشكل كبير بسبب غياب السياح الذين كانوا يشكلون 95 في المئة من الزبائن".

وبحسب شكاكي "مهنتنا ترتبط بشكل اساسي بمردود البيع، الذي يعتمد على السياح. ظروفنا صعبة اليوم ونعمل ضمن الوسائل المتوفرة".

كما يشكل غلاء كلفة المواد الاولية وصعوبة الحصول عليها وانعكاس ذلك على سعر المنتج "عقبة كبيرة"، وفق عبدالله الذي يضيف "السوق المحلية يلزمها رخاء لم يعد موجودا".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزاع السوري يهدد الصناعات التقليدية والحرفية الدمشقية بالاندثار النزاع السوري يهدد الصناعات التقليدية والحرفية الدمشقية بالاندثار



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib