دمشق - سانا
أوصال أورفيوس.. مجموعة من النصوص الشعرية للشاعر وفيق سليطين التي كتبت بأسلوب حداثوي غلب عليه الرمز والإيحاء الذي يريد من خلاله أن يصل إلى معاني بشكل بعيد عن المباشرة.
إلا أن الشاعر سليطين لم يتمكن في بعض النصوص من استخدام دلالاته بشكل تعبيري يمكنه من الوصول إلى الحقيقة التي ينشدها فاضطر لاستخدام ألفاظ لم تتماه مع اللغة العربية المنشودة في النصوص كوجود أل التعريف مع كلمة وهذا لا يجوز لغويا يقول في نصه “صورتها في الكلام”.. ” ألف .. لام .. راء .. وحدك أفراد الجوهر .. والكل عماء”.
أما في نصه الذي جاء بعنوان في صورة الماء استطاع أن يتحول بعاطفته الشعرية إلى بنية أكثر قوة من النصوص التي سبقتها بسبب دافع الشعور الذي مكنه من استحضار البيئة والأدوات الملائمة للوصف فيقول:
“وماذا على البحر في اللاذقية منك .. سوى جرح عينيك في الماء ماذا على البحر مني .. إذا كنت بحرا له .. من وميضك فيه”.
ويطغى الرمز على النص الشعري رغم الموهبة وبقصد الإغراق في رفع المستوى التعبيري لألفاظ النصوص إلا أن هذا النوع من الشعر كثيرا ما يربك المتلقي ويدفعه للنفور لأن الرمز في معظم الأحيان يذهب باتجاهات تخالف الحالة النفسية للقارئ ولاسيما إذا تم انتقاؤه دون مساعدة العاطفة معتمدا على المعرفة والثقافة فقط كما ورد في قصيدة الغراب حيث قال:
“سنبني لنا وطنا في الجحيم رحيما .. سنروي أباريقه .. ونزيح النجوم ونطلق شاراته في غد من بقايا الحطام .. فقل لي كيف أبدأ مني”.
وتسعى الموسيقا في بعض نصوص الشاعر سليطين لأخذ دورها فتحرك معها العاطفة وتتحد مع شجونها وإرادتها فيبدأ النص بالارتقاء وفق خطه البياني ليدل على موهبة حسنة كما جاء نصه “قريبا من الشيء”:
“كأن لي دربا على قيامة الأشياء .. كأن لي حياتها ورحلتي في وقتها ابتداء .. قد أنزوي هناك في سريرها”.
وأخيرا فإن الشاعر سليطين يعتمد على نغمة موسيقية مترابطة منذ أول كلمة في النص إلى آخره إضافة إلى اعتماده الألفاظ والمكونات التي يراها صحيحة في الوقت الذي يبقى هذا النوع من الشعر بحاجة لاعتراف شعبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر