الحدائق النحتية السورية في إسبانيا أهم مشروع ثقافي في الغرب
آخر تحديث GMT 02:06:19
المغرب اليوم -

الحدائق النحتية السورية في إسبانيا أهم "مشروع ثقافي في الغرب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحدائق النحتية السورية في إسبانيا أهم

الحدائق النحتية السورية
دمشق-سانا

قبل عشر سنوات مضت خرجت إلى النور الفكرة التي أطلقها الفنان والنحات السوري أكثم عبد الحميد في اقامة الحدائق النحتية السورية في مدينة المونيكار التابعة لمقاطعة غرناطة الاسبانية والتي كانت أول مدينة يدخلها الأمير عبد الرحمن الداخل في الأندلس حيث أقام أهالي المدينة تمثالا من البرونز للداخل
بارتفاع 4 أمتار واختيرت صورة وجهه مع الزورق الصغير الذي أتى به ليكونا شعار الخاتم الرسمي لمجلس المدينة.

يقول النحات عبد الحميد مدير المركز الثقافي العربي السوري بمدريد في حديث لسانا إن الحدائق النحتية السورية في اسبانيا من أهم المشاريع الثقافية السورية الاستراتيجية في أوروبا والغرب بدأت بعد الاتفاق مع مدير المركز الثقافي السوري في مدريد انذاك وتجاوب عمدة مدينة المونيكار عبر استضافة الفنانين النحاتين السوريين عدة مرات لتنفيذ ملتقيات نحتية في المدينة كما تجاوب أهل المدينة عبر سنوات العمل ليترك النحاتون السوريون ابداعهم الفني فيها شاهدا على حضارة وطنهم في أندلس الماضي.

ويضيف عبد الحميد من خلال هذه الملتقيات النحتية التي انتهت عام2010 .. تشكلت الحدائق النحتية السورية من اربعين عملا نحتيا في أهم حديقة ضمن المدينة لكونها تضم آثارا فينيقية وأشجارا متنوعة استقدمت من عدة مدن من العالم لتشكل هذه المكونات مع المنحوتات السورية حديقة رائعة الجمال من خلال ناتج إبداعي لأربعة ملتقيات في أربع سنوات.

ويوضح مدير المركز الثقافي السوري في مدريد أن الأعمال النحتية التي أنجزت في بقية الملتقيات النحتية وضعت بساحة في مدينة المونيكار سميت ساحة دمشق وضعت فيها مجموعة من التماثيل السورية بالإضافة إلى تزيين شاطئء البحر بعدة اعمال نحتية حتى أصبحت هذه المدينة ميدانا للجمال السوري متمثلة بالأعمال النحتية التي نفذها خمسة وستون فنانا سوريا.

ويشير عبد الحميد إلى أنه في كل عام كان يرافق الملتقى مجموعة من لوحات الرسم والخط العربي من إبداع التشكيليين السوريين حيث كانت تعرض للجمهور الاسباني عبر معارض لنقل صورة حضارية عن الفن التشكيلي السوري.

وعن عمله الإبداعي مع بداية الأزمة يقول النحات عبد الحميد إن بداية الأزمة كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي من حجم الكذب والزيف الإعلامي والتكالب على سورية وتشويه الحقائق على أرض الواقع السوري مشيرا إلى اعتقاده بأن الأزمة كانت ستنتهي في وقت سريع لثقته بوعي الشعب السوري لكن خيوط اللعبة كانت أكبر من ذلك.

ولم تثن هذه الأزمة فناننا عن متابعة عمله كنحات فكانت له مشاركات عديدة دولية عام 2011 ومثل سورية بأكثر من عشر دول في ملتقيات نحتية عالمية مهمة ورفع العلم السوري في أكثرها وحصل على جوائز خلالها.

أما على الصعيد الإداري وبحكم عمله مديرا للفنون الجميلة في وزارة الثقافة في بداية الأزمة يوضح عبد الحميد أنه كثف العمل آنذاك في إقامة الملتقيات الفنية الدولية والمحلية والتي كانت تهدف إلى إعطاء صورة للعالم بأن الفن السوري ما زال متألقا وبأن سورية بلد الإبداع والتاريخ والحضارات.

ويقول واجهنا الصعوبات الكبيرة في موضوع استضافة الفنانين الأجانب ودعوتهم إلى سورية في بداية الأزمة نتيجة الإعلام المزيف الذي تسبب في تردد عدد منهم بالمجيء إلى سورية لكن نتيجة العلاقات الطيبة مع كثير من الفنانين في دول العالم جاؤوا ليقفوا إلى جانب الفنانين السوريين وينتجوا أعمالا فنية أثبتت للعالم أن الإبداع في سورية لا يزال ينبض بالحياة.

ويتابع.. استمرت الملتقيات الفنية الدولية في سورية حتى عام 2012 وكان وجودها في تلك الفترة صدمة ايجابية كبيرة لكثير من الفنانين في دول العالم حيث كتب الكثير منهم عبر الانترنت.. دعونا نعلم حقيقة ماذا يحدث في سورية ..هل هناك حرب حسب ما نراه في الأخبار أم أن هناك ملتقيات للفن والإبداع فكانت الحقيقة تظهر نتيجة لصور الفنانين أثناء عملهم وأثناء جولاتهم الإطلاعية على الآثار السورية.

ويوضح عبد الحميد أن الملتقيات الفنية العالمية توقفت في سورية في ذلك العام إلى حد ما نتيجة الحصار الجائر على سورية والعقوبات المفروضة على حركة الطيران المدني إليها والذي ألحق الضرر بالتشكيليين السوريين من خلال الغاء مشاركاتهم في المهرجانات والملتقيات الفنية العالمية حتى لا يرفع العلم السوري فيها مبينا أن هذا الموقف تكرر في عدة دول أوروبية.

وعن عمله الإداري ومدى توافقه مع عمله الإبداعي يقول النحات عبد الحميد إن العمل الإداري بكل مواقعه وبكل سنواته كان سلاحا ذا حدين بالنسبة لي فخلال هذه الفترة الطويلة حاولت إيجاد توازن بينه وبين العمل الإبداعي وعاهدت نفسي أنه عندما يبدأ بالتأثير على فني سوف أقدم استقالتي منه فورا.

ويتابع ..كانت لتلك المراحل من حياتي مساهمة في تنشيط إقامة الملتقيات النحتية الدولية والمحلية وإقامة المعارض التشكيلية المتنوعة ضمن سورية وخارجها بالإضافة إلى المشاركة في المهرجانات الفنية الدولية ما جعل عملي الإداري مساعدا لمشروعي الفني.

وحول واقع الفن التشكيلي السوري حاليا يرى مدير المركز الثقافي السوري في مدريد أن الأزمة لها دور بالتأثير على الفن التشكيلي في سورية عبر غياب دور الصالات الخاصة ما كان له الأثر الكبير على نشاط الحركة التشكيلية واقتصر النشاط على عمل وزارة الثقافة في تحمل أعبائه.

ويبين النحات الحائز الجائزة الأولى في بينالي مهرجان المحبة عن فن النحت عام 1999 أن الفن بشكل عام بحاجة للأمن والاستقرار لكي ياخذ مساحته على الساحة السورية كما يجب أن يترافق تنشيط الفعاليات الفنية مع تحسن الوضع الاقتصادي عندها يستطيع الفن بأنواعه استعادة مكانته في سورية.

ويؤكد على الحضور القوي للفن التشكيلي السوري في دول العالم عن طريق المشاركات من قبل التشكيليين السوريين في الملتقيات الدولية أو المهرجانات الفنية أو حتى عن طريق إقامة الفنانين السوريين بالخارج وعرضهم أعمالهم فيه ما يساهم بنشر الفن السوري عالميا.

وفيما يتعلق بواقع النحت السوري يشير عبد الحميد إلى أن الملتقيات النحتية كان لها الأثر الكبير في تطور فن النحت بالهواء الطلق في سورية مبينا أنها ساعدت النحاتين السوريين على صقل مواهبهم والتعرف على تقنيات حديثة في عملية الإنجاز الفني وخاصة على الحجوم الكبيرة من الرخام أو الخشب والتعرف
على العمل باستخدام الأجهزة الحديثة لأدوات النحت حتى أصبحت سورية من دول العالم التي تساهم في نشر ثقافة الملتقيات النحتية العالمية.

وحول دور الفن التشكيلي في إعادة إعمار سورية يوضح النحات السوري أن للفن التشكيلي دورا كبيرا في هذا المجال من خلال مشاركة كل أصناف الفنون التشكيلية في نسيج العمارة السورية من ساحات وحدائق وأبنية سكنية وحكومية لتتجانس الرؤية البصرية في المشهد الجمالي وتعطي هوية ثقافية نابعة من روح
التراث المعماري السوري الجميل.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحدائق النحتية السورية في إسبانيا أهم مشروع ثقافي في الغرب الحدائق النحتية السورية في إسبانيا أهم مشروع ثقافي في الغرب



GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

GMT 21:07 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب
المغرب اليوم - ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب

GMT 21:55 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعزل المحكمة الادارية عزل رئيس المجلس الجماعي
المغرب اليوم - تعزل المحكمة الادارية عزل رئيس المجلس الجماعي

GMT 11:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib