الرباط - المغرب اليوم
انطلق سجال في عدد من صفحات الـ "فيسبوك" وبعض المنابر الإلكترونية بشأن موضوع السدل والقبض في الصلاة، لاسيما بعد مشاهدة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يجمع بين الطريقتين في صلاة العيد، السبت الماضي، حيث صلى مسدلًا في ركعته الأولى، وقابضًا في الثانية.
وانقسم متابعون إزاء هذا الموضوع إلى 3 فرق مختلفة، الفريق الأول يرى بأهمية القبض في الصلاة، وذلك لأنها تمنح الوقفة في الصلاة احترامًا وخشوعًا أكثر، بينما الفريق الثاني فقد اعتمد على المذهب المالكي الذي ينص على السدل، فيما ذهب الثالث إلى أن قضايا المجتمع والأمة أكبر من أن تنحصر في السدل أو القبض بالصلاة.
الناشط الإسلامي المعروف، أبو حفص رفيقي، أدلى بدلوه في هذا السجال، ضمن تغريدة له على صفحته في موقع الـ "فيسبوك"، حيث أكد أن الحركة الإسلامية الراشدة تجاوزت في الوقت الراهن مثل هذه المعارك التي وصفها بأنها هامشية، وذلك لعدة أسباب وجيهة، ذكر عددًا منها.
السبب الأول، وفق أبو حفص، أن "المعارك المطلوبة والقضايا المطروحة أكبر بكثير من قضية وضع اليدين على البطن، أو الصدر، أو النحر، أو إرسالهما كلية"، والثاني بحسبه أن "وضع اليدين في الصلاة حتى عند القائلين به لا يعدو أن يكون مستحبًا، فلا هو من أركان الصلاة ولا شروطها ولا حتى من واجباتها".
وبين أن "مذهب المالكية فعلًا هو سدل اليدين في الصلاة، وما كان من دأب المغاربة على ذلك هو التزام بالمذهب، وليس إملاء من وزارة "الأوقاف"، ولا المخزن كما كان يشاع"، مبرزًا أن "السدل في الفريضة هو القول المعتمد عند المالكية والمشهور من مذهب مالك، وهو رواية ابن القاسم في المدونة، رغم ورود روايات أخرى ليس عليها العمل."
وأوضح أن "الخلاف بين من يقول بالقبض والسدل ليس خلافًا غير معتبر، كما كنا نظن ونتصور، فكما أن للقائلين بالقبض أدلتهم القوية فلمن يقول بالسدل أدلة كذلك، من أبرزها حديث المسيء صلاته وليس فيه الأمر بالقبض، وما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر عاد كل عضو لموضعه، وأقوى من ذلك عمل أهل المدينة، وقد نقل المالكية عن كثير من كبارهم، كسعيد بن المسيب وغيره سدل يدهم في الصلاة".
وخلص إلى أنه "ليس مثل هذه المسألة الخلافية مما تستنزف فيه الجهود وتقام حوله المعارك ويتفرق حوله الناس"، باعتبار أن "قضايانا أعمق بكثير وأولى بالاهتمام من قضية وضع يدين أو إطلاقهما في الصلاة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر