توقع المهندس سعد شريدة الكعبي العضو المنتدب لإدارة قطر للبترول، أن يبدأ إنتاج مشروع برزان للغاز خلال الربع الاول من العام المقبل، كما توقع أن يصل إنتاج المشروع الى طاقته القصوى بحلول صيف العام المقبل عند 1.4 مليار قدم مكعبة في اليوم، مما يلبي الطلب المحلي على الكهرباء والنمو المتوقع خلال الفترة المقبلة. وذكر أن الإنجازات التي حققتها دولة قطر في مجال صناعة الغاز تأتي ضمن الأهداف الإنمائية التي بدأتها الدولة مع انتاج 800 مليون قدم مكعبة في اليوم، من حقل الشمال، لتصل الى ما يقارب 22 مليار قدم مكعبة في اليوم.
واستعرض خلال كلمة له في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لأبحاث معالجة الغاز، مراحل التطور التي مرت بها صناعة الغاز في الدولة والجهود التي بذلت للوصول بهذا المصدر الى المكانة الراهنة، حيث انتقلت قطر في الفترة الأخيرة بإنتاجها الى 28 ضعفا لتكون الاولى عالميا في انتاج الغاز الطبيعي المسال حيث وصل انتاجها السنوي الى 77 مليون طن. وأشار إلى أن صناعة الغاز في قطر مرت بمراحل مختلفة من أبرزها مشاريع لتصدير الغاز مثل مد الانابيب، وتحويل الغاز الى سوائل، حيث عملت كل من قطر غاز وراس غاز على تطوير انتاج الغاز القطري ضمن عدد من المشاريع التي تم تطويرها مع شركاء آخرين، وذلك بالتوازي مع العمل على تحويل الغاز إلى سوائل، وتحويل الغاز إلى وقود الديزل، والنفتا، و"على مدى العقدين الماضيين قمنا بتطوير مشروع دولفين لتصدير الغاز وهو المشروع الوحيد الذي يربط دول المنطقة بخطوط أنابيب للغاز".
وأكد حاجة الدولة الى مزيد من الغاز من أجل الاستهلاك المحلي، ما دفعها الى تطوير مشروع غاز الخليج، والذي يتكون من جزأين، الخليج الأولى والثانية. وينتج ملياري قدم مكعب في اليوم، الامر الذي من شأنه أن يدعم الصناعة المحلية في الدولة.
من جانبه قال السيد عبدالرحمن السويدي الرئيس التنفيذي لشركة أوريكس جي تي أل، ان دولة قطر تتمتع بمخزون وافر من الغاز الطبيعي، وعليها الاستجابة للتحديات المتمثلة في كيفية إدارة هذا المخزون الثمين، بحيث تلبي احتياجات اليوم، وتحفظ لأجيال الغد ما يلبي احتياجاتهم أيضاً، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال التنمية الاقتصادية. وأضاف أن "الغاز الطبيعي يعد واحداً من أعلى مصادر الطاقة استهلاكاً في العالم، حيث تحتل دولة قطر طليعة الدول المنتجة لهذا المصدر، ما يضعنا جميعاً أمام مسؤوليات جسيمة. وكجهة منتجة، تقع على عاتقنا مسؤولية مراقبة السوق وتوجهاته، بغرض التنبؤ بالاحتياجات والاستجابة لها بأفضل صورة ضمن إطار إمكانياتنا".
بناء الاقتصاد المستدام يعد عنصراً رئيسياً من رؤية قطر الوطنية 2030
وذكر السيد عبدالرحمن السويدي الرئيس التنفيذي لشركة أوريكس جي تي أل، أنه من خلال العمل الدؤوب والمتواصل في مجال الأبحاث، والالتزام العميق بالاستثمار في تكنولوجيا تحويل الغاز الذي تقوم به الحكومات وشركات القطاع والمؤسسات الأكاديمية، نسعى جميعاً للإسهام بفاعلية في حماية هذا العالم من أجل الأجيال المقبلة. وأكد أن شركة "أوريكس" لتحويل الغاز الى سوائل المحدودة، تبذل جهودا للعمل نحو تحقيق أهدافها المنشودة، و"لذلك ستجدون اليوم عشر حافلات مدرسية تابعة لشركة المواصلات القطرية تجوب شوارع الدوحة، وتعمل بوقود من منتجات أوريكس، موضحا أن هذا النوع من الوقود يتميمز بمواصفات تتفوق على أكثر المعايير العالمية صرامة في مجال الانبعاثات الضارة". كما توجد إلى جانب تلك الحافلات، "عشر حافلات أخرى تابعة لشركة المواصلات القطرية تعمل بالوقود التقليدي تشارك في دراسة هامة تجريها اوريكس بالشراكة مع كل من جامعة قطر وجامعة تكساس أيه أند أم في قطر وشركة المواصلات القطرية وشركة "وقود"، حيث يهدف هذا المشروع إلى إجراء عملية تحليل مقارن حول أداء الحافلات التي تعمل بالغاز المحول والحافلات التقليدية، معربا عن تفاؤله تجاه النتائج المتوقعة من هذه الدراسة، آملا أن تسهل في النهاية إطلاق حقبة جديدة من استخدام الغاز المحول في قطر وسائر أرجاء العالم. وشدد على أن التحالفات والعمل المشترك يكتسبان أهمية كبيرة في عالم اليوم الذي يسير بخطى سريعة نحو التقدم التكنولوجي، ما يتطلب من كل مؤسسة في قطاع الطاقة العمل المشترك مع العديد من المؤسسات المتخصصة الأخرى، محلياً وعالمياً، و"من هذا المنطلق، تعمل أوريكس لتحويل الغاز الى سوائل بشكل وثيق مع شركاء مرموقين، مثل "تسويق" و"وقود"، بهدف وضع وتطبيق استراتيجيات متقدمة تساعد في مواجهة التحديات البيئية الأساسية في هذا المجال". وأشار الى أن بناء الاقتصاد المستدام يعد عنصراً رئيسياً من رؤية قطر الوطنية 2030، ومع حلول عام 2030، ستكون قطر قد أرست قواعد المجتمع المتقدم القادر على تحقيق التنمية المستدامة وتقديم مستوى معيشة متميز لجميع أبنائها.
الغاز الطبيعي يعتبر الطاقة الحالية والمستقبلية للعالم
من جانبه أشار السيد ناصر جهام الكواري المدير العام لشركة قطر للإضافات البترولية المحدودة "كفاك" الى ان الغاز الطبيعي يعتبر الطاقة الحالية والمستقبلية للعالم فهو القوة الدافعة في حياتنا اليومية.
ونبه الى انه من المتوقع بحلول 2040 أن يزيد تعداد سكان العالم لأكثر من ملياري نسمة مما سيزيد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 40 بالمائة وسيمثل استخدام البترول والغاز منها نسبة 60 بالمائة.
واكد على أن الوعي البيئي يزداد اليوم بصورة مطردة في ظل ازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض الامر الذي يهدد بمزيد من ارتفاع درجة الحرارة، لذا يصبح الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مطلبا عالميا موحدا ما يجعل العالم يلجأ الى استخدام الغاز الطبيعي بشكل فعال في الحد من هذه الانبعاثات.
وذكر ان الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي ارتفع بين عامي 1973 و2009 إلى نسبة 150 بالمائة. وبخصم حصة السوق من استخدام الفحم لتوليد الكهرباء والذي تتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاعه بنسبة 80 بالمائة بحلول عام 2035، فسوف يزيد استخدام الغاز من الحد من انبعاثات الكربون التي يستحيل تحقيقها مع أي مصدر طاقة آخر.
وأشار إلى ما أوردته بعض التقارير من أن استخدام الغاز الطبيعي يمثل خُمس الاستخدام العالمي للطاقة ومن المتوقع نموه ليصل إلى50 بالمائة في عام 2030 "ويمتاز الغاز الطبيعي بصفات عالية الجودة فهو مصدر للطاقة الذكية ومتوفر بكثرة وسعر مناسب وآمن ونظيف، كما أنه المادة الخام الأقل ضررا على البيئة".
وبين أن دولة قطر دخلت منذ البداية سوق الغاز المسال بإمداد متكامل من الغاز المسال ذي القيمة الرفيعة وتكنولوجيا متقدمة وميزانية كبيرة لتبني سمعة كموّرد جدير بالثقة ومرن للاستحواذ على أسواق جديدة.
ولفت إلى أن قطر تدير اليوم 14 قاطرة للغاز المسال عن طريق شركتي قطر غاز وراس غاز محملة بما يعادل 30 بالمائة من إجمالي السوق العالمي للغاز في 2013.
ونبه الى أن نموذج قطر المتكامل للغاز المسال يعد فريدا من نوعه لإدارته احتياطي الغاز وتطوير مرافق الإنتاج والتسييل.
الاستفادة من عائدات الطاقة تحتاج الى المزيد من الخبرات
بدوره، قال السيد عادل أحمد البوعينين المدير العام لشركة "دولفين" للطاقة المحدودة في قطر، إن المؤتمر الدولي الرابع لأبحاث معالجة الغاز، يوضح الدور الذي تضطلع به دولة قطر في مجال الغاز الطبيعي والدور الذي يلعبه هذا المورد خلال الفترة المقبلة، مما يجعل من قطر مكانة في دعم أمن الطاقة في العالم، موضحا أن الاستفادة من عائدات الطاقة تحتاج الى المزيد من الخبرات، مؤكدا أن الغاز القطري يدعم التطور الاقتصادي المستدام.
من جانب آخر، قال السيد الستير روتلدج، نائب الرئيس ومدير الخدمات المشتركة بإكسون موبيل في قطر، إن جامعة قطر توفر منبراً للأوساط الأكاديمية والمهنية للعمل معاً لمعرفة التحديات والتعرف على فرص التقدم الممكنة، في الوقت الذي يبذل فيه مركز معالجة الغاز جهوداً كبيرة تهدف إلى تطوير المعرفة التي تستند إليها صناعة الغاز المحلية والتي تلعب دوراً حاسماً في تنمية القوى العاملة الوطنية.
وأكد أن الدّعم الذي تقدّمه اكسون لكل من مركز معالجة الغاز وجامعة قطر ما هو إلا ترجمة لواقع التزامها والمساهمة في تمكين الجيل القادم من العلماء والمهندسين في دولة قطر بالتوافق مع أهداف رؤية قطر الوطنية، حيث "نتعاون مع جامعة قطر في دعم العديد من البرامج التعليمية، مساهمة في تطوير الجيل القادم من القادة القطريين، والعمل على تحقيق ذلك من خلال توفير الخبراء المتخصصين من جميع أنحاء العالم ممن يمتلكون المعرفة التقنية والخبرة".
وذكر أن قطر تعد مكانا يسمح بالحوار البنّاء، الأمر الذي يجعل من الأفكار الطموحة حقيقة وواقعاً عملياً، "فالطاقة تنبض من هنا وهي تحوّل كل شيء، لتعطي مليارات البشر عبر العالم فرصة تحسين حياتهم، وحياة عائلاتهم، ومجتمعاتهم المحلية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر