الجزائر ـ المغرب اليوم
اعتبر خبراء إعطاء الضوء الأخضر للشروع في عمليات التنقيب عن الغاز الصخري ليس لاستغلاله بشكل فوري، بل هو مرحلة تقييمية للطاقات غير التقليدية في الجزائر، بينما حذر آخرون من استغلاله ولو على المدى المتوسط والبعيد لما له من مخاطر بيئية.
وفي هذا الشأن، صرح الرئيس المدير السابق لشركة سوناطراك، عبد المجيد عطار، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن البرنامج المتعلق بـ 11 عملية تنقيب عن الغاز الصخري الذي صادق عليه مجلس الوزراء ”هو بمثابة ترخيص موجه للمجمع الجزائري للقيام بحملة تقييم تقنية ومالية بسيطة لقدرات إنتاج أو عدم إنتاج هذا الغاز الهام”.
ويرى ذات المتحدث أنه كان من الأجدر موافقة مجلس الوزراء على دعوة لمناقصة دولية أعلنت عنها مؤخرا الوكالة الوطنية لتثمين الموارد الخاصة بالمحروقات، بهدف إيجاد شركاء قادرين على القيام رفقة سوناطراك بأشغال البحث بصفة عامة لاسيما المحروقات غير التقليدية.
وأردف عطار أن استغلال الغاز الصخري لن يكون في القريب العاجل وأن اقتصاد الجزائر لن يكون متنوعا بفضل هذا الغاز. وحسب مدير تحرير المجلة المختصة ”بترول وغاز عربي”، فإن استغلال هذه المساحات يستلزم سنوات عديدة، علما أن الاكتشافات التي ستحقق ستسمح للجزائر بالتوفر على معلومات تقنية واقتصادية دقيقة حول الاستغلال، وفي حالة تحقيق اكتشافات، فإن الأمر يستلزم سنوات من أجل تطوير هذه الاحتياطات وكل ذلك يتطلب وقتا وأشغالا.
ومن جهته يرى الأستاذ شمس الدين شيتور من المدرسة متعددة التقنيات للجزائر العاصمة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الغاز الصخري يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من الباقة الطاقوية غير أن استغلاله سيكون في الوقت المناسب أي عندما يتم إنضاج تقنيات الاستخراج واحترام البيئة”، مضيفا أن هذا عمل سيكون للأجيال الصاعدة، أما بالنسبة للأجيال الحالية فإنه ينبغي المضي نحو التحفظ الطاقوي وتطوير الطاقات المتجددة وخاصة إعطاء الطاقة سعرها الحقيقي.
وفي هذا الشأن أشار عطار إلى أن أي استغلال للغاز الصخري لن يتم في المستقبل إلا في إطار تكميلي ”لضمان الأمن الطاقوي للبلاد وليس كمصدر ثروة”.
كما يحتاج الغاز الصخري لرؤوس أموال متواصلة للحفاظ على الإنتاج بفضل حفر آبار جديدة ينبغي مضاعفتها لمواجهة زوال الآبار السابقة. أما فيما يخص الأثر البيئي لاستغلاله، قال عطار أن النقاش الحالي حول الغاز الصخري ”مشوه نوعا ما”، مشيرا إلى أن عملية الكسر بواسطة ضغط الماء تمارس منذ عقود في الجزائر دون أي خطر، وحجم المياه المخصصة للغاز الصخري ضئيل مقارنة بالمصادر المتوفرة في الصحراء.
فيما حذر شيتور أنه ”لتوفير مليار متر مكعب من الغاز يجب توفير مليون متر مكعب من الماء المفقود نهائيا والكثير من المواد الملوثة قد تلوث طبقة المياه الجوفية”، مؤكدا أن الجزائر تتوفر على طبقة مياه جوفية تعود إلى الف سنة وتقدر بـ45000 مليار متر مكعب. كل واحات الجنوب تعيش منها وقد نقضي نهائيا على الحياة في الصحراء”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر