آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات
آخر تحديث GMT 11:08:58
المغرب اليوم -

آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات

الهيدروجين الأخضر
الرباط ـ المغرب اليوم

بعد أن قاما بطيّ صفحة الخلاف السياسي عاد المغرب وألمانيا ليعلنا عن بداية عهد جديد سمته الأساسية “تفاهم سياسي يعزز العلاقات الاقتصادية والشراكة البينية”، وهو ما سيرقى بالتعاون بين البلدين إلى درجة شريكين اقتصادييْن يواجهان معا تحديات المناخ والتقلبات الاقتصادية العالمية ويتبادلان التجارب والكفاءات.

مناسبة هذا القول هي الدينامية البينية التي انخرط فيها البلدان في الوقت الراهن، من خلال تبادل زيارات وتوقيع اتفاقيات تهم عددا من المجالات الاقتصادية، إذ وقعا بألمانيا، يوم الجمعة، إعلانا يهدف إلى تأسيس تحالف مشترك من أجل المناخ والطاقة، من قبل كل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، والوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية سفينيا شولز. وهم هذا الاتفاق بالأساس التعاون في مجال الطاقات المتجددة، وتحديدا الهيدروجين الأخضر، فيما سيتركز أساسا على استثمارات ألمانية بالمغرب.

وكان كذلك أن زار أولاف ليس، وزير الاقتصاد والنقل والبناء الألماني، المغربَ، حيث التقى بيونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، لتباحث سبل الاستفادة الألمانية من اليد العاملة المغربية؛ على أن يطلع الجانب الألماني على فرص الاستثمار في قطاعات الطاقات المتجددة والزراعة وكرة القدم بالمملكة. وضم الوفد ممثلي 60 شركة ألمانية ترغب في إيجاد فرص لاستثمار رساميلها وتجاربها بتراب المغرب.

ويبدو أن هذا التعاون الاقتصادي بين الرباط وبرلين “غير مسبوق”، وينم عن “وعي ألماني بقيمة الشراكة مع المملكة، خصوصا في قطاع الطاقات المتجددة التي ستوفر إمدادات للبلد الأوروبي الأول صناعيا، في ظل السعي نحو القطع مع الطاقات الأحفورية”؛ كما يبرز “فهمَ برلينَ ضرورة قطع الطريق أمام دول أوروبية أخرى للاستفادة من الفرص الاقتصادية المغربية”.

تفاعلا مع الموضوع ذاته قال عبد الرزاق الهيري، مدير “مختبر تنسيق الدراسات والأبحاث في التحليلات والتوقعات الاقتصادية” بجامعة فاس، إن “الألمان هم بطبيعتهم براغماتيون ويبحثون اليوم عن سبل لاستثمار رساميل مهمة بالمغرب، الذي يعد من الدول الإفريقية التي لديها نسب نمو مرتفعة وتوفر فرصا استثمارية واعدة، وهو ما تنبهت إليه ألمانيا بعد أن كانت فتحت الباب أمام دول أوروبية أخرى في هذا الصدد”.

وأكد الهيري، مُصرّحاً ، أنه “حتى تنظيم المغرب كأس العالم سيجعله أمام أنظار الشركات الألمانية المتخصصة في تنفيذ المشاريع الكبرى والبنيات التحتية الرياضية والحضرية، فضلا عن كونه بدا كذلك مرجعا إقليميا في مجال الطاقات المتجددة، خصوصا بعد أن مر بسرعة قصوى نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر”، موردا أن “هذه الدينامية ستعطي فرصة كذلك للمملكة من أجل الاستفادة من التجربة الألمانية التي كانت سباقة إلى تطوير اهتمامها بهذا المجال”.

وعاد المتحدث ذاته ليشير إلى أن “ألمانيا بعدما لم تعط اهتماما كبيرا للمغرب هاهي اليوم تؤسس لشراكة اقتصادية قوية معه، وتنظر إليه كشريك لها بالقارة الإفريقية، خصوصا في مجال الطاقات المتجددة التي تبحث عنها اليوم في إطار توجه أوروبي عام نحو التخلي عن النفط مقابل اعتماد الطاقات النظيفة التي تتوفر عليها المملكة بطبيعة الحال”.

وهو يعدد مظاهر الاهتمام الألماني بالمغرب ذكر الأستاذ الجامعي ذاته أن “ألمانيا تنظر إلى المغرب كذلك كأرض خصبة تنتج الكفاءات في شتى المجالات، بما فيها التقنية والصحية، في ظل كون البلد الجرماني يعاني ديمغرافيا وبحاجة إلى يد عاملة مؤهلة ومتطورة وقادرة على جعله يحافظ على الريادة الصناعية قاريا”، خاتما بأن “ألمانيا كذلك تتدارس استثمارات مهمة بالمغرب في مجالات الطاقة والصناعة، وهو ما سيدعم كل ما تمكنت المملكة من تحقيقه في السنوات الماضية والحفاظ على ريادتها القارية”.

بدوره لم يكن عبد الخالق التهامي، الخبير الاقتصادي والأكاديمي، ليعتبر الثقة الألمانية في المملكة اعتباطية، فحسبه “تأكد لألمانيا بعد فترة القطيعة السياسية مع المغرب أنها كانت تخلت عن شريك اقتصادي وسياسي إستراتيجي بإفريقيا لصالح دول أوروبية أخرى، كبريطانيا وفرنسا وإسبانيا؛ وهو ما تنبهت إليه بإعادة تحريكها خيوط السياسة مع الرباط، التي تحرك بدورها الشراكات الاقتصادية”.

وقال التهامي إن “هناك صراعا بين الدول الأوروبية اليوم حول التقرب من المغرب والاستفادة من إنتاجيته الطاقية المتجددة، خصوصا الهيدروجين الأخضر، لاسيما أن أوروبا كلها على باب تحول طاقي، إذ ستتخلى في ما يأتي من سنوات عن الطاقات الأحفورية غير الصديقة للبيئة، وبالتالي سيكون عليها البحث عن إمدادات طاقية نظيفة بالقرب من تراب القارة، وهو ما يتحقق في بلد كالمغرب”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المغرب تمكن من جعل نفسه شريكا للدول الأوروبية في مجال التعاون الطاقي، خصوصا بعد أن فتح الباب أمام استثمارات كبرى مكنته من أن يغدو قبلة للمستثمرين وقبلة للتزود ذات سمعة”، مبرزا أن “ألمانيا اليوم في أمس الحاجة إلى الطاقة لدعم نفسها كأول دولة صناعية بالقارة، ومن بين القوى الاقتصادية الأولى بالعالم”.

وعاد الأكاديمي نفسه ليشير إلى أن “الدينامية الاقتصادية والتشاركية اليوم بين المغرب وألمانيا لا يستفيد منه قطاع الطاقة الوطني فقط، بل إن كل القطاعات معنية بحصد ثمار هذه الشراكة بين بلد أوروبي وآخر إفريقي، خصوصا إذا استحضرنا أن المغرب مقبل على عدد من الأوراش التنموية المهمة، وسيكون بحاجة إلى استثمارات في المستوى كتلك التي يوفرها المستثمرون الألمان”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

أول طلاب في العالم يبنون ويشغلون محركاً يعمل بوقود الهيدروجين

 

الاستثمار في الهيدروجين الأخضر يفتح آفاقا اقتصاديّة واسعة أمام المغرب

:

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
المغرب اليوم - وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 10:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في الماراثون الرمضاني 2025
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في الماراثون الرمضاني 2025

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib