الرباط - المغرب اليوم
يطلق المغرب خلال أيام، قمرًا إصطناعيًا من نوع “بلياد أستريوم” من قاعدة كورو التابعة إلى منطقة غوايانا الفرنسية، يهدف إلى تعزيز القدرات الأمنية والاستخباراتية للمغرب، وسيتم دعم القمر الصناعي “MN35-13” بآخر ينتظر إطلاقه عام 2018، وهما نتاج صفقة مغربية فرنسية ظلت سرية لسنوات.
وخلال زيارة قام بها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند إلى العاصمة المغربية الرباط في أبريل 2013 عقد المغرب صفقة مع فرنسا اشترى بموجبها اثنين من الأقمار الصناعية الكهربائية الضوئية بلغت تكلفتهما 500 مليون يورو.
وأحيط خبر الصفقة وقتها بسرية تامة حتى كشفت مصادر إخبارية عن استعداد المغرب لإطلاق أول قمر صناعي له، ومن أبرز تلك المصادر الموقع المتخصص في علوم الفضاء “سبيس ووتش” وصحيفة “إلباييس” الإسبانية، والموقع المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط “مينا ديفانس”، بالإضافة إلى الصحف المغربية التي نقلت الخبر، وبحسب ذات المصادر، فإن للقمرين الصناعيين القدرة على التقاط صور مراقبة بدقة خمسين سنتيمترا، في حين ستكون محطة المراقبة واستقبال الصور الملتقطة بمحطة التحكم الأرضية التابعة لوزارة الدفاع المغربية في شرق مطار الرباط.
وكشف الموقع المتخصص في علوم الفضاء “سبيس ووتش” تفاصيل القمرين الصناعيين، وأورد أنهما صمما من طرف شركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، وتكلفت شركة “تاليس إيلينيا سبيس” بالجانب المتعلق بآليات التصوير والتوثيق.
الشركتان الفرنسيتان متخصصتان في تصميم الأقمار الصناعية والطائرات الحربية وطائرات الـ”درون” بدون طيار والصواريخ وحاملات الصواريخ وغيرها من المعدات المتطورة، وأوردت "سبيس ووتش” أن القمرين الصناعيين مماثلان لقمرين صناعيين صممتهما الشركتان الفرنسيتان لفائدة الإمارات “عين الصقر”، وأنهما نسخة مطورة لقمر المراقبة “بلياد أش إيغ” الذي يصور بدقة سبعين سنتيمترا في مساحة قد تمتد إلى عشرين كيلومترا.
وتتم عملية إطلاق القمر الصناعي الأول الذي يبلغ وزنه 970 كيلوغراما من منطقة غويانا الفرنسية عن طريق صاروخ حامل إيطالي الصنع من نوع “فيغا”، مهمة القمر الصناعي تتمثل في رصد وتسجيل ما يحدث فوق الكرة الأرضية بدقة عالية وعلى مدار الساعة، وفي شريط يمتد على طول ثمانمئة كيلومتر، ويحلق على بعد 695 كيلومترا من الأرض، وبإمكان هذا القمر الصناعي التقاط خمسمئة صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية قرب مطار العاصمة الرباط، كما ستكون مهمة القمر الصناعي المغربي حسب المصادر الإعلامية الإسبانية رصد عمليات تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية والتحركات المشبوهة للعناصر الإرهابية بمضيق جبل طارق.
وكئف الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والإستراتيجية عبد الرحمن المكاوي، أنّ "هذا القمر الصناعي الجديد سيقوم بمهام المراقبة والاستطلاع والتجسس، ومساعدة مختلف القطاعات العسكرية البرية والبحرية والجوية على مراقبة التراب المغربي"، مشيرًا إل أنّالأقمار الصناعية بإمكانها مساعدة المغرب على حماية أمنه، وفي محاربة عدد من الظواهر التي يشهدها، من بينها تزايد موجات المهاجرين المتجهين نحو الضفاف الأوروبية، إلى جانب محاربة عصابات الاتجار بالبشر والاتجار بالمخدرات و مراقبة تحركات عصابة البوليزاريو وصنيعتها الجزائر عبر الحدود البرية للمملكة. وأشار إلى أن للأقمار الصناعية أيضا بعض المهام المدنية تتعلق أساسا بالتنمية.
ويذكر أن المغرب يعد ثالث دولة بأفريقيا تطلق القمر الصناعي بعد كل من جنوب أفريقيا ومصر، ويشار إلى أن إسبانيا لا تتوفر على قمر صناعي خاص بها، بل تتقاسم مع دول فرنسا وبلجيكا وإيطاليا واليونان القمر الصناعي الأوروبي (هيليوس) منذ 20 سنة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر