واشنطن ـ المغرب اليوم
-تابع السكان في نصف الكرة الأرضية الشرقي، مساء الجمعة، مشهدا فلكيا نادرا يعرف باسم "القمر الدموي" أو "قمر الدم". وتمكن هواة علم الفلك والتنجيم على حد سواء، من متابعة خسوف القمر الأطول في القرن الحادي والعشرين.
وهناك البعض ممن يعتقدون أن النشاط القمري يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الحالة المزاجية للكائنات على الأرض، فهل ينبغي تصديق ذلك، أم أن الادعاء لا أساس له من الصحة؟ ,يشير مصطلح "التأثير القمري" إلى الاعتقاد بأن دورة القمر يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على السلوك وحالة الانسان.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة علمية تثبت ذلك، إلا أنه يعتقد من قبل الكثيرين أن قوى الجاذبية في العمل في هذه اللحظة الدقيقة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الناس. وقال الدكتور كارل كروشيلنيكي، الباحث في مجال العلوم: "يعتقد بعض المنجمين أن القمر الدموي يمكن أن يدفع كل عواطفنا إلى موجة من الغضب، وعلى ما يبدو فإن القمر الدموي يؤثر بشكل دقيق على المزاج".
ويرى المنجمون أن القمر الدموي يؤثر على العواطف متأثرا بكوكب المريخ الذي يبلغ هذا اليوم أقرب نقطة إلى الأرض، إذ يمكن لتأثير الكوكب الأحمر أن "يتحول إلى غضب وشعور بالإحباط بسهولة، أو حتى يمكن أن يدفعهم أورانوس إلى القيام بأعمال متهورة، ولحسن الحظ، أن التأثير اللطيف لزحل سيجعل من السهل العودة إلى الهدوء، فيما تعطي بعض النجوم الثابتة الصبر والحسم في وقت الأزمات، على الرغم من أنها يمكن أن تسبب العدوانية والمشاكل العاطفية في بعض الأحيان".
وينصح المنجمون بالحفاظ على الهدوء كأفضل طريقة للتعامل مع المشاعر الحادة التي قد يستمر تأثيرها على مدى الأسبوعين التاليين للخسوف القمري. وبالإضافة إلى التأثير المباشر على سلوكنا، يدعي المؤمنون بعلم التنجيم أن قمر الدم قد يؤثر أيضا على نومنا، ما قد يؤثر بدوره إلى تعكر الحالة المزاجية.
وكما هو الحال في السنوات السابقة، فإن هذا الحدث يؤجج اعتقادات أصحاب نظريات المؤامرة، حيث أن العديد من المتشائمين يعتقدون أن هذه الظاهرة ستكون بداية لنهاية العالم.
وفي عام 2008، أجرى باحثون في جامعة أكسفورد وجامعة لودفيج ماكسيميليان دراسة حول مدى ارتباط السلوك البشري بالدورات القمرية، واستنتجوا أن هناك القليل من الأدلة التي تدعم الفكرة القائلة بوجود رابط حقيقي بين الاثنين. وتقول الدراسة إنه "على الرغم من الاعتقاد بأن صحتنا العقلية وسلوكياتنا الأخرى تتشكل بالتأثر بمراحل دورة القمر، إلا أنه لا يوجد دليل قوي على أن البيولوجيا البشرية في أي حال من الأحوال منظمة وفقا لذلك".
ويشرح أستاذ الفيزياء الفلكية النظرية في كلية الفيزياء والفلك بجامعة بيرمينغهام، إيليا ماندل، العلاقة بين قمر الدم ومزاج الشخص، قائلا إن "قمر الدم هو في الحقيقة خسوف قمري، يحدث عندما تصطف ثلاث أجرام فلكية (عندما تكون الأرض بين القمر والشمس) في خط مستقيم"، وهذا لا يؤثر على مزاجنا أو الصحة بصفة عامة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر