في المعرض الدولي للساعات الفاخرة في جنيف هذا الاسبوع، يعول الاختصاصيون الذين لا يزالون تحت صدمة الرفع المفاجئ لقيمة الفرنك السويسري أخيرا، على القطع الفاخرة الكلاسيكية لتخطي هذه المرحلة الصعبة.
وفي نسخته الخامسة والعشرين، هذا المعرض السنوي المخصص للاختصاصيين والمستمر حتى الجمعة ينتظر زيارة حوالى 14 الف شخص خلال اربعة ايام بينهم شراة من العالم اجمع. كما يبدو انه سيكون معرضا مفصليا بعد نهاية سنوات النمو والمبيعات باسعار باهظة في اسيا، وقبل وصول التهديد الجديد المتمثل بالساعات الذكية المصنعة من عمالقة في مجال الالكترونيات والانترنت.
واعتبر الكسندر شميت مدير وحدة الساعات في شركة "مون بلان"، "اننا سنرى كيف سيتطور الفرنك الا ان صناعة الساعات عاشت مراحل اصعب من ذلك".
وأوضح شميت في تصريحات لوكالة فرانس برس ان "انتشارنا جيد جدا في العالم"، ما يسمح ببيع منتجات الشركة بعملات عدة وبالتالي الحد من التبعية لسعر الصرف بين الفرنك السويسري واليورو.
اما بحسب جان مارك بونرويه المدير العام في شركة روجيه بوبوي فإن "قطاع السلع الفاخرة يتأثر اقل من سواه" بتقلبات العملة. وقال في تصريحات لوكالة "ايه تي اس" السويسرية "انها ليست المرة الاولى التي نضطر فيها للتكيف".
ومنذ قرار البنك الوطني السويسري الخميس الماضي بإلغاء الحد الادنى لسعر صرف العملة السويسرية مقابل اليورو، بات الفرنك اغلى بحوالى 20 % من اليورو وايضا من الدولار.
كما ان القرار السويسري كان له تداعيات ثقيلة في البورصة بالنسبة لمصنعي السلع الفاخرة السويسرية. مع ذلك فإن اسهم مجموعة ريشمون (التي تملك 12 ماركة بينها كارتييه وبياجيه ومون بلان) التي تعتبر معرض جنيف بمثابة سلاح حربي لها في مواجهة منافستها الفرنسية "ال في ام اش"، سجلت ارتفاعا الاثنين بنسبة +4,79 % بعدما خسرت ما مجموعه 22,3 % من قيمتها الخميس والجمعة.
وأبدى شميت ثقته بأنه "في حال عرفت هذه الصناعة كيف تبقى فعالة مع منتجاتها، ستبقى قريبة من قلب زبائنها".
كما بدا شميت فخورا بـ"القيمة المضافة" التي قدمتها "مون بلان" من خلال السوار المتصل المزود بشاشة صغيرة فريدة مرتبطة بهاتف وقادرة على تقديم معلومات عن جدول المواعيد وقائمة الاتصالات والرسائل الالكترونية الواردة اضافة الى اختيار موسيقى. ويمكن تشغيل هذه القطعة الجديدة لخمسة ايام متواصلة قبل شحنها.
وهذه الساعة ذات الشكل الرياضي مع سوارها الالكتروني سيباع خلال الصيف بسعر اولي يبلغ 2690 يورو.
وأكد تيم سايلر مسؤول التسويق في شركة "اودمارس بيغيه" ان "هذا الوضع يدفع الجميع الى محاولة التكيف، اننا ندرس حلولا عدة لكننا لن نغير استراتيجيتنا".
ولفت الى ضرورة "ايجاد توازن بين الاسعار والهوامش والأكلاف"، محذرا من الاعتقاد السائد بأن قطاع السلع الفاخرة اقل تأثرا بهذا الوضع من قطاعات اخرى. وقال "هذا ليس تعديلا طفيفا، بل انه تغيير ضخم للغاية".
وبالنسبة للشراة الصدمة كبيرة. ومن بين هؤلاء، قال ريناتو سكولزا وهو شار ايطالي لوكالة فرانس برس "اننا ننتظر لرؤية ما ستقوم به الماركات (...) آمل انها لن ترفع اسعارها كثيرا. سمعت عن زيادة للاسعار بين 5 و7 %".
اما بالنسبة لديمتري سابيروف وهو روسي من هواة جمع الساعات، فإن معرض جنيف "ليس الموقع المناسب للتحدث عن الساعات". وقال "انا اجمع ساعات جميلة جدا ولدي اهتمام ازاء هذه الصناعة، اريد ان اتلقى المعلومات في الوقت المناسب. لذا احب ان ازور هذا المكان".
وفي معرض جنيف لهذا العام، لم يعد التركيز على الساعات الاغلى ثمنا كما كان الحال قبل عامين او ثلاثة، بل إن كل ماركة تسعى الى ابراز جودة منتجاتها والحرفية العالية لمصنعيها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر