واشنطن ـ رولا عيسى
يجمع موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نحو خُمس سكان العالم، أي 1.3 مليار مستخدم على الأقل شهريًا، يوصل الموقع نحو 20% من المواقع الإخبارية، وفقا للأرقام الصادرة عن شركة التحليلات "سيمبل ريسيرش"، كما أنه المصدر الأسرع للأخبار من خلال الهاتف النقال، والنسبة آخذة في الارتفاع.يحصل نحو 30% من البالغين في الولايات المتحدة على الأخبار من "فيسبوك"، وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، كما أن ارتفاع أو انخفاض النسبة يعتمد على أداء التحديثات الخاصة بالأخبار الجديدة في الموقع.
خدمات المواقع الأخرى مثل "تويتر" و"جوجل نيوز" لها أيضا تأثير كبير، ولكن "فيسبوك" في المقدمة، حيث أحدث تغيرًا جوهريًا في كيفية تعامل الناس مع الصحافة، وأصبح معظم القراء لا يحتاجون إلى النسخ المطبوعة من المجلات والجرائد، فالبديل أصبح مواقع الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، حيث يقوم المستخدمون بالبحث مباشرة عن الأخبار التي يرغبون في قراءتها.
وأوضحت أحد كبار محرري الأخبار الرقمية في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، كوري هايك، أن "التحول يمثل تفككًا كبيرًا في مجال الصحافة، مثلما حدث مع صناعة الموسيقى من خلال بيع الأغاني عبر الإنترنت، فالقراء الآن يفضلون قراءة أجزاء من الأخبار بدلا من قراءة الطبعة الكاملة من الصحف والمجلات".تثير التحولات التساؤلات حول قدرة أجهزة الكمبيوتر على حفظ الأخبار، وهو الدور التقليدي للمحررين، كما أن لديها آثار أوسع نطاقًا للطريقة التي يستهلك بها الناس للمعلومات، وبالتالي رؤيتهم للعالم.
فريق مهندس "فيسبوك"، غريغ مارا (26 عامًا) هو المسؤول عن الرمز الذي يوصل آخر الأخبار والتحديثات والفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي يراها المستخدمون، فقد تحول السيد مارا إلى أسرع الأشخاص نفوذا في مجال الأخبار.وفي مقابلة مترامية الأطراف في مقر موقع "فيسبوك"، أكد السيد "مارا" أنه لا يعتقد أن الموقع له تأثير كبير على عالم الصحافة، مضيفًا نحن نحاول أن نرى أنفسنا بوضوح وليس المحررين، نحن لا نريد حكم تحريري على المحتوى، أنت من تصنع أصدقائك وتتصل بالصفحات التي تريد الاتصال بها، أنت أفضل صانع للقرار والخاص بالأشياء التي تهتم بها.
يعمل السيد "مارا" وفريقه مرة كل أسبوع لمحاولة ضبط الرمز المعقد الخاص بالأخبار نحو 16 مرة، والذي يقرر ماذا يظهر للمستخدم حين الدخول لأول مرة على "فيسبوك"، فالرمز يستند على الآلاف والآلاف من المقاييس، بما في ذلك ما هو جهاز المستخدم، وعدد التعليقات وغيرها، حسبما ذكر السيد "مارا".الهدف هو تحديد ما يتمتع به المستخدمين والنتائج تختلف في أنحاء العالم، ففي الهند يهتم المستخدمون بعلم التنجيم وبوليوود والكريكت والألوهية.
يحاول المديرين التنفيذيين في "فيسبوك" صياغة علاقة الشركة مع الناشرين في عملية تبادل المنفعة، حيث تشجيع الناشرين بوضع محتوياتهم على الموقع في مقابل زيادة عدد الزيارات لموقعهم، وقد اجتمع مسؤولو صحيفة "نيويورك تايمز" معهم لمناقشة كيفية زيادة حركة المرور لموقع الصحيفة، وفي المقابل زيادة أسعار الإعلانات.
وأضاف مسؤولي "فيسبوك" أن المستخدمين يقضون المزيد من الوقت على الموقع، على الأرجح للتبادل القوي لوجهات النظر المختلفة والأفكار المشتركة على الإنترنت، ويخشى آخرون من أن المستخدمين قد يخلقون دوائر خاصة بهم يخرجون من خلالها أولئك الذين يختلفون معهم في الرأي.
وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مصدرًا للأخبار مثل موقع "أمازون" لنشر الكتب، والذي يوفر الوصول إلى مئات الملايين من المستهلكين.وأكد رئيس تحير موقع "بزنيوز الإخباري"، بن سيمث، أن دوره في الكتابة وإيصال التقارير أصبح بسيطًا لا يحتاج إلى حشو، كما أن منظمات الأخبار لا تزال تنشر النسخ المطبوعة بغرض الثقوب المادية على الورق، فمن الممكن نشر قصص غير ضرورية أو ليست في وقتها المناسب ولكن الهدف من ذلك هو ملئ الفراغ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر