واشنطن ـ رولا عيسى
أقبلت ميكروسوفت على أكبر مقامرة في تاريخها بإطلاقها إصدارًا جديدًا من نظام التشغيل ويندوز. ففي إطار محاولة من الشركة العملاقة للبرمجيات، لاستعادة مكانتها السابقة والوقوف بندية في السوق إلى جانب آبل وغوغل، أطلقت ميكروسوفت إصدارًا جديدًا من نظام التشغيل ويندوز هو "ويندوز 8 المعدلة" المعدة للاستخدام على الأجهزة اللوحية. وعن النظام الجديد يقول المدير التنفيذي للشركة، ستيف بالمر، إن "ويندوز 8 الجديدة ستغير مفهوم الكمبيوتر الشخصي، لأنها ببساطة نسخة سحرية من ويندوز على حد وصفه". وأضاف أن "الشركة دخلت عهدًا جديدًا من التقنية بتطويرها لهذا الإصدار من ويندوز يلبي جميع احتياجات المستخدم، ويجعل من استخدام الكمبيوتر متعة كبيرة لبساطته وسهولته، كما تجعل ويندوز 8 لدى المستخدم أكثر من جهاز كمبيوتر في جهاز واحد فقط من خلال ما تقدمه من تصميمات جديدة مختلفة، تجعلها صالحة لتشغيل جميع الأجهزة، والأجهزة اللوحية المتوافرة في الأسواق". ومن المتوقع أن تبدأ ميكروسوفت مغامرات أخرى جديدة بتقديمها نظام التشغيل جيكيل وهايد. وتعتبر ويندوز 8 نقلة كبيرة في عالم إصدارات الويندوز السابقة، تمكن الشركة من مواكبة نظم التشغيل الأحدث التي تعمل بها الأجهزة اللوحية، لاسيما الـ iPad من آبل. والنتيجة النهائية هي تقديم ميكروسوفت لخلطة سرية جديدة تجمع بين نظام تشغيل حديث ومتطور، يرقى إلى درجة أحدث النظم الحديثة المثبتة على الأجهزة اللوحية وشركة عملاقة قديمة، وهي الخلطة التي يترقب الجميع نجاحها المستقبلي أو إخفاقها في نيل رضا المستخدمين. كما أن هناك مجموعة جريئة من التصميمات التي على الرغم من تقدمها وتطورها، تعتبر مجازفة من ميكروسوفت، إذ من الممكن أن تنفر مستخدمي ويندوز الحاليين الذين تعودوا نظم التشغيل السابقة، لما تنطوي عليه ويندوز 8 من اختلاف تامً عن غيرها من إصدارات ويندوز السابقة. أما من وجهة نظر ميكروسوفت، "لا تعتبر هذه مجازفة على الإطلاق، إذ لم يعد هناك من في إمكانه السيطرة على عالم الكمبيوتر". وأكد خبراء أن "ويندوز 8 ستكون عاملًا مؤثرًا في الحكم على ستيف بالمر، المدير التنفيذي لميكروسوفت، فإذا نجح الإصدار الجديد، من المتوقع أن يلقى المدير التنفيذي إطراءً من الجميع، بينما قد يؤدي فشل الإصدار إلى تعالي الأصوات المطالبة بتغيير المدير الحالي". وبالعودة إلى الإصدار الجديد من ويندوز، يتبين أن هناك الكثير من الخصائص التي لم تكن موجودة من قبل في نظم التشغيل السابقة، إذ وضعت ميكروسوفت على رأس أولوياتها أثناء تطوير ويندوز 8 استخدام شاشات اللمس، إذ كانت الشركة على مدار 17 عامًا، هي المحرك الأول الذي وصل بتكنولوجيا الاتصالات إلى مزيد من التقدم من خلال ما قدمته من برمجيات. ويرى بالمر أن "تطوير النظام الجديد، جاء ليثبت قدرة الشركة على مواكبة التطور في أجهزة الكمبيوتر، وأنها ستمكن المستخدمين من استعمال نظام التشغيل ويندوز على جميع الوسائط من أجهزة كمبيوتر وأجهزة لوحية وهواتف ذكية". ومع جرأة التحرك الذي أقدمت عليه ميكروسوفت، لا يترك الإصدار الجديد مجالًا للخطأ أمام بالمر، إذ استغنت عنه آبل وغوغل في غضون 13 عامًا، بينما لا يعكس أداؤه تقدمًا ملحوظًا في ميكروسوفت، إذ هبطت أسهم الشركة في البورصة الأميركية بواقع النصف، لتفقد 200 مليار دولار من قيمتها. وعلى الرغم من ذلك، لكن لم تظهر الشركة أي من علامات الاستياء تجاه أداء مديرها التنفيذي". ومع الأداء المالي السيىء في عالم أسواق المال، نجح بالمر في مضاعفة عائدات ميكروسوفت أربع مرات، لتصل إلى 74 مليون دولار، كما أسهم في تطوير منصة ألعاب إكس بوكس التي أهلت الشركة لتقديم خدماتها للمجموعات التلفزيونية، وهي الأمور التي جعلت الشركة تتمسك ببالمر حتى الآن، خلفًا لصديقه المقرب بيل جيتس، مؤسس ميكروسوفت، الذي يمتلك أعلى نسبة من أسهم الشركة تصل إلى 5.5%.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر