واشنطن - عادل سلامة
بعد عام من البحث المستمر والتجول على سطح المريخ، فشلت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في العثور على أي دليل على أن غلاف الكوكب الأحمر يدعم الحياة، ولم يكشف الروبوت Curiosity rover خلال المسح الذي يقوم به حاليًا على الكوكب عن أي آثار لغاز الميثان، وهو الغاز الذي يتم إنتاجه من قِبل الكائنات الحية. وقال العلماء، الإثنين، إن "عدم العثور عليه يعني أنه من غير المرجح
أن تكون الميكروبات قادرة على إنتاج الغاز الموجود تحت سطح الكوكب"، مشيرين إلى أنه "على كوكب الأرض، تكون معظم الغازات عبارة عن إنتاج ثانوي من الحياة، وتنبعث عند هضم أو تحلل الحيوانات أو النباتات" .
وقال عالم من مركز "غودارد"، التابع لناسا، بول ما في، "إذا كان هناك حياة ميكروبية على سطح المريخ في مكان ما، يجب أن تشاهد بعض الدلائل على ذلك في الغلاف الجوي".
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية الدراسات الكوكبية، بيل ناي "لا يمكن الجزم بذلك لمجرد أن الروبوت لم يكشف عن وجود غاز الميثان بالقرب من موقع هبوطه؛ لأن ذلك لا يعني أن الغاز ليس موجودًا في أي مكان آخر على هذا الكوكب" .
وخلال رحلة الروبوت الأولى، والتي امتدت لثمانية أشهر على هذا الكوكب الأحمر، كان يقوم بالبحث في مكونات الهواء، خلال النهار والليل لاسيما خلال تغير المواسم من الربيع إلى الصيف, وفي كل مرة لا يجد شيئًا؛ لذلك كانت النتيجة مخيبة للآمال في نواح كثيرة؛ لأن مطاردة الغاز مستمرة، ولايزال بعيد المنال، ويرتبط الميثان بالكائنات الحية، ويمكن أيضًا أن يصنع من قِبل العمليات غير البيولوجية .
والمريخ اليوم مكان جاف للغاية، ويتم قصفه باستمرار بالإشعاع، منذ مليارات السنين، وكان للكوكب غلاف جوي سميك بالإضافة إلى بعض البحيرات، ويتفق العلماء عمومًا أن لا شيء يمكن أن يوجد على سطح المريخ في الوقت الحاضر؛ نظرًا إلى أنه أصبح سامًا جدًّا، وإذا كان هناك كائنات حية على كوكب المريخ، يرى العلماء أنها من المرجح أن تكون تحت الأرض .
وقبل سنوات عدة، أصبح العلماء متحمسون بشأن احتمال وجود غاز الميثان، والذي يتم إنتاجه من الميكروبات، بعدما لاحظ مايكل ماما، من مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لناسا، وجود غطاء غامض من غاز الميثان من ثلاث مناطق في المريخ، وقال ماما، الذي لم يكن له دور في أحدث دراسة ، إنه "وقف إلى جانب ملاحظاته".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصلت الروبوت لأول استراحة في رحلته الطويلة نحو جبل شارب، وهو ارتفاع من غيل كريتر بالقرب من خط الاستواء، وسيقدم الروبوت قراءات شهرية عن الغلاف الجوي للمريخ خلال رحلته والتي من المتوقع أن تستمر قرابة العام.
وقد سبق وجد أدلة على وجود بيئة قديمة كان يمكن أن تكون مناسبة لحياة مجهرية، في حين أن أحدث الحقائق تقلل الأمل في وجود حياة في الوقت الحاضر، والعلماء ما زالوا يأملون في الكشف عن علامات تدل على وجود حياة قديمة من خلال البحث عن المركبات العضوية عند قاعدة جبل شارب .
ويقوم الروبوت، والذي يبلغ حجم السيارة، منذ هبوطه في غيل كريتر العام الماضي، كل صباح ومساء بالتحقق من الأشياء الموجودة حوله، وتحليل الهواء الموجود على سطح المريخ، ومسحه من خلال جهاز ليزر صغيرة، بحثًا عن الغاز المسبب للاحتباس الحراري.
وعقدت ناسا آمالًا كبيرة، على احتمال أن يجد الروبوت غاز الميثان، وذلك بعدما قامت المركبات الفضائية والتلسكوبات القائمة على الأرض بالكشف عن أعمدة من الغاز منذ سنوات عدة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر