طوكيو ـ علي صيام
طوكيو ـ علي صيام
قامت اليابان حديثًا بالاختبارات الأولى لقطار جديد تصل سرعته 500 كيلومترًا في الساعة، ومن المنتظر أن يدخل هذا القطار مجال الخدمة التجارية في العام 2027، ويعتمد هذا الجيل الجديد من القطارات الذي يحمل اسم سلسلة قطارات (L0) على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطفو المغناطيسي، حيث يستطيع القطار
أن ينطلق بسرعة هائلة فوق مساره من دون الحاجة إلى عجلات القطارات التقليدية.
وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن مقاطعة ياماناشي شهدت أول اختبار لأول خمس عربات من القطار الجديد، حيث ظهرت مقدمة القطار في شكل أيروديناميكي مميز أشبه بالأنف.
وتتحرك عربات القطار من خلال قوى مغناطيسية، وقد تم سحبها إلى خط السكة الحديد عن طريق الاستعانة بعربة صيانة خاصة، تمهيدًا لإجراء تجارب واسعة النطاق عليها اعتبارًا من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقام بتصميم القطار الجديد شركة سكك حديد اليابان المركزية المعروفة اختصارا باسم "جيه آر توكاي"، وسوف يربط هذا القطار وسط العاصمة اليابانية طوكيو بمحطة ناغويا، بهدف اختصار الوقت الذي يقطعه القطار بين المدينتين إلى النصف تقريبًا، حيث يقطع القطار المسافة بينهما في 40 دقيقة بدلاً من 90 دقيقة.
وسوف يتكون القطار في شكلة النهائي من 16 عربة تتسع لحمل ألف راكب، كما تقوم السلطات حاليًا بالتخطيط إلى مد خط هذا القطار إلى مدينة أوساكا مع حلول العام 2045.
وتهدف السلطات اليابانية في نهاية المطاف إلى إنشاء شبكة قطارات شديدة السرعة تعم أنحاء اليابان كافة، وتستخدم ما يسمى بتكنولوجيا الطفو المغناطيسي.
وكانت اليابان في العام 1964 في طليعة البلدان التي تستعين بتكنولوجيا متطورة في وسائل النقل، وذلك بعد إعلانها أول قطار فائق السرعة والمعروف باسم "شينكانسين"، وذلك ليتزامن مع افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو آنذاك.
وذاعت شهرة اليابان منذ ذلك الحين كأكثر بلد في العالم لديها شبكة سكك حديد غاية في التقدم والتطور، حيث تقوم قطارات فائقة السرعة بقطع مسافات تزيد على 2250 كيلومترًا بسرعة تصل إلى 320 كيلومترًا في الساعة.
ويسعى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في الوقت الراهن إلى زيادة مبيعات أنظمة السكك الحديد وتكنولوجيا محطات الطاقة إلى الدول الاقتصادية الصاعدة مثل الهند، والتي من المتوقع أن تستخدم تكنولوجيا القطار الفائق السرعة الياباني في خط سكة حديد جديد يربط بين بومباي وأحمدأباد.
وتقوم اليابان، الأربعاء، وبعد مرور ما يقرب من 60 عامًا على إطلاق أول قطار فائق السرعة، باستثمارات ضخمة في تكنولوجيا الطفو المغناطيسي لهدف الحفاظ على تفوقها العالمي في مجال هندسة السكك الحديد.
وتعتبر الصين بمثابة منافس قوي لليابان في هذا المجال، حيث يستطيع قطار شنغهاي الذي يعتمد على تكنولوجيا الطفو المغناطيسي الانطلاق بسرعة 430 كيلومترًا في الساعة، وذلك على الرغم من أن متوسط سرعته تبلغ 245 كيلومترًا فقط بسبب الامتداد المحدود لخط السكة الحديد هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر