لندن -المغرب اليوم
استلهم العلماء من الحرباء، روبوتاً متحركاً، يمكنه السير على خلفية وتغيير لونه في الوقت الحقيقي ليتطابق معها، تماماً مثلما تفعل الحرباء، وهو ما قد يفسح المجال أمام أشكال جديدة من التخفي والتمويه، وتطبيقات أخرى في صناعات عدة. حيث أنجز فريق بحثي في جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية صنع الجلد الذي يغطي ظهر الحرباء الاصطناعية، بما يشبه جلد الحيوان.
ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي نشرت مقطع فيديو عن الروبوت، فإنه بطول 38 سنتمتراً وعرض 15 سنتمتراً، فيما يصل وزنه إلى 0.9 كيلوغرام.
ويظهر الروبوت في الفيديو وهو يسير عبر خلفية تضم خطوطاً بألوان وزخارف مختلفة، وما أن يعبر الروبوت على خلفية من ألوان البرتقالي والأخضر والأزرق، حتى يتغير لونه تدريجياً ليتطابق مع اللون في الخلفية.
وتتضمن التطبيقات المختلفة للتقنية عدا التخفّي والتمويه، إنشاء شاشات مرنة يمكن ارتداؤها، مع إمكانية استخدامها في صناعة السيارات أو المباني التي يمكن أن تغير لونها حسب رغبة المستخدم.
وقد قال مؤلف الورقة، سونغ هوان كو، في جامعة سيئول إن الشكل النهائي لهذا التطبيق سيكون عباءة غير مرئية، عن طريق الامتزاج بالكامل مع الخلفية، مضيفاً إن هذا «سيكون بمثابة روبوت استكشافي ذكي خفي».
لكن تحقيق هذه القدرات من الناحية التكنولوجية كان يعتبر إنجازاً صعباً، حيث يجب أن تكون أجهزة التمويه الاصطناعية قادرة على عرض مجموعة واسعة من الألوان الممكنة التي يمكن تغييرها بناءً على الطلب، وتعكس تفاصيل الخلفية الدقيقة.
وقد حقق كو وزملاؤه هذا، وفقاً لـ «ديلي ميل»، عن طريق استخدام استراتيجية جديدة، تجمع بين طبقات الكريستال السائل الحرارية (حيث يتغير اللون بدافع من درجة الحرارة) وبين شبكات تسخين أسلاك نانوية فضية مكدسة رأسياً. وترصد مستشعرات اللون وأنظمة التغذية المرتدة في الروبوت لون الخلفية، ثم تقوم بتحويل لون الجلد من أجل المطابقة.
وعن التطبيقات الممكنة، قال كو: «قد تتخيل قطعة قماش تغير لونها وأنماطها حسب الذوق أو البيئة»، كذلك تتضمن التطبيقات نشطة للخلفية لأغراض تجميلية في السيارات أو الملابس أو المباني، كما يمكن استخدام تقنية الحرباء هذه في شاشات العرض المرنة والقابلة للارتداء في المستقبل.
ومع استكمال دراستهم الأولية التي تم نشرها في مجلة «نايتشور كومينيكايشن»، يأمل الفريق البحثي في أن يتمكن من تصغير حجم التصميم، ومنح الروبوت القدرة على عكس نسيج أسطح الخلفية بدقة أكبر، وهو إنجاز يقولون إنهم قادرون على تحقيقه من خلال التقدم في علوم معالجة الإشارات وتلك القائمة على البيانات
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر