التكنولوجيا الرقمية تساعد النساء في مواجهة الاعتداءات والتحرش في جميع انحاء العالم
آخر تحديث GMT 21:16:49
المغرب اليوم -

التكنولوجيا الرقمية تساعد النساء في مواجهة الاعتداءات والتحرش في جميع انحاء العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التكنولوجيا الرقمية تساعد النساء في مواجهة الاعتداءات والتحرش في جميع انحاء العالم

التحرش الجنسي
لندن - المغرب اليوم

من مصر إلى اسكتلندا إلى البرازيل والهند، ودول ومدن أخرى في العالم، هناك مبادرات، وجهود حثيثة للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في جعل المدن أكثر أمانا للنساء عن طريق إنشاء ما يعرف بـ"خرائط التحرش"، التي تسمح بمشاركة النساء تجاربهن عند التعرض لأي اعتداء، وتحديد الأماكن الأكثر خطرا في شوارع المدن التي يعشن فيها. وفي اسكتلندا، تقوم نساء في مدينة غلاسكو بجمع بيانات حول تجاربهن مع التعرض للعنف والتحرش في الشوارع. وتوضع البيانات في تطبيق خاص يكون بمثابة خريطة على الإنترنت تزود النساء بتقارير عن التحرش، بما في ذلك التعرض للمطاردة، والترهيب، أو الاعتداء الجنسي.

وتكتب إحدى المستخدمات "كان خلفي بحوالي ثلاث أو أربع خطوات، وحاول أن يدخل من باب منزلي بينما كنت أسحب مفتاحي من القفل، لكن عندما سألته عما يفعله؟ وقلت إن صديقي موجود في الداخل، فهرب". تقود المشروع شبكة الأمان المجتمعية "وايز وومن"، وهو يهدف إلى تحديد النقاط الساخنة، التي يجري فيها أكثر حوادث التحرش.

وتأمل دون فايف، التي تعمل في مجال التنمية الاستراتيجية في "وايز وومن"، بأن يتمكن المشروع من التأثير على صناع القرار والمسؤولين عن التخطيط الحضري في المدينة لكي تصبح غلاسكو أكثر أمانا بالنسبة للنساء. وتقول دون "نحن نعلم أن حوادث التحرش والاعتداء على النساء تحصل في الأماكن العامة".وتضيف "يمكننا استخدام هذا لتقديم مساهمة قيمة للنهج الاستراتيجي الهادف إلى مكافحة العنف ضد المرأة، والتأثير على أي تغييرات يخطط لها في المستقبل".

ويتم جمع البيانات في غلاسكو على مدى ثلاثة أشهر، تستمر حتى الأول من مارس/ آذار، على أن تتم مشاركة النتائج الأولية في اليوم العالمي للمرأة في الثامن من الشهر نفسه. وتأمل النساء اللواتي يقفن وراء المشروع بأن يتم تمديد مدته، وحتى نشره على الصعيد الوطني بحيث يغطي كافة أرجاء المملكة المتحدة في المستقبل.

ليست هذه المرة الأولى، التي تلجأ فيها نساء إلى رسم خرائط بشكل جماعي بالاعتماد على مساهمات المستخدمات، لتحديد أماكن التحرش في الشوارع ومحاربته. ففي مصر، ابتكرت مجموعة من المتطوعات عام 2010 خريطة التحرش "امسك متحرش" التي تسمح للنساء بالإبلاغ عن حوادث الإساءة والتحرش في الأماكن العامة، من دون الكشف عن أسمائهن.

وأظهر مسح أجراه "المركز المصري لحقوق المرأة" في ذلك الوقت أن 83 في المئة من النساء المصريات و98 في المئة من الأجنبيات، تعرضن لشكل من أشكال التحرش في الأماكن العامة. وتقول ربيكا تشياو، إحدى مؤسسات خريطة التحرش المصرية "قبل أن نبدأ، لم يكن هناك أي شخص يقوم بالربط ما بين العمل الرقمي والعمل المجتمعي التقليدي في هذه المنطقة".وتضيف "أعتقد أننا كنا أول من فعل ذلك".

ويمكن عبر هذه الخريطة التبليغ عن حوادث التحرش الجنسي، وكذلك عن أي تدخل يحصل لإيقافها، أو أي دعم يقدم عند التعرض للتحرش. والتبليغ ممكن سواء مباشرة عند حدوث الواقعة، أو في أي وقت مناسب بعدها، وذلك عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر.أطلقت هذه المنصة عام 2011 قبيل انطلاقة الربيع العربي مباشرة، والذي تزامن مع زيادة هائلة في المشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء مصر. الأمر الذي تقول ربيكا إنه ساهم في نجاح المنصة وانتشارها.

وتتذكر تلك الفترة قائلة "مجرد رؤية ردود فعل الناس، وهم يقرأون التقارير (عن التحرش) مجهولة المصادر كان مذهلا".وتضيف "كانت بعض التقارير محملة بالمشاعر، أو تصور الواقعة بدقة. لطالما شعرت النساء في مصر بارتباك وعدم ارتياح تجاه التحدث بصراحة عما يتعرضن له. ربما تحدثن إلى الأصدقاء، ولكن بالتأكيد ليس إلى العائلة ولا بشكل علني".

وكتبت إحدى المستخدمات في إبلاغها على خريطة التحرش "كنت أسير بمفردي، وكان هناك عامل ظل يناديني بصوت مرتفع، ويحدق بي، ويحاول لفت انتباهي. وكان زملاؤه يقهقهون ويحدقون بي أيضا".في حين كتبت أخرى عن تعرضها للترهيب، وعرض مشهد غير لائق أمامها.وهي تقول "كنت أسير في طريقي إلى المنزل ليلا. وتوقف سائق تاكسي أمامي، ونزل من السيارة، وأنزل سحاب بنطاله، وبدأ يداعب نفسه. أدرت وجهي، وتظاهرت بأنني أدخل أحد المباني، فعاد إلى سيارته وهو يقودها متمهلا ليرى إن كنت فعلا قد دخلت المبنى".  لكن اليوم، لم تعد خريطة التحرش المصرية تجمع تقارير مجهولة المصدر، لأن القوانين المتعلقة بجمع البيانات في مصر، قد تغيرت.

لكن الذراع الدولي لهذه المنصة وسع نطاق عمله، وهو يقدم المشورة والدعم للنساء في بقاع أخرى من العالم، وقد ساعد في تشغيل منصات لمكافحة التحرش في دول أخرى، تسمح للنساء بتشارك الخبرات لتأسيس بيئة رافضة للتحرش والمضايقات في الأماكن العامة والخاصة، وعدم التسامح مع ذلك مطلقا.وتقول ربيكا إن إحدى قصص النجاح التي ساعدت خريطة التحرش في تقديم المشورة لها هي مبادرة "سيف سيتي"، التي بدأت في الهند، وتوسعت لاحقا إلى عدة دول أخرى، من بينها نيبال وكينيا ونيجيريا.

تأسست منصة "سيتي سيف" من قبل إلزا مار ديسيلفا وأصدقائها في ديسمبر/ كانون الأول عام 2012، كرد فعل على الاغتصاب الجماعي المتوحش للطالبة جيوتي سينغ داخل حافلة عامة في دلهي، والذي أدى إلى وفاتها.وتوضح إلزا قائلة "أردنا أن نفعل شيئا على الفور. إنها مشكلة عالمية وهناك نقص في الإبلاغ عنها في كل مكان". وتضيف أن "وسائل مثل سيتي سيف هي طريقة رائعة للإبلاغ عن قصتك من دون كشف اسمك، ونعتقد أن توثيق هذه الحوادث هو الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة".

وتجمع الخريطة كافة أشكال حالات المضايقة، بما في ذلك التقاط الصور من دون الحصول على إذن، والتحرش، والاستعراض الخادش للأعضاء التناسلية، وكذلك الاستمناء العلني. وتقول إلزا "تدرك النساء بشكل غريزي أنهن تعرضن لأمر مسيء، لكنهن لا يعرفن دائما أنهن يملكن الحق في الإبلاغ عنه".وتضيف "تقوم سيف سيتي ببناء مجتمع من الدعم وتشارك الخبرات. إنه توثيق علاجي ويساعد على تأسيس القدرة على الوعي بالموقف". وتشير إلزا إلى أن البيانات المجموعة، تم إيصالها إلى السلطات المعنية، وكان رد الفعل إيجابيا في العمل على تعزيز سلامة النساء في المناطق الساخنة من خلال اتخاذ تدابير جديدة، مثل إرسال المزيد من دوريات الشرطة ووضع كاميرات مراقبة."أصبحت النساء والفتيات يشعرن بمزيد من الثقة في الإبلاغ، ودق ناقوس الخطر، كما يتأخرن في العودة إلى المنازل، ويمكنهن الاستفادة من الوقت بشكل أفضل. العالم لا يتوقف عند الساعة 7 مساء"، كما تقول إلزا.

قد يهمك ايضاً

مايكروسوفت توظف محامين خارجيين لمراجعة سياساتها الخاصة بالتحرش

التحرش الجنسي يستنفر جامعة مولاي إسماعيل في مكناس

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكنولوجيا الرقمية تساعد النساء في مواجهة الاعتداءات والتحرش في جميع انحاء العالم التكنولوجيا الرقمية تساعد النساء في مواجهة الاعتداءات والتحرش في جميع انحاء العالم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib