واشنطن ـ عادل سلامة
يظن البعض أن الطائرات المسيرة على الشاطئ تسبب الإزعاج، فانتظر حتى ترى ما سيحدث عندما تنخفض أسعارها عن سعر هاتف الآيفون، وسواءً أعجبك الأمر أم لا - فإن الطائرات المسيرة ذات التحكم عن بعد - قد تكون على أبواب الانتشار واسع النطاق مع انخفاض أسعارها في الأسواق. وتفرج شركة "دي جي آي"، وهي أكبر الشركات المصنعة للطائرات المسيرة في العالم وتتخذ من مدينة شنتتن الصينية مقرًا لها، عن "سبارك Spark"، أولى الطائرات المسيرة بسعر 499 دولارًا. وهذا السعر يقترب من نصف سعر الطائرات المسيرة العادية في الأسواق، أو ثلاثة أرباع سعر هاتف الآيفون، والذي يبدأ سعره من 650 دولارًا.
واختبرت الطائرة "سبارك" على مدى أيام خلال هذا الأسبوع ووجدت فيها قدرات مبهرة بالنسبة لطائرة مسيرة منخفضة التكاليف، وعلى العكس من الطائرات المسيرة الأخرى باهظة الثمن، والتي تعمل بجهاز التحكم عن بعد، فإن الطائرة "سبارك" مصممة أساسًا للعمل مع تطبيق للهواتف الذكية، كما يمكنك تحريك الطائرة بالإشارات اليدوية وتجعلها تلتقط الصور الذاتية، ويمكنها تصوير مقاطع الفيديو عالية الدقة، ويبلغ وزنها نحو ربع رطل "114 غرامًا تقريبًا"، وهي صغيرة الحجم حتى يمكنك وضعها في حقيبة ظهرك، كما نجحت في جعل الطائرة "سبارك" تطير فعليًا بعد عدة محاولات، وهي أولى الطائرات المسيرة التي اختبرتها، وهذه شهادة على سهولة استخدامها والتحكم فيها، ومما لا يثير الدهشة، أن هذه الطائرة ليست مثالية، فمن الصعوبة التعامل مع التطبيق الهاتفي المرفق من دون قراءة دليل التعليمات أولًا. ويستمر عمر البطارية لمدة 15 دقيقة فقط، كما أن هناك بعض المشكلات في برنامج التشغيل والذي قد يسبب طيران الطائرة بشكل غير منتظم، ومع ذلك فلن أتردد في التوصية بهذه الطائرة للأشخاص المهتمين بشراء الطائرات المسيرة على سبيل التجربة في التقاط الصور الجوية أو للاستمتاع بتجربة الطيران عبر هذه الآلة. ومع اعتبارات الوزن الخفيف والحجم الصغير لهذه الطائرة، فإن الطائرة "سبارك" ستصلح لأن تكون هدية جميلة خلال موسم العطلات الحالي.
وفيما يلي ما تحتاجون إلى معرفته بشأن ما ستحصلون عليه من هذه الطائرة منخفضة السعر:
- سهولة الإعداد وصعوبة الإطلاق "هناك بعض المكونات الأساسية في الطائرة سبارك: المراوح الدافعة، والمحركات، والكاميرا، والبطارية، ولإعداد الطائرة "أدخل البطارية في مكانها أسفل الطائرة، ثم قم بتثبيت تطبيق الهاتف الذكي، وامسح الرمز الشريطي على العبوة لتسجيل الطائرة، ثم قم بتشغيلها واتصالها بشبكة "واي فاي"، ومن هنا، يمكن استخدام التطبيق في تغيير الإعدادات على الطائرة وتجعلها تقلع وتطير، وفي داخل تطبيق الشركة للتحكم في الطائرة، هناك أذرع التحكم الافتراضية لكي تجعل الطائرة تدور أو تتحرك لأعلى، أو لأسفل، أو للأمام، أو إلى الخلف. وفي البداية، سيسبب لك التطبيق بعض الارتباك عند الاستخدام. ولقد استغرق الأمر ثلاث مرات أو 90 دقيقة من وقت الطيران باستخدام بطاريتين، لكي أتمكن من التحليق بالطائرة، وأزرار التطبيق لا تخبرك بوظائفها ولا بكيفية استخدامها.
وفي نهاية الأمر، توجب علي قراءة دليل التعليمات من 50 صفحة لمعرفة أفضل طريقة لتشغيل الطائرة، وهناك خيار تخطي استخدام التطبيق بالكلية عن طريق تشغيل "بالم كنترول"، وهو النمط الذي يتيح للطائرة الاستجابة لإشارات المستخدم اليدوية، ولتشغيل هذا النمط، قم ببسط راحة يدك أمام الكاميرا، وسوف تسجل الطائرة شكل اليد وتتابع حركاتها أثناء التحرك، ويمكنك بسط أصابع الإبهام والفهرسة لتشكيل إطار حول نفسك لكي تجعل الطائرة تلتقط الصور الذاتية لك تلقائيًا، لوح بيديك إلى الطائرة وستصعد وتطير إلى الوراء، وكانت الطائرة "سبارك" في نهاية المطاف غير متسقة مع الإشارات اليدوية، وفي بعض الأحيان تستجيب سريعًا، ولكن في أغلب الأحيان فشلت الطائرة في التعرف على الإشارات واستمرت في التحليق.
مزايا وعيوب
لدى الطائرة "سبارك" الكثير من المزايا التي تجعلها مناسبة تمامًا لأولئك الذين يجربون الطائرات المسيرة للمرة الأولى، والميزة الكبرى هي قائمة بالاختصارات المسماة "كويك شوت، أي اللقطة السريعة": وهي من تسلسلات الحركة التلقائية لتصوير مقاطع الفيديو الرائعة بواسطة الطائرة.
عليك اختيار جسم ما "مثل أحد الأشخاص أو الحيوانات" لتسجيله، ثم اختيار نمط "كويك شوت"، ثم النقر على زر لبدء التصوير، ومن بين أنماط "كويك شوت" نمط يسمى "سيركل - الدوران" والذي يجعل الطائرة تدور تلقائيًا حول الجسم المراد تصويره أثناء التسجيل، وأفضل أنماط "كويك شوت" عندي هو نمط يسمى "روكيت - الصاروخ"، والذي يجعل الطائرة ترتفع لعشرات الأمتار في الهواء أثناء مواصلة التصوير بالفيديو لي ولأصدقائي من أعلى، وكانت تجربة التصوير ممتعة عند مشاهدتها على تطبيق "انستغرام"
ومن أكثر عيوب الطائرة "سبارك" إزعاجًا حتى الآن هي العبوة الخاصة بها، فالعبوة تناسب الطائرة والبطاريتين وبعض شفرات المروحية الدافعة، ولكنها تفتقر إلى المساحة الكافية لوجود حماية لشفرات المراوح، وهي المصدات المهمة التي تساعد على منع المراوح من إصابة الناس بجروح أو عند الارتطام بالأجسام الأخرى، وقالت الشركة المصنعة إن ذلك يرجع إلى أن مصدات الشفرات هي من الملحقات الاختيارية التي تباع بشكل منفصل، والعبوة الأصلية المحكمة ليس فيها مكان لذلك، ولكن بالنسبة لي، كان هذا إغفال من جانب الشركة، لأن أي شركة ناشئة ستزود العبوة بمصدات الشفرات، وينبغي أن تكون جزءًا من العبوة بأكملها وتوجد داخلها.
وينقلنا هذا إلى أمر آخر مع الطائرة "سبارك"، فالسعر المعروض 499 دولارًا يحمل الكثير من التضليل عندما تضيف المزيد من الملحقات التي لا بد وأن تحتاجها لأجل الطائرة، وبعد شراء مصدات الشفرات بسعر "19 دولارًا"، ستحتاج إلى بطارية إضافية واحدة على الأقل بسعر "49 دولارًا" وجهاز شحن البطارية بسعر "69 دولارًا"، وفي النهاية، ستنفق ما يقرب من 640 دولارًا لكي تستمر جلسات الطيران بالطائرة الجديدة لمدة نصف ساعة فقط، مع اعتبار عمر البطارية البالغ 15 دقيقة فحسب.
ومع ذلك، فإن سعر 640 دولارًا لا يزال أرخص من هاتف الآيفون أو أحد أجهزة أندرويد المتطورة مثل هاتف غوغل بيكسل "الذي يبلغ سعره 650 دولارًا"، والذي يجعله من هدايا المحتملة بقوة لعشاق التكنولوجيا والتصوير. الطائرة المسيرة "سبارك" هي منتج قوي بتكلفة منخفضة، ويبدو أن الطائرات المسيرة ستغزو الأسواق والحدائق والشواطئ ومناطق الجذب السياحي في المستقبل القريب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر