رحلات شاقة يخوضها صائد النيازك في المغرب
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

رحلات شاقة يخوضها "صائد النيازك" في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحلات شاقة يخوضها

الغلاف الجوي
الرباط - المغرب اليوم

قد يثير خبر اختراق كرة نارية الغلاف الجوي وارتطامها بسطح الأرض على مقربة من قرية ما بجنوب المغرب هلعا لدى البعض، بيد أنه يمثل فرصة لا تعوض للمنقبين عن النيازك للحصول على قطعة نيزك نادرة قد تباع بسعر خيالي.وشهدت المناطق الصحراوية في المغرب سقوط نيازك كثيرة من الفضاء خلال السنوات الأخيرة، مما جعلها تحظى باهتمام كبير من قبل الباحثين والجامعات ووسائل الإعلام.

وتمثل هذه القطع كنوزا فريدة بالنسبة لـ"صائدي النيازك"، الذين يشدون رحالهم نحو الجنوب الشرقي للمملكة، محملين بمؤونتهم وبخيام وأدوات للتنقيب، في رحلة للبحث عن صيد ثمين جادت به السماء، قبل بيعه لأحد معاهد البحوث أو المتاحف العالمية مقابل مبالغ قد تصل إلى عشرات آلاف الدولارات.

ويعيش عدد من السكان المحليين في جنوب المملكة على تجارة النيازك، حيث تتباين أسعار الحجر النيزكي الوافد من الفضاء تبعا لمكوناته ونوعيته، ويتراوح عموما بين 500 وألف دولار للغرام الواحد.

صيد النيازك

وفي سنة 2008، انطلقت رحلة الشاب المغربي مولود بالشيخ في عالم النيازك، عندما كان يشتغل مرشدا مرافقا للبعثات الأجنبية الوافدة من أجل البحث عن شظايا نيازك متناثرة في مواقع جنوبي المملكة، بحكم معرفته الواسعة بتضاريس المنطقة.

وعلى مدى 3 سنوات، اكتسب بالشيخ خبرة واسعة، مكنته من الإلمام بالقيمة العلمية والمادية المهمة للنيازك، مما دفعه للتنقيب عنها وتكريس وقته لذلك، ليصبح بدوره "صائد نيازك".

ويتذكر بالشيخ في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أول صيد له في سنة 2011، حينما انتقل على وجه السرعة إلى مدينة طاطا بمجرد شيوع خبر سقوط نيزك "تيسينت"، الذي ذاع صيته عالميا، ليدشن تجربة فريدة من نوعها تحولت مع مرور السنين إلى شغف بهذا الميدان.

ويقول: "التنقيب عن النيازك يعد مغامرة محفوفة بمخاطر كثيرة، لعل أبرزها العوامل المناخية القاسية في المناطق الصحراوية، إلى جانب احتوائها على بعض الألغام".

ومع ذلك فإن شغف بالشيخ العارم باستكشاف عالم النيازك دفعه لرفع التحدي، ومواصلة هوايته المفضلة في جمع هبات السماء.

ويؤكد بالشيخ أن التنقيب عن النيازك "وفر له دخلا ماديا محترما، مكنه من تحسين وضعه الاجتماعي، مع تخصيص جزء منه لاقتناء معدات للتنقيب".

كما لا يخفي رغبته في تحقيق حلم ظل يراوده منذ سنوات، بإنشاء متحف للنيازك يستقبل زوار من مختلف أرجاء العالم، ومن أجل ذلك يحرص على عدم عرض جميع النيازك التي يحصل عليها للبيع، مؤكدا أنه يحتفظ بأكثر من 100 قطعة.

ويكشف الشاب المغربي، أن نيزك "بلاك بيوتي" الذي عثر عليه بمنطقة بئر أنزران (جنوب)، يعد القطعة الأغلى التي باعها منذ بدأ مشواره في التنقيب قبل أكثر من 14 عاما، حيث بلغ سعره حوالي 480 ألف درهم مغربي (أكثر من 48 ألف دولار).

ويقول بالشيخ، إن المغرب يصنف ضمن البلدان الأولى عالميا في عدد النيازك التي تم العثور عليها على الأرض، مشيرا إلى أن تضاريسه وصحراءه الشاسعة تسمح بالتنقيب عن النيازك، سواء المرئية التي عاين أشخاص اختراقها للمجال الجوي قبل سقوطها، أو تلك التي سقطت على الأرض في أزمنة بعيدة.

هدايا السماء

قصة بالشيخ والنيازك لا تنتهي عند التنقيب أو البيع، حيث قاده ولعه بالصخور القادمة من الفضاء إلى إنشاء جمعية أطلق عليها اسم "هدايا السماء للشهب والنيازك السمارة".

ويوضح أن من بين أهداف الجمعية، "المساهمة في تعميم ثقافة النيازك بين مختلف شرائح المجتمع، ونشر الوعي بأهميتها في مجال البحث العلمي".

كما تهدف الجمعية أيضا إلى "مساعدة صائدي النيازك على اكتساب خبرة تتيح لهم التمييز بين مختلف أنواع هذه القطع الصخرية الوافدة على الأرض، وإغناء درايتهم فيما يتعلق بأصناف وأنواع النيازك، ومنحها التقييم الذي تستحقه".

ويضيف المتحدث، أن الجمعية تعمل على عقد شراكات مع جمعيات أخرى من المغرب وخارجه، لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات والمعلومات وتنفيذ مشاريع وأنشطة مشتركة.

ويلفت إلى أن "تسويق الأحجار النيزكية يخضع لمقتضيات قانونية صارمة، ويسمح بتصديرها خارج أرض المغرب بترخيص من وزارة الطاقة والمعادن بعد معاينتها وتحديد قيمتها وصنفها، مما ساهم في الحد من تهريب النيازك إلى الخارج".

متحف لحفظ النيازك

ويلقب الجيولوجيون المغرب بـ"جنة النيازك"، وللحفاظ على هذا الموروث الجيولوجي تم بجامعة "ابن زهر" في مدينة أكادير جنوبي المملكة، تخصيص "متحف جامعي للنيازك"، الذي يعتبر أول متحف عربي وإفريقي للنيازك.

ويقول رئيس المتحف الجامعي للنيازك، عبد الرحمن إبهي،  إن "الهدف من إحداث هذا المتحف هو الحفاظ على الأحجار النيزكية التي اشتهر بها المغرب، والتي استقر المقام بجزء كبير منها في متاحف عالمية".

ويشير إبهي، إلى أن هذا المتحف "يسعى كذلك إلى الإسهام في تطوير البحث العلمي في هذا المجال بين أوساط طلبة جامعة ابن زهر والمهتمين بهذا المجال، وإلى استقبال الزوار الشغوفين بأسرار الفضاء".

ويلفت الخبير في النيازك، إلى أن المغرب "يتصدر قائمة الدول المصدرة للنيازك"، مؤكدا أن أكثر من نصف المقالات العلمية حول الأحجار النيزكية في العالم، اهتمت بالنيازك في المغرب، "مما يبرز مكانة المملكة المهمة في هذا المجال".

ويوضح أن "عدد الباحثين عن النيازك في المغرب تضاعف مقارنة بالأعوام السابقة وأصبح يقدر بالعشرات، مما ساهم في خلق مناصب شغل وتحسين دخل عدد من الأسر جنوبي المملكة.نيزك "تيسنيت" المريخي

في إحدى ليالي شهر يوليو 2011، عاين سكان قرية تيسينت بمدينة طاطا جنوبي المغرب، سقوط نيزك تبين فيما بعد أنه قادم من المريخ، وقدم معلومات ساهمت في فهم بعض أسرار الكوكب الأحمر.

ويقول إبهي، إن نيزك "تيسينت" الذي يعود مصدره إلى كوكب المريخ، "يعتبر من أهم وأغلى النيازك في العالم، وقد ساهم في تزويد علماء الفضاء بمعطيات ثمينة عن المريخ، الذي لم يستطع الإنسان الوصول إليه حتى اليوم، مما أكسب نيزك تيسنت قيمة علمية بالغة الأهمية، وكتبت عنه مئات المقالات العلمية عبر العالم".
 

كما يعتبر أن هذا النيزك الذي سقط في المغرب وحمل اسم قرية "تيسينت"، "ساهم في تعزيز مكانة المملكة في هذا المجال، حيث بدأ توافد الباحثين للتنقيب عن النيازك يتضاعف مباشرة بعد ذلك".

واستنادا إلى الأبحاث التي أنجزها رئيس "المتحف الجامعي للنيازك" بموقع سقوط نيزك "تيسينت"، فقد قدر إبهي وزنه بحوالي 17 كلغ، حيث لم يتبقى منه داخل المغرب سوى قطعة صغيرة فقط، بعد أن بيعت أجزاء من هذه الثروة النفيسة بأثمنة زهيدة لا تعادل قيمتها الحقيقية، فيما بلغت أسعارها خارج المغرب أرقاما خيالية.

ويرى إبهي أن الحفاظ على هذه الثروة الجيولوجية "يستوجب إنشاء متحف وطني يضم جميع النيازك التي تم العثور عليه في المغرب، وتسجيلها وتدوينها في مؤلفات خاصة".

كما دعا إلى "تشجيع البحث العلمي وإدماج علم الفلك والنيازك ضمن المناهج التعليمية والمقررات التعليمية لمختلف الأقسام".

قد يهمك أيضا

حجم ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي يصبح أكبر من أنتاركتيكا

 

معهد فيزيائي يقدم معطيات جديدة حول مرور "كرة نارية" في سماء المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلات شاقة يخوضها صائد النيازك في المغرب رحلات شاقة يخوضها صائد النيازك في المغرب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib