واشنطن ـ رولا عيسى
انتشرت مخاوف بشأن تهديد أجهزة الكمبيوتر لوجود البشرية، عندما ظهرت أخبار عن تطوير نظام الذكاء الصناعي لـ"فيسبوك" لغة خاصة به، والتي عجز الباحثون عن فهمها، ولكن حاول خبراء الذكاء الاصطناعي تهدئة تلك المخاوف التي انتشرت بأن أجهزة الروبوت أصبح لديها وعي وإدراك وأن ذلك أصبح نذير بقرب نهاية الوجود البشري.
واتفق الخبراء أن محتوى الرسائل التي دارت بين أجهزة الروبوت غريب نوعًا ما، ولكنه قابل للتفسير وهو أمر طبيعي نوعًا ما في عالم البحوث المًتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
وكانت شركة "فيسبوك" قد نشرت في يونيو/حزيران الماضي، مقالًا تحدثت فيه عن بحوث مهمة ومثيرة تتعلق ببرامج المحادثة للروبوت، والتي تحتوي على محادثات نصية قصيرة مع بشر أو أجهزة روبوت أخرى، ولم يبدو محتوى تلك الرسائل مُثيرًا لأي نوع من النوايا السيئة، ولكن أثارت الرسائل قلق كثيرين لما جاء فيها ولماذا هذا الكلام بالتحديد، وأثارت أيضًا مخاوف من أن تصبح تلك الأنظمة ذات وعي وإدراك أو تتخذ قرارات دون أن يتمكن أحد من التحكم فيها أو مسائلتها.
وجاءت تلك القصة بعد أن أطلق العديد من الخبراء في العالم تحذيراتٍ متكررة، وكان من بين هؤلاء؛ العالم ستيفن هوكينغ، الذي رأى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُهدد البشرية، وجاءت هذه التنبؤات قبل أيامٍ من أن انتشار لتلك القصة، إذ تجادل إيلون ماسك ومارك زوكربيرج بشأن مدى مخاطر الذكاء الاصطناعي.
وقال ماسك مرارًا إنَّ الذكاء الاصطناعي يُمكنه أن يستحوذ على العالم إذا لم يتم التحكم فيه بشكلٍ سليم، وأكد الباحثون الذين يقفون وراء البحث على "فيسبوك"، أنه قد تبدو فكرة برامج محادثة الروبوت وتطويرها لغة خاصة بها فيما بينها، مرعبة، ولكنه في الواقع جزء من عملية طويلة يعمل بها الذكاء الاصطناعي، إذ في بعض الأحيان يتم تشجيع أو التحكم فى تلك العملية، وأحيانًا أخرى تحدث تلك العملية من تلقاء نفسها.
وعلى سبيل المثال، قد يشبه ذلك النظام الذي طورته شركة "غوغل" تطبيقها للترجمة، وبالنسبة إلى دراسة "فيسبوك" الحديثة، فقد كانت غير مُخططة بشكل كامل، فلم يتم الطلب من أجهزة الروبوت باستخدام لغة يفهمها البشر، وبالتالي لم يفعلوا ذلك.
وكشف دروف باترا، الذي عمل في المشروع: "على الرغم من أن فكرة وكلاء الذكاء الاصطناعى الذين يخترعون لغتهم الخاصة قد تبدو مقلقة وغير متوقعة للآخرين خارج ذلك المجال، إلا أنها تُعتبر مجالًا فرعيًا راسخًا للذكاء الاصطناعى، وتوجد إصدارات تؤكد ذلك تعود إلى عقود".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر