روما ـ ريتا مهنا
اقترب العلماء في روسيا وإيطاليا من فهم كيفية الثوران البركاني، آخذين بعين الاعتبار جبل مونتي نوفو وهو بركان مخروطي يقع بالقرب من نابولي كأساس لهذه الدراسة. يشار إلى أن نتائج هذه الدراسة تم نشرها في مجلة "ليثوس"، وتحتوي بقايا الصخور البركانية التي تتشكل وتتصلب على سطح الأرض، على معلومات لا تكشف فقط عن أسباب الثوران، ولكنها تكشف أيضاً عن أسرار ماضي ومستقبل كوكب الأرض.
لقد أحرز العلماء تقدماً لدى دراسة البراكين في إيطاليا بفضل الأساليب الفيزيائية الجديدة لمختبر البرفسور سلطان داباغوف من الجامعة الوطنية للأبحاث النووية "ميفي" - المعهد الوطني للفيزياء النووية في إيطاليا.
حيث تم استخدام أحدث التطورات في علم الفيزياء ضمن إطار هذا البحث، مما سمح بالحصول على المعلومات المسجلة في بقايا الصخور البركانية.
اقرا ايضًا:
علماء يرصدون إشارات متكررة آتية إلى كوكب الأرض من مجرّة أخرى
وقد علق الباحث سلطان داباغوف المسؤول عن هذه الدراسة - الأستاذ في معهد تكنولوجيا النانو في الإلكترونيات والضوئيات من الجامعة الوطنية للأبحاث النووية قائلاً:
"يكمن عملنا في إجراء دراسة مفصلة للمرحلة النشطة في حياة كوكب الأرض، وهذه المرحلة النشطة تتجلى في شكل ثوران بركاني. الانفجارات البركانية هي ظواهر معقدة، ولكن محاولة التعرف على الارتباطات بين متغيراتها العديدة هي الخطوة التالية نحو فهمها والتنبؤ بها. لقد استخدمنا مصادر قوية للأشعة السينية، قادرة على اختراق في عمق العينات التي تمت دراستها دون تدميرها".
وبحسب رأي الباحث تمت دراسة العينات البركانية، في المرحلة الأولى، باستخدام البصريات متعددة الشعيرات، والتي تعمل أساساً على الأشعة السينية. بعد ذلك، ومن أجل التأكيد على النتائج، تمت دراسة العينات باستخدام الإشعاع السنكروتروني الأكثر قوة. وقد مكن ذلك من الحصول على الأشعة السينية والأشعة المقطعية للعينات، وإعادة خلق الخصائص الداخلية لمختلف الصخور والحصول على نموذج ثلاثي الأبعاد بدقة عالية.
يعتقد العلماء أن تحليل هذه النماذج مقارنة بعينات من الانفجارات الأخرى سيتيح استخلاص الاستنتاجات حول كل من الانفجارات المعروفة تاريخياً ومن ثوران البراكين النشطة والسلبية.
وتابع الباحث سلطان دباغوف يقول:"يمكن دمج البيانات التي تم الحصول عليها باستخدام التصوير المقطعي باستخدام الأشعة السنكروترونية في البيئة العامة لطرق تحديد الخصائص المستخدمة في الجيولوجيا. يمكننا أن نفهم بشكل أفضل تأثير خاصية المسامية الدقيقة والمتناهية الصغر للصخور المدروسة على عامل النفاذية، من أجل الإجابة على العديد من الأسئلة المهمة حول التكوين والتطور المحتمل لكوكب الأرض"
الهدف الرئيسي للعمل المشترك بين العلماء الروس والإيطاليين هو إنشاء أداة تسمح بإجراء تحليل مقطعي تفصيلي في مختبر مجهز بأنبوب أشعة سينية منخفض الطاقة. مع الاشارة إلى إن البصريات متعددة الحلقات سوف توفر هذه الإمكانية، إن الأداة الجديدة سوف تسمح بدراسة العينات البركانية بشكل مستمر، وذلك لأن هذه الطريقة أصغر وأرخص مقارنة بمصادر السنكروترون (مما سيساعد في تجهيز أي مركز جيولوجي للبحوث تقريباً). وبحسب رأي الخبراء، فإن استخدام البصريات متعددة الحلقات يمكن أن يشكل مع مصادر صغيرة الحجم وكاشفات الإشعاع أساساً للأجهزة المحمولة المدمجة لتحليل مختلف الصخور الموجودة في الموقع دون نقل العينات.
قد يهمك ايضًا:
القمر الأزرق يضيء سماء كوكب الأرض
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر