ذكاء اصطناعي يمكنه تحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه
آخر تحديث GMT 02:26:07
المغرب اليوم -

مع مخاوف من انتهاك الخصوصية أو الإساءة العنصرية

ذكاء اصطناعي يمكنه تحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ذكاء اصطناعي يمكنه تحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه

ذكاء اصطناعي يحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه
واشنطن - المغرب اليوم

تحتوي الوجوه على الكثير من المعلومات عن التوجه الجنسي للأشخاص لا يمكن للدماغ البشري تحليلها، ولم يعد الأمر يقتصر فقط على تقنية التعرف إلى الوجه التي تُزرع في كاميرات المراقبة في الشوارع والأماكن العامة وتنتهك حق الناس في الخصوصية، فخلال الأعوام المقبلة سننتقل إلى مستويات أعلى من الانتهاك الفاضح لحريتنا وخصوصيتنا من خلال تقنيات قراءة الوجوه، التي ستشمل إحداها ذكاء اصطناعيًا قادرًا على تحديد ميولنا الجنسية من وجوهنا، وتحديدًا التعرف على المثليين جنسيًا من ذكور وإناث، إذ قام الباحثان في جامعة "ستانفورد"، ميشال كوسينسكي وييلون وانغ منذ أشهر بإثبات أن الرؤية الحاسوبية يمكنها تحديد التوجه الجنسي من خلال تحليل وجوه الناس، ما أثار أسئلة كثيرة عن الأصول البيولوجية للتوجه الجنسي، وأخلاقيات تكنولوجيا الكشف عن الوجه وتحليله، وإمكانية هذا النوع من البرمجيات انتهاك خصوصية الناس أو إساءة استخدامها لأغراض تمييزية ضد المثليين والمثليات.

ويقول الباحثان في دراستهما إن الوجوه تحتوي على الكثير من المعلومات عن التوجه الجنسي للأشخاص لا يمكن للدماغ البشري تحليلها أو إدراكها، إلا أن الآلة، وتحديدًا خوارزميات الذكاء الاصطناعي القائمة على شبكات التعلم العميق، يمكنها استخراج ميزات محددة موجودة في الوجوه وتحليلها لمعرفة الميول الجنسية للأشخاص، أجرى الباحثان اختبارات على أكثر من 35 ألف صورة للوجوه حصلوا عليها من موقع للمواعدة على الانترنت، بعد استخراج الميزات تم إدخالها إلى برنامج يهدف إلى تصنيف التوجه الجنسي، بالنظر إلى صورة واحدة للوجه، يمكن للخوارزميات أن تميّز بشكل صحيح بين الرجال المثليين والرجال غير المثليين في 81% من الحالات، وبنسبة 74% عند النساء، في حين أن الدماغ البشري نجح فقط في التمييز بين المثليين وغير المثليين بنسبة 61% لدى الرجال و54% لدى النساء، لكن عند تزويد الخوارزميات بخمس صور لوجه كل شخص ترتفع الدقة إلى 91% عند الرجال و81% عند النساء، ويمكن للخوارزميات أن تميّز بشكل صحيح بين الرجال المثليين وغير المثليين في81% من الحالات.

تشمل ميزات الوجه التي تستخدمها الخوارزميات موضوع الدراسة ميزات ثابتة مثل شكل الأنف وميزات عابرة مثل نمط التبرج، قد حددت البيانات اتجاهات معينة مثل أن الرجال مثليي الجنس لديهم فكوك أضيق، وأنوف أطول وجبين أكبر من الرجال غير المثليين، وأن النساء المثليات لديهن فكين أكبر وجبين أصغر بالمقارنة مع النساء غير المثليات، وبالتماشي مع نظرية هرمون ما قبل الولادة للتوجه الجنسي، فإن المثليين، نساء ورجالًا، يميلون إلى أن يكون لديهم شكل وجه وتعابير وأساليب استمالة مغايرة غير نموذجية من ناحية جنسهم، وفق الدراسة، ما يستنتجه الباحثان هو أن "هذه النتائج تعزز فهمنا لأصول الميل الجنسي" وتحديدًا نظرية أن التوجه الجنسي تحدده هرمونات معينة قبل الولادة، وهذا يعني أن الناس يولدون مثليين ولا يختارون ان يكونوا مثليين، كما أن انخفاض نسبة دقة الخوارزميات عند النساء تدعم فكرة أن الميل الجنسي للمرأة أكثر مرونة، ويضيف الباحثان أنه "نظرًا لأن الشركات والحكومات تستخدم بشكل متزايد خوارزميات رؤية الكمبيوتر للكشف عن سمات الناس الحميمة، فإن النتائج التي توصلنا إليها تشكل تهديدًا لخصوصية وسلامة المثليين من الرجال والنساء".

وفي حديث لمجلة "The Economist" يقول الباحث ميشال كوسينسكي إنه أجرى البحث كإثبات، وتحذير لصناع القرار من قوة الرؤية الحاسوبية التي ستؤدي الى المزيد من انتهاك الخصوصيات الذي لا مفر منه، معتبرًا أن المخاطر يجب أن تكون مفهومة، ففي دول كثيرة لا تتقبل المثليين وتعتبرهم غير قانونيين قد تشكل هذه الخوارزمية تهديدًا خطرًا لسلامة المجتمع المثلي المتواجد هناك، ويؤكد كوسينسكي أنه لم يخترع تقنية جديدة انما جمع برمجيات موجودة مع بيانات متاحة بسهولة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت.

كذلك تلفت الدراسة إلى أنّ ما بدأ كتحديد للميول الجنسية يمكن بسهولة أن يتطور لتحديد سمات أخرى، فهذه الخوارزميات يمكن أن تستخدم لاحقًا لاستكشاف الروابط بين ملامح الوجه والآراء السياسية، والظروف النفسية أو الشخصية، وتعلّق صحيفة "The Guardian" على الأمر بأن هذا النوع من البحوث يثير المزيد من المخاوف بشأن إمكانية حدوث سيناريوهات مثل فيلم الخيال العلمي Minority Report، حيث يمكن أن يتم القبض على الناس على أساس التنبؤ بأنهم سوف يرتكبون جريمة، فيما يقول بريان براكين، الرئيس التنفيذي لشركة Kairos للتعرف على الوجوه أنه يمكن لـ الذكاء الاصطناعي عند تزويده بالبيانات الكافية أن يعرف أي شيء عن أي شخص، لكن السؤال هو كمجتمع، هل نريد أن نعرف؟.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكاء اصطناعي يمكنه تحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه ذكاء اصطناعي يمكنه تحديد الميول الجنسية من خلال الوجوه



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib