واشنطن ـ يوسف مكي
اكشف علماء فلكيون بالمرصد الأوروبي الجنوبي، نظامًا نجميًا قد ينفجر قريبًا، والذي يعد من أقوى الانفجارات التي قد تحدث في الفضاء، مما قد يتسبب في انطلاق أشعة "جاما"، حيث يتكون النظام من ثلاث نجوم تحيط بهم زوبعة من الغبار الكوني.
ووفقا لصحيفة "ميرور" البريطانية، فإنه على بُعد حوالي، 8000 سنة ضوئية من الأرض يمكن أن ينفجر النظام النجمي الذي يعد واحدا من أكثر الأحداث تطرفًا في الكون، علمًا أن نظام النجم لا يشبه أي مثيل له في مجرتنا، وهو أول النجوم المُرشحة في "درب التبانة" لإنتاج انفجار خطير لأشعة جاما والتي تضم كميات هائلة من المواد على شكل رياح نجمية قوية، حيث تقذف المادة إلى الخارج بملايين الكيلومترات في الساعة.
ولحسن الحظ، يبدو أن هذه الأشعة لن تستهدف الأرض، لأن مجرد اقترابها من الأرض يمكن أن يزيل الأوزون من الغلاف الجوي، مما يزيد بشكل كبير من تعرضنا للأشعة فوق البنفسجية من الشمس.
النظام، الذي يتألف من زوج من النجوم المضيئة، أطلق عليه علماء الفلك اسم "Apep"، ويتكون من نجوم "الذئب-رييت"، التي تتميز بدرجة حرارة عالية جدًا وإضاءة، وبعض النجوم، أكبرها، تتحول إلى نجوم الذئب-رييت في النهاية. وهذه هي مرحلة قصيرة تستغرق عدة مئات الآلاف من السنين، علمًا أن نظام النجوم الفريد من نوعه يقع في كوكبة "نورما" الجنوبية، التي تقع تحت ذيل العقرب.
يتميز Apopa بسرعة مذهلة للرياح النجمية التي تصل إلى 12 مليون كيلومتر في الساعة. هذه الرياح أدت إلى إنشاء دوامة تحيط بنظام النجوم، وهي على عكس الرياح التي تتحرك بوتيرة بطيئة (أقل من مليوني كيلومتر في الساعة). ويفترض أن هذه الفجوة في السرعة تشكلت لأن أحد النجوم في النظام يصدر ريح سريعة وبطيئة في وقت واحد في اتجاهات مختلفة.
واستنادًا إلى هذا الافتراض، توصل علماء الفلك إلى استنتاج مفاده أن هذا النجم في حالة قريبة من الحرجة، فهو يدور بسرعة كبيرة بحيث يكاد يمزق نفسه، فيما يٌعتقد أن مثل هذا الدوران السريع لنجم "الذئب-رييت"يؤدي إلى انفجار طويل لأشعة غاما، عندما ينفجر مركزها في نهاية دورة حياتها، وباستخدام التحليل الطيفي، قام الفلكيون بقياس سرعة الرياح النجمية بسرعة تصل إلى 12 مليون كيلومتر في الساعة، أي حوالي واحد في المائة من سرعة الضوء.
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور جو كالينغهام من جامعة سيدني "عندما رأينا عمود الغبار المذهل الملفوف حول هذه النجوم المتوهجة، قررنا تسميته" Apep "-العدو البشري لإله الشمس Ra من الأساطير المصرية"، وأضاف قائد مجموعة الأبحاث: "عندما رأينا ذيل الغبار الحلزوني، عرفنا على الفور أننا كنا نتعامل مع نوع سديم نادر من نوع خاص يسمى" دولابيل "."يتكون الذيل المنحني من النجوم الثنائية المدارية في المركز، والتي تضخ الغبار في الرياح مما يخلق نمطًا مثل رشاش الماء في الحديقة".
وقال الدكتور بنجامين بوب، من جامعة نيويورك، الباحث المشارك في الدراسة "إن مفتاح فهم السلوك الغريب للرياح يكمن في دوران النجوم المركزية... ما وجدناه في نظام Apep هو ان يتناوب بسرعة كبيرة، وبسرعة قد يكون بالقرب من الانهيار".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر