واشنطن - المغرب اليوم
ترك العلماء بصمة لا تنسى خلال عام 2022، فقد تكثفت جهود العودة إلى القمر مجددا ووضعت اللبنات الأولى لنظام الدفاع عن الأرض في وجه الأجرام السماوية، وفي حين تعرضت شركات التكنولوجيا الضخمة لانتكاسة كبرى، نجح العلماء في ابتكار طريقة جديدة لعلاج السرطان.في نوفمبر الماضي، أجرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تجربة أطلقت فيها صاروخ "أرتميس"، وحمل على متنه مركبة قابلة للسكن في الفضاء.وتقول "ناسا" إن هذه الخطوة تمهد لعودة البشر إلى القمر وربما إلى ما بعده.
وقال الخبير في التكنولوجيا وأمن المعلومات شغالي جعفر،إن "ناسا تريد استخدام تكنولوجيا اليوم لإطلاع الناس على مسار الرحلة ومنح العودة للقمر طابعا جديدا".واعتبر أن المدى الزمني لاستيطان القمر لا يزال بعيدا شيئا ما، لأن الإمكانات المتوفرة في الفضاء والعوامل المكتشفة هناك لا ترقى للمتطلبات الدنيا لعيش الإنسان.ومع ذلك، قال الخبير إنه "مهما كانت التجربة بعيدة نحن نستفيد منها يوميا في عالمنا، فهناك علوم كثيرة على الأرض استفادت من هذه التجارب.وفي 2022، وصل عدد سكان الأرض إلى 8 مليارات نسمة، مما أثار تساؤلات عن قدرة البشر عن تأمين هؤلاء ضد أي جرم سماوي يصطدم بكوكبهم.وخلال العام ذاته، خطت "ناسا" خطوات عملية نحو حماية الأرض تجاه أي اصطدام محتمل، إذ أطلقت المسبار "دارت" في مهمة انتحارية، كانت الاصطدام بكويكب "ديمورفوس" على بعد 11 مليون كيلومتر عن الأرض.
وأدى الاصطدام إلى تحويل مسار "ديمورفوس"، في الخطوة الأولى من مشروع مستقبلي لتأسيس منظومة دفاع فضائي تحمي الأرض من الأجرام السماوية التي يبلغ عددها في مجموعتنا الشمسية أكثر من مليار جرم.في مارس الماضي، التقط التلسكوب "جيمس ويب" أول صورة دقيقة، وكانت لنجم يقع على بعد ألفي سنة ضوئية، علما أن التلسكوب بدأ مهمته في نهاية عام 2021، وبعدها بدأ يرسل تباعا صورا عن الكون مثل صور "أعمدة الخلق"، وهي سحب من الغاز والغبار والنجوم.وبدت صور التلسكوب مذهلة لكثيرين، ولأنه يرى الكون من الأشعة تحت الحمراء، فإنه قادر على التقاط الضوء الذي لا تراه العين البشرية.
في نوفمبر أيضا، أعلنت بكين تشغيل محطة الفضاء الصينية بالكامل، مطلقة عليها اسم "القصر السماوي"، وهي ثاني أكبر موقع مأهول بشكل دائم في مدار الأرض، وصالحة للعمل لمدة 10 سنوات.وتستوعب المحطة حتى 6 رواد فضاء، وتتألف المحطة التي يطلق عليها "القصر السماوي" من وحدة أساسية ومختبرين بوزن 70 طنا، وتضم 14 رف تجارب داخليا و50 منفذا خارجيا لدراسات الفضاء.وترمي محطة الفضاء الصينية لبناء قاعدة على القمر، وإرسال مركبات مدارية جديدة إلى المريخ.وقال جعفر إن دخول الصين لهذا المعترك الفضائي لم يكن وليد الصدفة، إذ استفادت من كونها حاضنة التصنيع لكبريات الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا.
وأوضح أن بكين تعلمت من هذه التكنولوجيا من أجل كسر القطبية في مجال صناعة الفضاء، خاصة أن الصين ممنوعة من المشاركة في محطة الفضاء الدولية.في المقابل، كان عام 2022 صعبا على شركات التكنولوجيا.وعلى سبيل المثال، انخفض سهم "مايكروسوفت" في الربع الثاني من العام بنحو 17 بالمئة، وهو أكبر تراجع منذ عام 2010، كما انخفض سهم "أبل" بنحو 22 بالمئة في الربع الثاني في أسوأ أداء منذ عام 2018، أما شركة "ميتا" فقد تراجعت أسهمها بنحو 34 بالمئة الربع الأول و27 بالمئة في الربع الثاني.وإجمالا، خسر المستثمرون في قطاع التكنولوجيا 7.4 تريليون دولار بناء على الانخفاض في 12 شهرا، وفق مؤشر "ناسداك".
وبعد أن استحوذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك، على "تويتر"، بدأ عمليات تسريح واسعة في الشركة طالت 3700 موظف، أي ما يعادل نصف العاملين.ولم تمض أيام على قرار "تويتر"، حتى أعلنت شركة "ميتا" المنافسة تسريح 11 ألف موظف، بما يعادل 13 بالمئة من القوى العاملة في الشركة المالكة لـ"فيسبوك".وقررت "ميتا"، مواصلة تجميد التعيينات الجديدة حتى الربع الأول من العام المقبل ضمن خطة تهدف إلى خفض الإنفاق، في ظل التباطؤ الحاد بسوق الإعلانات الرقمية وتذبذب الاقتصاد العالمي الذي يواجه مخاطر الركود.
وقال جعفر: "يولد مع التكنولوجيا أشخاصها المؤمنون منها، والتقدم في العمر لبعضهم يقعدهم عن مجاراة هذه السرعة الفائقة".وأضاف أنه "ما لم تعتمد الابتكارات والسياسة القابلة للابتكار سيفقد عمالقة الإنترنت بريقهم".ويبقى مرض السرطان من أكثر المعضلات العصية على الحلول النهائية، فهو سبب رئيسي للوفاة في أنحاء العالم ويقتل 10 ملايين شخص سنويا ويصيب 20 مليونا آخرين، لكن عام 2022 حمل أملا كبيرا بإمكانية انخفاض هذه الأرقام.
والأمل الجديد ممنوح لمرضى سرطان الدم من الأطفال، حيث شهد 2022 أول تعافي تام لحالة خضعت للنوع الجديد من العلاج، الذي يعتمد على الخلايا المناعية المعدلة وراثيا، وهي قادمة من متطوع سليم.ومن المأمول أن تفتح هذه التقنية، التي أطلق عليها اسم "التعديل الأساسي"، أبوابا واسعة لعلاج أنواع أخرى من السرطانات.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر