لندن ـ مصر اليوم
يقال إنّ الدموع تظل رفيقةً للمرأة حتى تموت فتكون شاهدةً على طبيعة تكوينها النفسي، فدموع المرأة تعدّ جزءاً من شخصيتها وعنصراً من عناصر أنوثتها وسلاحاً تواجه فيه صعوبات الحياة، على عكس الرجل الذي "يُكابر" ويحجب دموعه عن الأنظار معتبراً إياها دليل ضعف.
ومن الناس من لا يخجل في إظهار دموعه بل على العكس يفتخر بحسّه المرهف وبصدق مشاعره، في حين يعمد آخرون الى إخفائها ومحو آثارها ما قد يتسبب لهم ببعض المشاكل الصحية.
لماذا المرأة أكثر بكاءً؟
كثيراً ما يتساءل الناس عن السبب الكامن وراء جعل المرأة سريعة البكاء ومتفوّقة في ذلك على الرجل. في هذا الإطار اعتبر العلماء والباحثين الاجتماعيين أن "السبب في ذلك يعود الى الواقع الاجتماعي والخلفية الثقافية التي تتحكم في مجتمعاتنا"، مشددين على أن "المرأة تتلقى تربية قاسية في مجتمعاتنا العربية أكثر من الرجل وتتعرض لضغوطات منزلية وعملية الامر الذي يدفعها الى اللجوء للبكاء كوسيلة للتخفيف من حدّة الألم، هذا فضلاً عن طبيعتها الفيزيولوجية الضعيفة والتي تختلف عن طبيعة الرجل".
أمّا علماء النفس فيعدّون بكاء المرأة خصوصاً "إذا كانت متقدّمة في السنّ عودةً الى الطفولة، فهنّ يبكين لأنهنّ في حاجة إلى عطف مَن حولهنّ، ويبكين لأنهنّ لا يجدن وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي إلّا الدموع، فيبكين حزناً وقهراً وفرحاً أيضاً".
«البرولاكتين» سبب علمي لها
دموع المرأة الغزيرة "غير المبررة" بالنسبة الى الكثيرين الذين يرون فيها فعل مبالغة، لا يعود فقط الى أسباب اجتماعية وفيزيولوجية أو نفسية وحسب، وإنما يرجع أيضاً الى أسباب علمية، بحيث أثبت العلماء بأن "المرأة أكثر بكاءً من الرجل بسبب هرمون يدعى "البرولاكتين" يفرزه الجسم كردة فعل للتوتر والأحزان ولمشاعر الاكتئاب التي تنتاب المرأة، وعندما ترتفع نسبته في الجسم ينتاب المرأة حالات من البكاء".
وقد بيّن العلماء أن "الدموع التي يذرفها الانسان هي أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية لأنها تساهم في إزالة المواد الضارة التي يفرزها الجسم عندما يكون الإنسان تعيساً أو قلقاً أو في حالة نفسية سيئة، وهذا بالتالي ليس دليل ضعف أو عدم نضج. كما اتضح بأن المخ يفرز مواد كيميائية عن طريق الدموع تساهم في تسكين الألم".
التخلّص من السموم
ويقول العلماء بأن "الدموع تساعد على التخلّص من السموم وإخراجها من جسم الانسان، وأن حبسها يعني في المقابل التسبب بالتسمم البطيء"، ويتابعون مؤكدين "بما أنّ المرأة تملك استعداداً فطرياً للبكاء أكثر من الرجل فإنها تعيش عمراً أطول منه بعد أن تتخلص من نسبة السموم التي تخرج من جسمها عن طريق البكاء".
وفي هذا السياق يدعون المرأة الى "عدم كبت دموعها أو تأجيلها، بل على العكس إطلاق العنان لها لما تحمله من فوائد، ففي بعض الأحيان يكون البكاء هو الحلّ الأنسب للمشاكل التي تواجهها، ولا يكون دليل ضعف".
أطلقي العنان لدموعكِ
وبما أن للدموع فوائد صحية عديدة ينصح العلماء المرأة بـ "إطلاق العنان لدموعها وعدم حبسها خصوصاً عندما تتزايد عليهنّ الضغوطات الحياتية والعملية والعاطفية وغيرها. فالبكاء يساهم في التخلّص من السموم وفي تنظيم ضربات القلب ويعدّ تمريناً مفيداً لعضلات الصدر والكتفين، كما يساهم أيضاً في استرخاء العضلات ما يحدث حالة من الهدوء والراحة".
ويرون أن "الكبت يتسبب بأضرار جسيمة على المدى البعيد إذ إنه يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر ما يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع والقرحة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر