هل لاحظت تغيرا ملحوظا في سلوك ابنك البكر بعد ازدياد ابنك أو ابنتك الثانية؟ لا تقلقي فالأمر عادي جدا. بعد قدوم الوافد الجديد على الأسرة قد تتغير تصرفات طفلك الأول بسبب غيرته من الطفل المدلل الجديد، فما هي أسباب هذه الغيرة؟ وكيف يمكنك التعامل معها؟
لماذا يشعر ابنك بالغيرة من قدوم أخيه الصغير؟
إن قدوم الطفل الجديد إلى المنزل يطرح عدة تساؤلات في ذهن ابنك الأول، عن مستقبله في مملكته الصغيرة، هل سيبقى الطفل المدلل لدى الجميع؟ وهل سينقص حب الأسرة له بقدوم أخيه؟ وهل سيبقى مميزا وذا حظوة عالية كما كان من قبل؟ وقد تجعله هذه الأسئلة في وضعية قلق وحيرة. وهو ما يؤدي إلى نشوء إحساس بالغيرة لديه, وهو أمر عادي جدا فلا تقلقي، فقط حاولي أخذ الأمر بحكمة وطمأنة ابنك البكر ونسج علاقة ود بينه وبين أخيه، ولا تنزعجي في حال حدوث شجار بينهما، فهذا أمر طبيعي للغاية.
كيف يمكنك التعامل مع هذه الغيرة؟
يجب أن تعلمي طفلك التعبير عن مشاعره منذ صغره. حاوريه برفق واستمعي جيدا لما يقوله, قد يقول لك بأنه يكره أخاه، اسأليه لما يشعر بهذا، وحاولي أن تشعريه باهتمامك به. يجب أن يحس الطفل بأن هناك من ينصت إليه ويتفهمه، حتى لا يشعر بأن أخاه قد سحب واستحوذ على مكانته في قلبك.
إذا كانت ألفاظ طفلك جارحة أو أعماله عنيفة، يجب عليك التصرف بحزم في هذه الحالة, أشعريه بأن هناك نظاما يجب عليه احترامه وقوانين في البيت لا يحق لأحد أن يتجاوزها, كوني صارمة!!
ما هي الأخطاء التي ينبغي عليك تجنبها؟
غالبا ما يخلط الآباء بين الغيرة وانعدام الحب بين الأخوة، فيلقون بأنفسهم في خضم الشجارات التي تقع بين أبنائهم، فيحاولون تحليلها وحلها وهو ما يجعلهم دائما في مأزق التحيز لطرف دون الآخر. لا تزجي بنفسك في المشاكل بينهما، ليس من المهم معرفة من بدأ بالشجار أو من ظلم الآخر، وإن اقتضى الأمر ذلك، قومي بمعاقبة الجميع.
أيضا، قد تودين أن تقدمي لأطفالك الألعاب والهدايا ومكافئات بالتساوي. وهو أمر مستحيل. لا تخضعي لطلبات ابنك للحصول على جهاز حاسوب فقط لأنك اشتريته لأخيه الذي يحتاجه لإنجاز بحوثه المدرسية. اسأليه عن ما إذا كان فعلا يحتاجه، أو أنه يحتاج إلى شيء آخر. المهم أن تقضي وقتا مع كل واحد وتتفهمي احتياجاته.
لا تقعي في فخ المقارنة بين أبنائك، وتلومي واحدا بسبب نقص مهارته في مادة الرياضيات مثلا وتشيري له بمثال أخيه الذي يحصل على نتائج مبهرة.، فهذا سيؤدي إلى إشعال نار الغيرة وزيادتها. عاملي كل واحد بحسب طبيعته وشخصيته دون مقارنات.
أشركي طفلك في استقبال أخيه منذ فترة الحمل !
منذ فترة الحمل، أشركي طفلك في استقبال المولود الجديد. يجب أن يشعر بفرح الجميع بهذا الوافد المنتظر، وأن يحس بأنه أيضا عضو مساهم في هذه العملية. أخبريه أن أخاه موجود في بطنك، وخذي رأيه في ألوان الألبسة التي ستقتنيها لأخيه، ولما لا عن مقترحاته بخصوص الاسم وأثاث الغرفة ان كان سنه يسمح له بذلك... أفهميه أن أخاه الجديد سيلعب معه ويؤنسه، وأنك ستحبانهما معا دون فرق وبنفس القدر..
وبعد ازدياد الطفل، أشركيه في العناية به إن كان عمره يسمح بذلك. مثلا يمكنه أن يناوله مصاصة الحليب. أو قولي له أن يغني له وينشد له أناشيد حتى النوم..
كيف تساهم الغيرة في صناعة شخصية الطفل؟
هذه المرحلة مهمة للغاية، فهي تمكن الطفل من التحكم في أحاسيسه والتعبير عنها وكذا التعرف عليها بدرجة أولى. من المهم أن يتعلم كيف يسيطر على عواطفه وكيف يواجه مثل هذه الحالات دون عنف أو انفعال، فهذا سيساهم في بناء شخصيته.
تصرفي بحكمة وعناية مع طفلك البكر وحاولي نسج علاقة جيدة بينه وبين أخيه منذ البداية، وتذكري أن تعامليه بلطف وتستمعي إليه وتعلميه أن يعبر عن مشاعره، وأن تساعديه في التحكم بها والتصرف برزانة دون عنف وان يقبل اعطاء الحب حتى يحصل عليه بالمقابل..
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر