القاهرة - المغرب اليوم
مرض التوحد من الأمراض المؤثرة والمدمِّرة، ليس فقط على الأطفال، وإنَّما على جميع أفراد الأسرة. فعجز الطفل عن أداء أبسط احتياجاته اليوميَّة، وعدم قدرته على التواصل مع محيطه الاجتماعي، وعجزه عن التعبير عن نفسه او احتياجاته داخل أسرته، حتماً سيجعل الأسرة غير فاعلة في المجتمع، ويصيبها بحالة من الاحباط واليأس.
التقت بالاختصاصي النفسي وأمراض التوحد، الدكتور ممدوح عبد الفتاح الحمامي، ليطلعنا على مرض التوحد، أعراضه والخطوات التي تساعد على تحسين حالة طفلك المصاب.
• التوحد:
مرض التوحد مرض يؤثر في النمو العصبي عند الإنسان ما يعيق الانخراط في الحياة الاجتماعيَّة بشكل سليم لدى الفرد. وينتشر بين الأطفال بنسبة 2% ويكثر عند الذكور أكثر بأربع مرَّات من الإناث، وما زالت أسباب هذا المرض مجهولة، وإن كان هنالك ترجيح ترجيح بأنَّ هناك جينات وراثيَّة نادرة تؤثر في الجنين ما يودي إلى الإصابة بهذا المرض.
• أعراضه:
يتسم الطفل التوحدي بصفات عديدة من أهمها:
ـ عدم مقدرته على الاتصال البصري مع الآخرين.
ـ حبُّ الانعزال عن الآخرين.
ـ الاهتمام بنوع معيَّن من الألعاب دون عن سواها بطريقة غريبة.
ـ تصرف الطفل بطريقة نمطيَّة مثل حركة اليدين.
ـ عدم التفات الطفل إلى الشخص الذي ينادي باسمه.
ـ مشاكل في الاستيعاب.
ـ يكون الطفل المصاب بالتوحد في بداية عمره قليل الابتسام وقد يبتسم من دون سبب.
ـ لا يفهم الطفل التوحدي العلاقات الاجتماعيَّة.
ـ قد لا يميَّز الطفل أمه.
ـ يشعر المصابون بالتوحد بأنَّهم من عالم آخر ومختلفون عمَّن حولهم، لهذا يفضلون العزلة.
ـ قد يكرِّر كلمات معينة بطريقة مزعجة أو قد لا يستطيع لفظ الكلمات بصورة صحيحة.
ـ لا يتفاعل المصاب بالتوحد عاطفياً مع من حوله.
ـ يرى الطفل الأشياء بشكل كروي ورائي.
ـ يكره ضمَّه أو تقبيله.
وهناك العديد من التصرُّفات التي من الممكن أن تنبئ عن إصابة الطفل بالتوحد، وقد تبدأ بالظهور في عمر ستة أشهر أو منذ الولادة أو عندما يكون جنيناً في بطن أُمه وهو العمر الذي غالباً ما يبدأ الأطفال الابتسام فيه والتعلق بأمهم، لكن لا يستطيع الطبيب التأكد من وجود التوحد قبل إتمام الطفل عمر السنتين ونصف السنة. وللتأكد من إصابة الطفل بالتوحد هناك اختبار «كارز» العالمي وفيه يجيب الأهل عن أسئلة عديدة وتجمع النتيجة لتحديد مستوى التوحد، فهناك توحد بسيط ومتوسط وشديد والنوع الأخير يكون الطفل شبيهاً بالمتخلفين عقلياً في تصرفاته. وهناك أنواع اخرى للتوحد متلازمة «ريت»، وهذا النوع يختص بالبنات فقط.
• خطوات لتحسين حالات التوحد:
ـ (Behavior modification techniques) التي تعرف بـ«استخدام تقنية تعديل السلوك»، إذ يجب أن تتم السيطرة على سلوكيّات الطفل وتصرفاته العنيفة التي تأتي بشكل متكرِّر، حيث يجب أن يتم تعزيز ثقة الطفل ومكافأته عوضاً عن معاقبته .
ـ العناية بالبرامج التي تهتم بالعلاج المهني، وأيضاً المادي بالنسبة للطفل، إذ يعنى العلاج المهني بتعليم الطفل الذي أصيب بمرض التوحد كيفيَّة قيامه بمهامه التي يترتب عليه القيام بها بشكل يومي كارتداء الملابس بمفرده، وغسل اليدين، واستعمال الحمام. أما العلاج المادي أو الوظيفي، فإنَّه يعلم الأطفال كيفيَّة السيطرة والتحكم بأجسادهم كالسيطرة على تكرار الحركة النمطيَّة.
ـ وهنالك طرق علاجيَّة أخرى تعدُّ ضمن البرنامج العلاجي، إذ أثبت هذا العلاج مساعدة الأطفال على التركيز، وأيضاً هنالك العلاج البصري الذي من شأنه مساعدتهم على ترجمة وبث الإشارات البصريَّة، لتصبح كلمات منطوقة.
ـ مريض التوحد وبخاصة الطفل لا بد أنَّ يخضع لنظام غذائي معيَّن وتجنُّب الأطعمة التي تحتوي على البروتين والجيلاتين؛ لأنَّها قد لا تهضم بشكل صحيح فتؤثر على الدماغ وأعماله فتؤدي لأفعال عدائيَّة في تصرفات الطفل التوحدي، بل يجب الاعتماد على الغذاء المكمل كالفيتامينات التي من شأنها أن تحسن من قدرة المريض.
ـ الاعتماد على العلاج الحسي المتكامل الذي يمكِّن المريض من تحفيز خياله وقدراته بطريقة اللمس واعتماد الأعمال التي يدخل فيها الماء، وأيضاً الرمل، والطين، التي من شأنها تقليص القلق لديه.
ـ من شأن الاكتشاف المبكر للطفل التوحدي الإسراع في تحسن قدرته على التعامل والحياة في البيئة الصحيحة له.
ـ عدم ترك الطفل بمفرده وبخاصة في بداية عمره وألا يبقى جالساً أمام التلفاز.
ـ محاولة التغلُّب على مشكلة الكلام والتحدُّث معه دائماً، وتعليمه كيفيَّة تقليد الكلمات.
ـ التخاطب معه باستمرار.
ـ وضع الطفل التوحدي في حضانة ليندمج مع أقرانه ويصبح متفاعلاً اجتماعياً.
ـ قد يلجأ بعض الأهل إلى الطب البديل لعلاج التوحد عن طريق عمل نظام غذائي مخصص لهذه الحالات، لكن ذلك لا يمكن أن يتمّ اعتماده طبياً لأنَّه لا أساس علمياً له.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر