تقوم علاقة الزواج الصحيحة على بناء أرضية توافقية تمثل الاهتمامات المشتركة للزوجين. إلا أن هذا لا يعني أنه على الشريكين أن يحرما أنفسهما بشكل كلي من الهوايات و الأمور التي يحبان القيام بها. فالزواج علاقة تكاملية، لا تمنع بأي شكل من الأشكال أن يحتفظ كلا الطرفين بهامش من الحرية و الاستقلالية التي تسمح لهما الاستمرار بالقيام بالأنشطة التي تجلب لهما قسطاً من السعادة بعيداً عن الشريك. سنشرح لك كيف يمكنكِ الحفاظ على استقلاليتكِ دون المساس باستقرار علاقتكِ الزوجية.
الخطوة الأولى، التحلي بالشجاعة لاقتطاع جزء من الوقت لنفسكِ
إن نظرة المجتمع للزواج هي أنه علاقة تلزم الطرفين ببدء مرحلة جديدة في الحياة و تكون بمثابة قطيعة مع الماضي، حيث يجب على الزوجين أن يقوما بكل الأمور سوياً و ألا يكون لأحدهما اهتمامات خاصة. غير أن الانسياق وراء هذه النظرة يؤدي حتماً إلى طمس معالم شخصية الزوجة التي كانت سبباً في إعجاب الزوج بها، و العكس بالعكس! لذا، يجدر بالزوجة أن تخصص بعض الوقت للقيام بالأمور التي تعزز من ملامح شخصيتها، دون أن يكون هذا الأمر على حساب متطلبات الأمور الزوجية، بطبيعة الحال. يجب أن تستغل أوقات فراغها مهما كانت صغيرة في تغذية مواهبها و ممارسة هواياتها بالاتفاق مع زوجها الذي يمكنه استغلال هذه الأوقات في إشباع ميولاته الخاصة كذلك.
الخطوة الثانية، البحث عن الهويات المشتركة و الرفض الإيجابي
يمكنكِ البحث بمعية زوجكِ عن الأمور التي تستهويكما معاً، لتخططا للأوقات التي يمكنكما الاستمتاع سويا في مزاولتها. هكذا، ستقضيان لحظات ممتعة معاً و تشبعا رغباتكما في نفس الوقت. لكن هذا لا يعني أن تتخليا عن باقي الهوايات، بل يمكنكما الاتفاق على بعض الأوقات التي ينفرد فيها كل واحد منكما بالقيام بما يستهويه بمفرده. كذلك، يجب لكِ أن تتعلمي كيفية رفض القيام بالأنشطة و الأمور التي لا تروق لك، لكن بشكل إيجابي. فإذا كنت ممن تعود التنازل في بداية الحياة الزوجية عن الهوايات التي تعجبكِ من أجل مشاركة زوجك في أنشطة لا تعجبك على الإطلاق، بل قد تشعركِ بالملل، فإنه يتعين عليكِ أن تشعريه بعدم ارتياحك لهذه الأمور بعد أن تستقر العلاقة بينكما وذلك بشكل لبق. هذا لا يعني رفض كل الهوايات التي يقترحها الشريك، بل يستحسن ممارسة الأنشطة التي لا تضايقكِ كثيراً رفقة زوجك لتوطيد العلاقة بنكما.
الخطوة الثالثة، العمل، الأصدقاء و العائلة
يواجه الأزواج الذين يعملون في نفس المكان مشاكل كثيرة في مثل هذه المواقف. فقضاء اليوم بأكمله سويًا، ثم التوجه معا نحو المنزل لقضاء بقية اليوم لا يدع المجال لأي من الزوجين القيام بما يعجبه بمفرده. في مثل هذه الحالات: لا تأكلا معاً كل يوم، بل تناولي وجبتكِ من حين لآخر رفقة زميلات العمل. كذلك يمكنك تنظيم خرجات في أوقات الاستراحة مع صديقاتكِ للتسوق أو لمجرد النزهة، حتى يكون لديك رصيد مختلف تستطيعين مشاركة زوجكِ إياه خلال حديثكما.
في بعض الحالات، يتسبب الزواج في قطع العلاقات بالأهل و بعض الأصدقاء. اعلمي أن الحفاظ على العلاقات العائلية و العلاقات مع الأصدقاء أمر أساسي في الحياة، لذا خصصي بعض الوقت لزيارة الأقارب و لملاقاة الأصدقاء كل أسبوع. إذا كان لديكما أصدقاء مشتركين، فيمكنكما تنظيم خرجات معهم سوياً، هكذا تستمتعان و تحافظان على أصدقائكما في نفس الوقت.
الخطوة الرابعة، الهوايات و الأهداف!
قد يكون لزوجكِ هوايات متعددة، في حين أن لكِ هوايات و اهتمامات محدودة. في هذه الحالة يمكنك أن تجربي بعض الأمور التي يقوم بها زوجكِ لتري إذا ما كانت ستعجبكِ أم لا. يمكنكِ أيضاً أن تبحثي عن هوايات أخرى تحوز على اهتمامك للقيام بها في الوقت الذي يخصصه شريككِ لمزاولة هواياته. كذلك، تعلمي أن تضعي لنفسك أهدافاً محددة و أن تضعي جدولاً زمنياً دقيقاً لتحقيقها. استعيني بمذكرة خاصة لتدوين هذه الأمور و تتبع تنفيذها. مثلاً يمكنك وضع برنامج لتطوير مهاراتك اللغوية وغيرها. سيساعدك هذا الأمر على تحفيز نفسك و تنمية قدراتك.
الخطوة الخامسة، امنحي زوجك بعض الوقت لنفسه
اعلمي جيداً أن زوجكِ أيضاً يحتاج لبعض الوقت لممارسة هواياته و تنمية مهاراته. فإذا كنت ترغبين بشدة في اقتطاع بعض الوقت لنفسكِ لمزاولة الأنشطة التي تعجبك، فإن زوجك أيضاً يريد أن يحظى ببعض الوقت لإشباع رغباته و ميولاته.
إذا لاحظت أن شريككِ لا يحسن التعامل مع الوقت الخاص به، فيمكنكِ مساعدته في اكتشاف أمور جيدة تشغل وقته و تنمي مهاراته. يمكن اقتباس بعض الأفكار التي ذكرنها سابقاً لتعينيه على اكتشاف أنشطة ممتعة!
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر