من أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع، التقينا ماريليا بانسوناتو (54 عاماً)، محامية برازيلية، ورئيسة أقسام الشرطة النسائية في مدينة ساو باولو، ومحاضرة في عدد من المعاهد والجامعات حول حقوق المرأة. وقد أجرت دراسة حول تعبير الرجل عن مشاعره، ودور المرأة في دفعه للقيام بذلك.
برأي ماريليا أن للزوجة دوراً كبيراً في حث زوجها على التعبير عن مشاعره، ولكن ليس كل النساء يستطعن إقناع رجالهن للتعبير عن مشاعرهم. وأضافت: «عدم تعبير الرجل عن مشاعره وعواطفه بشكل صريح تحول إلى مشكلة اجتماعية وأسرية، تؤدي في أحيان كثيرة إلى خلافات حادة ينتج عنها الطلاق وتدمير الزواج».
خرافة
تأسف ماريليا أن هناك اعتقاداً سائداً بأن الرجل يكره الحديث عن عواطفه، وهي كانت من اللاتي يعتقدن ذلك في شبابهن، ولكن من خلال دراساتها حول هذه المسألة؛ توصلت إلى قناعة تفيد بأن هذا الاعتقاد ما هو إلا مجرد خرافة. وأضافت ماريليا: «صحيح أن هناك بعض الصعوبات النفسية، التي تقف عائقاً أمام تعبير الرجل عن عواطفه ومشاعره، ولكن يمكن إزالة هذه العوائق بمساعدة الزوجة، وجعله يتحدث عن مشاعره بشكل صريح ومفتوح، ولكن الأمر يبقى نسبياً؛ حيث إن هناك رجالاً انغرست في أذهانهم فكرة أنه من الخطأ، أو من عدم الرجولة بوح الرجل بمشاعره، أو عواطفه أمام المرأة».
حقيقة
الرجال قادرون على فتح قلوبهم والحديث عن مشاعرهم، ولكن مع المرأة الصحيحة وليس مع الكل. واعتبرت ماريليا هذه حقيقة. وقالت: «ما لا يحبه الرجل في الحقيقة هو ما يسمى بـ«الحدة العاطفية»، وهي مقصورة على النساء، فالرجل يمكن أن يتأثر وتبرز مشاعر وعواطف كثيرة ضمنه، ولكنه لا يحب البكاء عندما يعبر عن ذلك، لكن المرأة تضخم وتبالغ أحياناً في التعبير عن عواطفها ومشاعرها، وهذا هو الشيء الذي لا يحب أن يمارسه أو أن يكون ذلك جزءاً منه».
وهناك حقيقة أخرى في غاية الأهمية؛ وهي أن الرجل يعبر عن مشاعره للمرأة الصحيحة أو المناسبة التي تمنحه الأمان حول الاحتفاظ بسرّه عندما يبوح به. فالرجل يجب أن يشعر بالراحة، وهو يريد الأمان؛ لكي يتحدث عن مشاعره للمرأة. وهو يريد أيضاً منها ألا تقوم بإطلاق الأحكام عليه عندما يبوح بمشاعره.
ما هي الخطوات؟
حول ما يتوجب على الزوجة اتباعه؛ لكي تشجع زوجها على فتح صدره والتعبير عن مشاعره، أدرجته ماريليا في خطوات، فما هي؟
أولاً: توقفي عن التظاهر
يجب على المرأة ألا تتظاهر بأنها تعاني أو تنزعج من بعض المشاعر التي يتحدث عنها زوجها؛ لأن شعوره بذلك قد يؤدي إلى بعض الصراعات بين الطرفين. والمقصود هنا هو أن تظهر المرأة حيادية تامة، وتكون مجرد مستمعة، ومن ثم إذا أراد رأيها فعليها أن تكون حريصة على عدم إطلاق الأحكام أو التسرع في استخلاص النتائج.
ثانياً: شاركيه مشاعرك دون أن تشعريه بأنه المسؤول عن الموقف
المفتاح لجعل الرجل يتحدث عن مشاعره هو إذا شعر بأن زوجته تشاركه كل مشاعرها، ولا تشعره بأنه المسؤول عن الجوانب السلبية لهذه المشاعر.
وأضافت ماريليا أن على المرأة أن تعلم الفروق الواضحة بين مشاعر الرجل ومشاعرها، وكذلك الفروق في التعبير عن هذه المشاعر. فالرجل ربما يحذف أشياء كثيرة، ولكن المرأة تصرّ كثيراً حول المزيد من التفاصيل، وهو ما يشعره بالملل من تفاصيل كثيرة لا ضرورة لها طبقاً لرأيه.
ثالثاً: لا تنشغلي بنشاط آخر عندما يثير مواضيع عاطفية
أشارت ماريليا إلى أن هناك طريقة أخرى لجعل الزوج يتحدث عن مشاعره، ويتمثل ذلك في أن تحاول المرأة إثارة موضوع عاطفي عندما تكون منشغلة بنشاط آخر؛ لكي لا يشعر الرجل بأن زوجته تقصد عمداً سحب الأحاديث منه حول مشاعره. فهي ربما تثير موضوعاً عاطفياً بشكل عفوي عندما تكون منشغلة بنشاط آخر. في هذا الموقف قد يصبح الرجل أيضاً عفوياً في إطلاق بعض مشاعره حول الموضوع العاطفي المثار.
رابعاً: اضحكي عندما يطلق نكتة أو دعابة
يشعر الرجال بالضعف عندما يشاركون أحداً في مشاعرهم، ويميلون إلى إطلاق النكات أو المزاح حول ذلك. فإذا شعرت المرأة بأن زوجها يمزح حول أمر يتعلق بمشاعره، فإن عليها أن تضحك وتظهر اهتماماً؛ لأنه ربما يفصح الكثير عن مشاعره عبر المزاح، وإطلاق النكات؛ لكي لا يعطي الانطباع بأنه يتحدث عن مشاعره بشكل مباشر.
وأضافت الخبيرة البرازيلية: «على الزوجة أيضاً أن تكون مرحة عندما تسمع زوجها يتحدث بروح من الدعابة حول أمر عاطفي؛ لأن ذلك يشعره بالراحة، وبأن الزوجة لا تقصد أن تأخذ منه الكثير من الأحاديث العاطفية».
خامساً: تحدثي معه باللغة التي يفهمها
للنساء طريقتهن في الحديث مع بعضهن، وعليهن أن تعلمن الفارق بين أحاديثهن مع نساء أخريات مثلهن وحديثهن مع الرجل. فللرجال حديثهم الخاص. وعلى الزوجة أن تعلم اللغة التي يفهمها زوجها. فإذا جلب لك وروداً فأظهري الاهتمام والفرح، وعبري عن عاطفتك، فربما يكون ذلك حافزاً له للحديث عن مشاعره، وعن أسباب جلب الورود لك.
سادساً: تمتعي بالصبر وأظهري ثقتك به
إذا كان الزوجان يعيشان علاقة زوجية ناجحة، فإن الثقة يجب أن تكون أساسها؛ فأظهري ثقة أيضاً بأن زوجك يحاول أن يمنحك السعادة. فربما تكون هذه فرصة للحديث عن مشاعره تجاهك أو تجاه أمور عاطفية أخرى تتعلق بحياتكما الزوجية.
اعترفت ماريليا بأن هناك صعوبة حقيقية في جعل بعض الرجال يتحدثون عن مشاعرهم بشكل صريح. ولكن الخطوات التي ذكرتها ربما تساعد وبشكل كبير على فتح صدره؛ ليعبر عما يدور في داخله، والمرأة يجب أن تتمتع بالصبر؛ لكي يأتي ذلك اليوم ويخبرها الزوج بما يدور في قلبه من مشاعر رفض الإفصاح عنها لوقت طويل من الزمن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر