القاهرة - المغرب اليوم
لا تخلو أي علاقة زوجية من المشاجرات اليومية كونها علاقة تشاركية واحتكاكاً بشكل دائم ما بين الأزواج، ولكن حين تصبح هذه الشجارات غير منطقية وبالغة الغرابة وتقع بصفة مستمرة ولأتفه الأسباب فهنا يدق ناقوس الخطر فقد لا يكون السبب الذي وقع عليه الشجار هو السبب الحقيقي للمشكلة وإنما هو سبب ظاهري يختبيء وراءه أسباب أخرى فما هي تلك الأسباب؟
"سيدتي نت" التقى الدكتور أشرف كامل خليفة استشاري الصحة النفسية حتى يوضح لنا أهم الأسباب التي تدفع الأزواج الى إفتعال المشكلات مع الشريك ويقدم لنا الحلول لذلك.
بداية وضح الدكتور خليفة أن كل البيوت تمر بحالة من الشد والرخاء وتفهم ذلك يريح كلاً من الطرفين ويعطي مساحة من القبول والرضى، أما عن أهم أسباب افتعال المشاكل بين الزوجين:
*عدم القناعة والندم على اختيار الشريك المناسب وبالتالي فإن افتعال مشكلة تكون بمثابة منفذ للهروب من المسؤلية تجاه نفسه واختياره.
*عدم الرضى والانسجام الجنسي بين الزوجين والذي يُعتبر من أهم أسباب افتعال المشكلات لأحد الزوجين تجاه الأخر كرد فعل طبيعي للفت انتباه الشريك في حين أن الصراحة والمواجهة هي أفضل الحلول.
*عدم التوازن النفسي فغالباً ما يبحث أحد الشريكين عن منفذ نفسي ومشاعري من أجل اقناع الذات بأنه فاشل في اختياره وبالتالي فإن افتعاله مشكلة خير وسيلة لذلك.
*عدم وجود توافق فكري بينهما، فلا توجد قاعدة أو أساس للنقاش والتفاوض بينهم كالتوقف عن النقاش في حال ارتفع الصوت أو احتد.
*الأنانية وتفكير الزوج أو الزوجة بأموره الشخصية وتلبيه احتياجاته هو فقط من أهم أسباب خلق المشاكل.
*التوقعات المبالغ بها التي تجعل الطرف الأخر يتفنن في افتعال مشاكل كرد فعل نفسي طبيعي.
*كثرة الانتقادات وخاصة إذا افتعلها الشريك التي غالباً ما تكون عن الأهل أو الأصدقاء الأمر الذي يزيد الفجوة بينهما.
*اللامبالاة بإهمال أحدهما للآخر وعدم وجود الحوار البناء بينهما.
*استخدام المقارنة كسلاح استفزازي كمقارنة الزوج أو الزوجة بأحد فتيات أو شباب العائلة والأصدقاء وذلك للانتقام من الطرف الأخر لأسباب متراكمة.
وعن سبل حل تلك النوعية من المشكلات قال الدكتور "خليفة": يجب أن ينتبه كلا الطرفين أن لا يتبع تلك الافتعالات بشكل فردي في محاولة لحلها فالبناء الجيد لأسس الحياة الزوجية يعتبر أهم قاعدة تأسيس للحياة بينهما، كما أكد على أهمية طاولة التفاوض واحترام الحوار والصراحة بينهم وتحليل المشكلات، بالإضافة الى الإقتناع بأن هذه المشكلات ماهي إلاّ زوبعة وتمر إذا تركناها تمر دون اعتراض فلا تؤذي أحد، كذلك لا مانع من التدخل المباشر للمختص فهو من أهم سبل حل المشكلات. ومما لا شك فيه أن اللجوء الى الله وشرعه هو أهم دليل لمسيرة حياة أفضل.
وأخيراً فإنه كلما كان التدخل مبكراً كلما تجنبنا تراكم معتقدات وأفكار تتحول الى سلوكيات مرفوضة بين الزوجين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر