القاهرة - المغرب اليوم
هل حدث في وقت ما أن كانت لك منافسة لدود تحاول دائما التفوق عليك في أي مناقشة أو حوار وتصر على إثبات وجهة نظرها، أو تسابقك في مضمار الأناقة واكتساب اهتمام الآخرين؟!! في الغالب تمر كل فتاة بمثل هذا الموقف، لكن الغريب أن تمتلكي في داخلك مشاعر إعجاب خفية بهذه المنافسة اللدود، وتطمحين ولو سرا في اكتساب صداقتها والتقرب إليها دون أن يهديك تفكيرك إلى الوسيلة المناسبة لذلك.
من الطبيعي أن تكون بينكما اختلافات في الأراء ووجهات النظر، لكن ما الذي يمنع أن تحترما بعضكما البعض وتجمع بينكما علاقة ودية، وفي النهاية فإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
قد يبدو لك مستحيلا على أي حال أن تكتسبي صداقة مثل هذه الفتاة، لكن في الحقيقة الأمر ليس بالصعوبة الشديدة التي تظنينها، وسنحاول فيما يلي أن ندلك على أنسب الوسائل لتحويل هذه المنافسة العنيدة واللدود إلى صديقة عزيزة: إيجاد اهتمام مشترك بينكما بعيدا عن اختلافاتكما في الآراء أو تنافسكما في بعض الأحيان، حاولي إيجاد أرضية مشتركة واهتمام يجمع بينك وبين هذه الفتاة، كحب التسوق مثلا أو تشجيع فريق رياضي معين، أو عشق تربية بعض الحيوانات الأليفة.
بمجرد العثور على نقطة الاهتمام المشترك بينكما، ابدئي في وضع خطة مناسبة للقاء هذه الفتاة - في البداية بصدفة مدبرة إذا لزم الأمر- ومشاركتها هذا النشاط الذي يجمع بينكما أيا كان، مع تجنب النقاش في نقاط الخلاف بينكما طوال الوقت الذي ستقضيانه معا.
إذا انتهى اللقاء الأول بسلام دون جدال أو مشاحنات، سيبدأ شعور ودي في مد جسوره بينكما دون أن تشعرا، وسيكون هناك بالتأكيد اكتشاف لنقاط التقاء أخرى جديدة تستلزم لقاء آخر، فثالث إلى أن ينتهي بكما الأمر كصديقتين، أو على الأقل ستنتهي حالة العداء والمشاحنة التي كانت بينكما في السابق وتتحول العلاقة إلى الود والاحترام المتبادل.
اكتشاف سر الخلاف الأصلي بينكما اجلسي مع نفسك قليلا، وفكري في السبب الأصلي الذي أدى لنشأة علاقة متوترة بينكما منذ البداية، فالخلافات لابد لها دائما من نقطة بداية.
وبمجرد تذكرك للسبب الحقيقي خلف الاحتقان القائم الآن بينكما، اعملي على حل سوء التفاهم معها بأي شكل، ولا تتحرجي أبدا من الاعتذار لها إذا اكتشفت أنك كنت المخطئة بحقها في الأصل. واطلبي منها أن تفتح معك صفحة جديدة من علاقتكما تقوم على احترام الآخر حتى لو اختلف معنا في الرأي. إذا كانت بالفعل فتاة طيبة ومهذبة فسيحرجها أدبك وإنصافك، ولن تتردد في قبول يدك الممدودة بالود والصداقة والاحترام المتبادل.
التظاهر بالصداقة مؤقتا حتى يتحول الأمر إلى حقيقة حاولي مساندة هذه الفتاة ودعمها وتشجيع آرائها وتأييدها في أي موقف يسمح لك بذلك، وانتهزي أي فرصة لتتقربي منها وتتواجدي معها، حتى ولو بشكل مفتعل في البداية حتى تبدأ هي في تقبلك شيئا فشيئا وتخفف من هجومها اللاذع والمعتاد على شخصك، و تغير تدريجيا من معاملتها الجافة لك بشكل تلقائي، ومع التقارب الذي سيحدث بينكما وهدوء الأوضاع ووجود حوار هاديء ومحترم بين الطرفين، سيتحول الأمر مع الوقت إلى مشاعر صداقة حقيقية توقف التنافس والتصارع بينكما إلى الأبد.
صديقة صديقتي، صديقتي! نعم، إذا فشلت كل الطرق السابق ذكرها في تقريب المسافات بينكما وإنهاء الخلافات السابقة وفتح صفحة جديدة قائمة على الصداقة والود، فلن يكون أمامك سوى إيجاد جسر يوصلك إلى قلب هذه الفتاة واهتمامها. راقبي منافستك اللدود واكتشفي شخصية أقرب الصديقات
إلى قلبها، ثم ابذلي قصارى جهدك للتعرف على هذه الصديقة والتقرب منها حتى تصبحي أنت أيضا صديقتها. وجود هذه الصديقة المشتركة بينكما سيكون كفيلا بخلق فرص تلقائية للقاء والتعارف الودي بينكما بعيدا عن الخلافات والمشاحنات، ومع الوقت ستجمع الصداقة بين ثلاثتكما، ويتحقق ما كنت تسعين إليه، ولكن عن طريق وسيط خير يوفق بينكما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر