يواجه لواء من النساء اليزيديات خطر الموت في نضالهم ضد السفاحين من تنظيم "داعش" الذي يختطف ويغتصب ويقتل الآلاف منهن.
واجتمعت هذه النساء من خلال المغنية الشهيرة إكساتي شينغالي التي شكلت ذلك اللواء الذي يطلق عليه "فتيات الشمس" من أجل مواجهة تنظيم "داعش" في العراق.
وفي حال سقطت إحداهن في يد التنظيم فسوف يكون مصيرها إما القتل أو احتفاظ المتطرفون بها كرقيق للجنس، على أن هذه النساء اليزيديات بما في ذلك أصغرهن التي تبلغ من العمر (17 عامًا) لا تخشين تطرف هذا التنظيم.
وذبح "داعش" ما يزيد عن خمسة آلاف شخص، فضلًا عن اختطاف الآلاف من النساء اليزيديات وكذلك صغار الفتيات وذلك عندما اجتاح القرى في محافظة سنجار الواقعة شمالي العراق في آب / أغسطس من عام 2014، في الوقت الذي تحدثت فيه النساء اللواتي استطعن الهرب من قبضة التنظيم عن الوحشية التي لا يمكن تصورها فضلًا عن الاعتداء الجنسي عليهن من قبل المقاتلين وإجبارهن على الزواج منهم.
وشكلت إكساتي شينغالي البالغة من العمر (30 عامًا) والتي تؤدي موسيقى الفولكلور في جميع أنحاء شمال العراق، الوحدة من النساء المقاتلات في الثاني من تموز / يوليو بعد منحها إذنًا خاصًا من رئيس إقليم كردستان، ومنذ ذلك الوقت استطاعت تجنيد 123 من النساء والفتيات اللواتي يتراوح أعمارهن ما بين 17 و 30 عامًا.
وتحدثت إكساتي من داخل مخيم شارايا للاجئين الذي يقع خارج دهوك، بأن المقاتلين الأكراد من الرجال يجرون تدريبات لهؤلاء النساء على استخدام بنادق "AK47s"، مشيرة إلى استعدادهن لقتال "داعش" في أي وقت على الرغم من أن التدريبات ما زالت غير متقدمة.
وتعتبر جين فارس البالغة من العمر (17 عامًا) من ضمن لواء "فتيات الشمس"، والتي تمكنت من الفرار برفقة شقيقها وشقيقتها عندما فرض "داعش" حصارًا على منطقة جبل سنجار بأسرها.
وأوضحت الفتاة التي انضمت إلى الوحدة أن عائلتها فخورة جدًا بها، مضيفة أن والدها كان سعيدًا حينما أخبرته بانضمامها للقتال جنبًا إلى جنب مع "البيشمركة".
ووصفت فتاة يزيدية أخرى في أيار / مايو، كيف تعرضت هي وشقيقتها الصغرى إلى اغتصاب يومي من قبل مقاتل متطرف قبل بيعهن في مزاد للسبايا.
وذكرت فتاة غيرها تعرف فقط باسم "بحار" وتبلغ من العمر (14 عامًا) كيف تم إجبارها على الخضوع لفحوص طبية من أجل إثبات عذريتها قبل بيعها إلى مقاتلي "داعش" في مزاد آخر.
ويذكر أن تنظيم "داعش" اعتاد الإبقاء على الفتيات اليزيديات اللواتي يتم اختطافهن، في حين يتم تنفيذ حكم الإعدام أمام الكاميرا بحق الجنود الرجال، على أن الفتاة الشابة جين لا تخشى أفعال التنظيم وتعبر عن جاهزيتها لخوض القتال ضدهم أملًا في التخلص منهم جميعًا، حيث أفادت: "إذا ذبحوا النساء اليزيديات فسوف نذبحهم بنفس الطريقة".
وتوجد مجندة أخرى تدعى "هادية حسن" من قرية ابن خان - تريد الانتقام لأبناء عم والدها الذي ما زال محتجزًا في الإقليم الذي يسيطر عليه "داعش" وكذلك ابنة عمها التي استطاعت الفرار مؤخرًا من الرقة السورية "عاصمة خلافة داعش" بعد أن كان من المقرر بيعها في مزاد للسبايا.
وتحدثت المجندة إلى صحيفة "الدايلي ميل"، بأن كل شيء كان على ما يرام قبل ما حدث في آب / أغسطس من عام 2014 حيث كان الأمن يعم القرية وقتها ولكن ما شاهدته من اعتداءات بحق الفيتات اليزيديات ولّد لديها شعورًا بالرغبة في قتال تنظيم "داعش" الوحشي في الوقت الذي يقاتل فيه والدها هذا التنظيم برفقة القوات الكردية.
ويشار إلى أنه يسمح لمقاتلي الأكراد بالاختلاط في ساحة المعركة مع النساء على خلاف "داعش" الذي يفصل بين الرجال والنساء في ساحات المعركة، وتخطط الوحدة التي تضم لواء المقاتلات اليزيديات بالتحرك خلال الأشهر القليلة المقبلة نحو قاعدة يمكن معها البقاء فترة أطول بالقرب من جبهة القتال في جبل سنجار، ولكنها تعاني من نقص في الأسلحة.
وتأمل إكساتي بأن ترسل البلاد الأوروبية الأسلحة والذخائر لهم، لكي تعينهم على التصدي لتنظيم "داعش" وعدم تكرار ما حدث من جرائم وحشية بحقهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر