المرأة المغربية بين الحجر الصحي والعنف الزوجي
آخر تحديث GMT 17:49:23
المغرب اليوم -

المرأة المغربية.. بين الحجر الصحي والعنف الزوجي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المرأة المغربية.. بين الحجر الصحي والعنف الزوجي

العنف الزوجي
الرباط _المغرب اليوم

لاحظت الجمعيات الحقوقية النسائية، أن حالات العنف الممارس على النساء والخلافات الزوجية ازداد خلال مرحلة الحجر الصحي التي يمر منها المغرب، نتيجة عدة عوامل منها الضغط والتوتر النفسي اللذين تعاني منهما عديد الأسر المغربية في هذه الفترة الوبائية. وفي هذا السياق، أوضحت بشرى عبدو، رئيسة جمعية تحدي المساواة والمواطنة بالدار البيضاء، أن ظاهرة العنف طفحت على السطح بشكل لافت خلال الحجر المنزلي، موضحة، أن "الظرفية الراهنة والحاجة والفقر وضيق المنزل تكون من بين العوامل المساعدة على تزايد العنف تجاه المرأة وكذلك الأطفال"، مشددة على ان "النساء وجدن أنفسهن محاصرات بعد أن أُغلقت عليهن الأبواب مع أزواجهن؛ وبالتالي تولد تجاههن العنف بشكل كبير لأن رب الأسرة كان يغيب عن البيت بسبب العمل واليوم

أصبح بدوره ملازما للبيت". وأضافت عبدو، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن جمعيتها أطلقت في 14 مارس الماضي مبادرة الاستماع عن بعد لفائدة النساء المعنفات وأيضا اللواتي يعشن في وضعية صعبة، مبرزة، أن "الأرقام التي وضعتها الجمعية مكنتها من استقبال أكثر من 3 مكالمات في اليوم للنساء ضحايا العنف، نتيجة الحجر الصحي". وأشارت إلى أن الخلية المكلفة بتلقي المكالمات الهاتفية تتكون من مساعدة اجتماعية وأخصائية نفسية، ومحاميان، مفيدة، أن النساء اللواتي يتواصلن مع الجمعية يشتكين من العنف بشتى انواعه، مشيرة إلى أنه يتم تحويلهن إلى المختصة النفسية أو في حالات أخرى إلى الاستشارة القانونية". وفيما يخص المساعدة الاجتماعية، تقول رئيسة الجمعية: "استطعنا إيواء حالتين للأمهات العازبات كانتا في وضعية الشارع،

باكتراء لهما منزلين بأحد الأحياء بمدينة الدار البيضاء، وذلك حسب الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها الجمعية"، تورد ذات المتحدثة. وأضافت في نفس السياق، أنه "أمام الحجر الصحي؛ فقد العديد من أرباب الأسر علمهم في هذه الظرفية مما ساهم في تزايد النزاعات الأسرية، لذا يصبح العنف الاقتصادي تجاه النساء أيضا قائما في هذه الوضعية"، تردف عبدو، وتعتبر أنه من بين المساعدات الاجتماعية التي تقوم بها هو دعم هذه النساء والأسر في وضعية صعبة من خلال توزيع عليهن بعض القفف".  
من جهتها، حذرت منظمة "مرا" من تزايد العنف المنزلي ضد النساء، وقالت المنظمة في بلاغ لها، إن العنف المنزلي المتزايد ضد النساء في الفترة، الحالية، كان متوقعا نتيجة الحجر الصحي في المنازل، داعية إلى اتخاذ تدابير طارئة، في هذا الموضوع،

لاسيما مساعدة النساء ضحايا العنف، على التعرف على الوجهة، التي يجب اللجوء إليها للحصول على المساعدة. وأوضح المصدر ذاته، أن الجمعيات المغربية، التي تعنى بحقوق النساء، تواجه التحدي، المتمثل في مواصلة تقديم الدعم اللازم للنساء ضحايا العنف، على الرغم الظروف الصعبة. وعملت منظمة "مرا" في هذا الشأن، إلى إنشاء صفحة، تحت عنوان، كورونا فيروس- معلومات توجيهية للنساء ضحايا العنف، وذلك على الشبكة الإلكترونية، صممت لهذه الأزمة، توفر بيانات للاتصال، وضعت خصيصا من قبل الجمعيات في مناطق مختلفة في جميع أنحاء المغرب، من أجل الحفاظ، ومواكبة الاستماع لنساء ضحايا العنف مع تمكينهن من الخدمات المتوفرة، حسب الشروط. ودعت مؤسسات رسمية، وفاعلون مدنيون النساء المغربيات، إلى الاتصال

المباشر بالرقم “8350”، أو التواصل عبر منصة “كلنا معك”، للتبليغ عن أي شكل من أشكال العنف، الذي يتعرضن له. من جانبه، اعتبر محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن "العنف الممارس على النساء لا مبرر له كيفما كانت طبيعة الظروف"، مؤكدا على أنه "مثل هذه الظرفية التي يمر منها المغرب قد تفضي إلى إصدار سلوكات غير معقلنة قبل بعض الأشخاص". "هناك ضغوطات تتعلق بالمستوى الصحي والمستقبل المجهول، وبالتالي مثل هذه الضغوطات تفرز نوعا من الشخصيات غير المتوازنة" يقول بنزاكور، في تصريح لموقع القناة الثانية، ثم واصل: "أنه من بين الاضطرابات التي ظهرت خلال هذا الحجر الصحي وهي العنف، وأعراضه تنطلق بالتوتر والرفع الصوت ثم تصل إلى حد ممارسة العنف النفسي والجسدي على

الطرف الآخر".وبشأن الأرقام الهاتفية التي وضعتها الجهات الرسمية للتبليغ عن حالات العنف، يرى بنزاكور، أنها "تبقى غير كافية لمواجهة هذه الظاهرة"، معتبرا أن "المرأة في ظل الحجر الصحي وبتواجد الطرف المُعنف لا يمكن لها إيجاد الفرصة والمكان المناسبان من أجل التحدث هاتفيا وطلب النجدة في هذا الجانب"، داعيا في هذا الصدد السلطات المختصة بإيفاد لجان المراقبة إلى المنازل لحماية النساء. وقدم الاخصائي النفسي، نصائحه في هذا الشأن، وقال "يجب على الطرف المُعنف أن ينتبه إلى تصرفاته قبل الإقدام على أي سلوك متهور، ولا داعي له أن يفرغ غضبه في الطرف الثاني"، ونصح، بأن "يقوم هؤلاء الأشخاص بمراقبة ذاتية لكل تصرفاتهم، وهي حين الشعور بارتفاع الضغط  وتزايد دقات القلب أو ارتعاش في اليدين عليه أن يغير المكان الذي هو فيه حتى لا يصل إلى ممارسة العنف" يفسر ذات المتحدث.       كما نصح بنزاكور، بضرورة التقليل من تناول السكريات والمنبهات كالقوة والمشروبات الغازية خلال هذه الفترة، بحسبه، فإنها تزيد من التوتر. "بما أننا نقوم بالتوعية للوقاية من فيروس كورونا، فسوف يكون من المفيد أن تخصص التوعية والتحسيس كذلك بشأن العنف داخل الأسرة عبر القنوات التلفزية الرسمية" يقول بنزاكور في ختام حديثه

قد يهمك ايضا

دراسة تؤكد أن نسبة ضئيلة من النساء ضحايا العنف الزوجي في المغرب يلجأن للقضاء

مندوبية التخطيط تؤكّد أنّ العنف الزوجي يتسبب في مشاكل صحية وعقلية للأطفال

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المغربية بين الحجر الصحي والعنف الزوجي المرأة المغربية بين الحجر الصحي والعنف الزوجي



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - أنتوني بلينكن يتحدث عن مصير التطبيع بين السعودية وإسرائيل

GMT 10:03 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

عجوز مغربية تتجرّع مرارة العيش في "كهف البؤساء" بمدينة وزان

GMT 15:00 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

فريق الراسينغ البيضاوي يفسخ عقد 6 لاعبين دفعة واحدة

GMT 15:20 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لجلسات خارجية في فصل الصيف

GMT 09:48 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مركبة الشحن الفضائية الصينية تلتحم بالمحطة الفضائية

GMT 09:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تركيا "المدمر"

GMT 07:01 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

أمين حارث يغازل برشلونة وريال مدريد وليفربول

GMT 05:45 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

5 ألوان حوائط خالدة في عالم الديكورات

GMT 00:59 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد

GMT 01:55 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

"العراقيون" أول شعب عربي يحكم الحكومة ويدخلها في صراع

GMT 03:26 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد كريم يحتفل بعرض أولى أفلامه العالمية بحضور خيري بشارة

GMT 04:35 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مأزق بشأن كيفية محاكمة الرئيس الأميركي في مجلس الشيوخ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib